المجتمعمنوعات

وسائل محاربة الجهل والأمية

تعريف الجهل والأمية

يشير الجهل والأمية إلى عدم قدرة الأشخاص على القراءة والكتابة، ويشير الأمي إلى الشخص الذي لا يفقه العلوم وليس لديه قدرة على قراءة أو كتابة الشيء، وهو مشكلة يواجهها الكثيرون وتسبب في العديد من المشاكل، ولذلك تعمل الدول على مكافحة الجهل والأمية من خلال تعليم الكبار والقضاء على الأمية، وتهتم بالنشء لتجنب وجود عدد كبير من الأشخاص في المستقبل الذين ليس لديهم القدرة على القراءة والكتابة وفهم الأشياء والعلوم.

تعرف الأمية أكاديميا بأنها ظاهرة اجتماعية معقدة، ولا تعتبر مجرد مشكلة تعليمية أو اقتصادية مستقلة، بل هي في الأساس مشكلة حضارية وتعبيرا عن التخلف الاجتماعي المشترك. لذا، يجب أن يتم توسيع مفهوم الأمية ليشمل الأبعاد الحضارية والاجتماعية المترتبة عليها. ينبغي أن لا ينظر إلى اكتساب مهارات القراءة والكتابة على أنه هدف ذاتي، بل يجب أن ينظر إليها كوسيلة لتحقيق أهدافنا وتطوير المجتمع بشكل إيجابي.

يختلف الجهل عن الأمية، حيث يعتبر الجهل مشكلة كبيرة يعاني منها الأفراد، ويعني نقصًا عامًا في المعرفة والخبرة وعدم قدرة الفرد على التمييز بين الصحيح والخاطئ، وهو مشكلة في الوعي والإدراك والمعرفة.

طالبت جميع الأديان السماوية بالتعلم، وخاصة الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ليقضي على الجهل والأمية ويفهم الناس في دينهم ودنياهم، والأمر الأول الذي نزل في القرآن الكريم الحكيم هو “اقرأ”، الذي يشير إلى أهمية القراءة والتعلم وقيمتهما في حياة الفرد والمجتمع.

أسباب الجهل والأمية

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الجهل والأمية، ويجب أن نفهم تلك الأسباب للتغلب على هذه المشكلة. عندما نعرف الأسباب، يصبح من السهل معالجتها. وتتمثل أسباب الأمية في:

  • الفقر وعدم وجود إمكانية للتعليم.
  • الجهل بأهمية التعليم وعدم فهم الأضرار الجسيمة التي قد تنتج عن الجهل.
  • عدم تعلُّم الآباء والأمهات يُمكِنُ أن يكونوا السبب وراء جهل أبنائهم.
  • يتمثل الكسل في عدم بذل الجهد اللازم للتعلم والتطوير، وعدم الاهتمام بالقراءة والكتابة.
  • يتعين على بعض الأشخاص العمل في سن مبكرة لتحسين وضعهم المادي، وقد يتسبب هذا في إهمال التعليم.
  • البيئة هي أحد الأمور التي تؤثر بشكل كبير على خيارات الأفراد، حيث إذا كان الشخص محاطا بالمتعلمين وأصحاب المعرفة، فسيحتاج بشكل ملح للتعلم والفهم والوصول إلى مكانة رفيعة.
  • تنتج قلة الكتب نتيجة الفقر وعدم القدرة المادية للأسر أو الدولة بشكل عام، كما يحدث في المجتمعات النامية.
  • القيود والالتزامات الأسرية.

أضرار الجهل

الجهل هو من أكثر الأمور السلبية في العالم، فالأشخاص الذين يجهلون الأمور يواجهون مشاكلا حقيقية. وفي عصر العلوم والتكنولوجيا، يجب محاربة الجهل بكل الطرق وعدم قبوله تحت أي ظروف. وتتمثل أضرار الجهل في:

  • الجهل يؤثر الجهل سلبًا على الفرد والجماعة، فالأشخاص الجهلة غير قادرين على الفهم والمعرفة، ويؤثر وجود أشخاص جهلة على المجتمع بأكمله.
  • الجهل والأمية يمكن أن تؤدي إلى عدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
  • القدرة على اتقان الأمور هي مهارة يمتلكها الأشخاص ذوو العلم والمعرفة، حيث يمكنهم التمييز بين الصحيح والخطأ واتخاذ القرارات بشكل متقن في المهن التي يمارسونها بسبب معلوماتهم وخبراتهم السابقة.
  • يعود السبب في عدم القدرة على توقع المستقبل إلى عدم وجود خبرات سابقة.
  • قد يؤدي الجهل إلى حدوث كوارث كبيرة، فعدم التعامل بشكل صحيح مع الحرائق مثلاً، والجهل بمسائل السلامة والأمن يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل.
  • يعد الجهل سببًا في التراجع الاقتصادي سواء بالنسبة للأفراد أو الدول، فالتقدم يستند إلى العلم والمعرفة والتطور التكنولوجي.
  • الجهل هو السبب الأساسي وراء الفقر والمرض وتدهور المجتمع

كيف يمكن محاربة الجهل والأمية

الجهل والأمية من أسوأ ما يدمر الشعوب والبلدان، لذا يجب مكافحتها والتخلص منها، فهي أكثر الحروب التي يجب أن يخوضها الأفراد للاستمتاع بحياة خالية من الجهل والفساد والفقر، فالسبيل الأول لحياة اقتصادية واجتماعية مزدهرة هو التعلم ومحو الجهل والفقر، وتتمثل أهم سبل محاربة الجهل والفقر في:

  • خلق مناخ مناسب للتعلم

يجب على المجتمعات الكبيرة والصغيرة توفير البيئة المناسبة للتعلم، سواء في المدارس أو في أي من دور التعلم، حتى يستطيع الطلاب الانجذاب للتعليم.

