نظرية التون مايو للإدارة
نظرية تون مايو للإدارة هي نظرية تشرح كيفية جعل فرق العمل أكثر إنتاجية من خلال التركيز على بناء العلاقات الإنسانية، واستنتج مايو معظم نظرياته الإدارية من خلال ملاحظة تأثير التغير في إنتاجية الموظفين مع تغير الظروف المحيطة. وأطلق على تجارب مايو اسم تجربة هوثورن. وإليك كل ما تحتاج معرفته عن نظرية تون مايو للإدارة .
مدرسة العلاقات الانسانية في علم الادارة
تصنف نظرية توني مايو للإدارة على أنها تنتمي لمدرسة العلاقات الإنسانية في علم الإدارة، حيث تهتم بالعلاقات الإنسانية التي تنشأ خلال العمل، وقد أتى مايو إلى نتائجه حول مصادر دوافع الموظفين من خلال تجارب مميزة .
ببساطة، فإن نظرية تون مايو تقول إن الموظفين يتمتعون بدوافع قوية تتعلق بالعلاقات الاجتماعية في العمل، مثل الصداقة والاهتمام، والتي تفوق الحوافز المالية أو الظروف البيئية في مكان العمل، مثل الإضاءة على سبيل المثال .
فرضيات التون مايو
للوصول إلى نظريته، وضع مايو 4 فرضيات تبحث في احتمالات تحقيق فريق من الأشخاص للنجاح، واعتمدت هذه الفرضيات على 4 مجموعات تم اختيارهم من عمال شركة ويسترن إلكتريك، وتقسيمهم كالتالي:
المجموعة الأولى : هذه المجموعة تعتمد على معايير منخفضة، وتفتقر إلى تماسك بين أعضائها، ولا تمتلك تأثيرًا بسبب عدم وجود تحفيز بين أعضاء الفريق الذي يساعد على النجاح والتميُّز .
المجموعة الثانية : هذه المجموعة تتضمن معايير منخفضة وتتميز بتماسك سلبي ضعيف بين أعضائها، حيث السلوكيات السلبية المتناقلة بين الأعضاء داخل المجموعة .
المجموعة الثالثة : تشتمل هذه المجموعة على معايير عالية، ويكون هناك تماسك منخفض بين أعضائها ولكنه إيجابي إلى حد ما، حيث يحقق الأعضاء إنجازات فردية .
المجموعة الرابعة : تضم المجموعة معايير عالية، وتتميز بتماسك قوي بين أعضائها، وتتمتع بتأثير إيجابي، حيث يتحفز أعضاؤها بعضهم البعض لتحقيق النجاح والأهداف المرجوة .
تحديد اسهامات مدرسة العلاقات الانسانية
هل حاولت يومًا تحفيز فريق العمل لزيادة إنتاجيته؟، هناك العديد من الأساليب والآليات التي يمكنك استخدامها لتحفيز الفريق على العمل، ولكن قد يبقى كل شيء علىما هو عليه، ولا يمكن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة رغم وجود العديد من المحفزات .
تُسهم مدرسة العلاقات الإنسانية في تزويد قادة الفرق بمجموعة من الأدوات والخطوات التي توصلت إليها الأبحاث والدراسات، والتي تعمل على رفع كفاءة وإنتاجية العمل .
في الفترة التي سبقت تون مايو، كانت نظرية التحفيز السائدة هي نظرية فريدريك تايلور، والتي تعتمد على الحافز المادي لزيادة إنتاجية الموظف. وكان يتم النظر إلى العامل على أنه كسول، ومثل أي آلة يتم توظيفها للقيام بعمل محدد .
ولكن مايو نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة ، حيث أن النظريات السابقة عليه لم تأخذ في الاعتبار الاحتياجات البشرية خلال عملية الإدارة ، بينما نظرية مايو تسلط الضوء على الاهتمام الذي يجب أن يظهره المدير تجاه الموظف ، لأن العلاقات الاجتماعية يمكنها أن تؤثر على الأداء العملي بشكل كبير .
تمكّنت مايو من كسر الاعتقاد السائد بأن الموظف مجرد آلة، وأكّدت على ضرورة الاهتمام ببيئة العمل ومعاملة الموظف بشكل جيد، حيث يتطلّب العمل نشاطًا جماعيًا ويحتاج الموظفون دائمًا للشعور بالتقدير والاحترام والانتماء للمؤسسة .
يتضح من خلال مايو أن مراقبة الموظفين تؤثر على سلوكهم، فإذا كان المدير يراقب العامل فقد يتغير سلوكه إيجابيا نحو أداء أفضل .
تقوم مدرسة العلاقات الإنسانية على ركيزة أساسية، وهي أن معاملة الموظف بطريقة إيجابية وجيدة، تجعله شخصًا أفضل مما كان عليه، وهذا يزيد من كفاءة وإنتاجية المؤسسة، ويدفعها إلى المراكز المتقدمة ببساطة .
إذا كنت ترغب في زيادة إنتاجية فريق العمل وفقًا لنظرية مايو، فإن الإجابة تكمن في النقاط الأساسية التالية:
التواصل مع الفريق
يجب أن يتمتع القائد بتواصل قوي مع أعضاء الفريق الذي يديره، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تقديم ردود فعلك حول العمل بانتظام، حتى يشعر الموظفون بأنك تهتم بمتابعة الأعمال. ويجب تدوين ملاحظات الموظفين واقتراحاتهم والبدء في دراستها للاستفادة منها في تطوير العمل .
العمل الجماعي
يجب على أفراد الفريق العمل بروح جماعية، وعدم اتباع كل فرد طريقه الخاصة نحو تحقيق إنجازات فردية. يمكن تقسيم الفريق إلى مجموعات صغيرة بدلا من مجموعة واحدة كبيرة، ويجب أن لا تكون هناك أعمال فردية. على سبيل المثال، عند منح مكافأة لأحد الموظفين، يجب التركيز على مشاركة جميع أفراد الفريق في العمل الجماعي الذي ساهم في تحقيق الأهداف المطلوبة .
الاهتمام بالموظف
حاول أن تظهر اهتماما بحياة كل موظف لديك، على سبيل المثال، يمكنك التحدث مع الموظف حول تجاربه في الفترة الأخيرة أو كيف قضى عطلته الأسبوعية الماضية. ولكن يجب أن تحافظ على توازن، حتى تستطيع الحفاظ على استقلالية الموظف ودعمه دون التدخل الكبير في حياته الشخصية. ما عليك سوى أن تجعله يشعر بأنك تهتم به، وستلاحظ وجود علاقة إيجابية بين زيادة مستوى الاهتمام وارتفاع مستوى رضا الموظفين، وبالتالي زيادة الإنتاجية بشكل كبير .
تتعلق الانتقادات الموجهة لنظرية التون مايو بالقدرة على التلاعب ببنود وافتراضات النظرية، حيث تظهر بعض الشركات والمؤسسات وكأنها تهتم بالموظف وبيئة العمل وتحقيق الرضا الوظيفي، بينما في الواقع يكترثون فقط بزيادة كفاءة الموظفين وإنتاجيتهم .