  • توفير سبل التعلم

يجب على الحكومات والجهات المختصة في التعليم إقامة دور للعلم وتوسيع دور القراءة المليئة بالكتب في مختلف المجالات وجميع العلوم، ليتسنى للفرد التعلم والفهم والاطلاع.

  • التأكيد على أهمية العلم  المعرفة 

ينبغي على وسائل الإعلام أن تزيد جهودها في نشر الثقافة وتأكيد أهمية العلم والمعرفة، كما ينبغي عليها عرض نماذج للمتعلمين ودورهم في المجتمع وتأكيد قيمة العلم ودور المتعلمين في رفعة وتقدم المجتمعات.

يجب توفير فصول تعليم الكبار في جميع المدن والقرى، لكي يتمكن كبار السن من الالتحاق بفصول محو الأمية وتعلم المهارات الجديدة، والحصول على القدرة على القراءة والكتابة.

  • تعزيز جهود الدولة في توعية أهمية التعليم

تسعى الدول بجدية لتطوير وانتشار التعليم والتخلص من الجهل والفقر، ومن بين الدول التي تبرز في هذا المجال هي المملكة العربية السعودية. جهود المملكة في محو الأمية باتت واضحة للغاية، حيث تم تضمين التعليم كجزء أساسي من خطة التنمية 2030.

  • فتح أبواب التعليم لكل طالب علم 

يمكن أن تكون المجتمعات السبب وراء الجهل والأمية بسبب عدم توفر فرص التعليم للجميع، لذلك يجب فتح مراكز تعليمية وتوفير فرصة التعليم لجميع المواطن لتحقيق تطور المجتمع والحد من الجهل والأمية.

  • توفير حوافز مادية ومعنوية للراغبين في التعلم

يجب تشجيع الأفراد على التعلم بكافة السبل المتاحة لهم، وتنمية رغبتهم وإصرارهم على الاستمرار في التعلم في أي سن، بما في ذلك البالغين.

  • تقديم دورات تدريبية للأمين

تعتبر التعليم للكبار أمرًا ضروريًا، ويتعين توفير سبل ووسائل التعليم لهم من خلال إقامة دورات تدريبية في أماكن عملهم أو في مجالات مهنهم، أو في القرى بشكل يضمن لهم الحصول على فرص التعلم والتمكن من القراءة والكتابة.

  • أتحاد المؤسسات في الدولة لتعليم الأفراد

يجب على جميع مؤسسات الدولة التعاون والتعاون معًا لنشر ثقافة الوعي والتأكيد على أهمية التعليم، حيث لا يمكن تحقيق هذا الأمر بشكل فردي، بل يحتاج إلى وجود مؤسسات كبرى ومراكز لتنفيذ حملات توعوية تهدف إلى التخفيف من الجهل وتحديد أهمية التعلم.

  • تقديم برامج تعليمية من خلال وسائل الإعلام

يشعر كثيرون من الأفراد بالحرج عند الذهاب إلى مراكز التعليم وهم في سن متقدمة، خاصةً إذا كانوا لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، لذلك يجب تقديم برامج تعليمية من قبل مدرسين وخبراء في تعليم الكبار عبر وسائل الإعلام والقنوات التعليمية.

  • تعزيز مسؤولية الفرد في نشر التعلم

ينبغي تعزيز دور الأفراد المتعلمين في مساعدة الأشخاص غير المتعلمين لرفع مستوى المجتمع، وذلك عن طريق المشاركة في فصول محو الأمية المجانية، أو تنظيم دورات تعليمية للأطفال في الحي أو المنطقة، أو حتى تقديم برامج تعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

  • خفض تكاليف التعليم 

يجب على الدول والمؤسسات تخفيض تكاليف التعليم أو جعله مجانيًا بالكامل، لأن هناك أفرادًا غير قادرين على تحمل تكاليف التعليم، مما يعيقهم عن الحصول على التعليم والمعرفة.

  • نشر الثقافة وأهميتها

نشر العلم والمعرفة والثقافة هو من أهم أدوار الصحافة ووسائل الإعلام، خاصة بعد ظهور صحافة الفيديو وانتشار وسائل التواصل، حيث يمكن نشر المعلومات والقصص والخبرات والمعارف الهامة عبر الإنترنت، وذلك لأن الجهل هو عدم المعرفة ويجب العمل على القضاء عليه.

  • إلزام الأفراد بالحصول على شهادة تعليمية

يمكن للحكومات فرض الالتزام بالتعليم للحصول على وظائف أو لأي خدمات حكومية مثل إصدار التراخيص وغيرها، وذلك لضمان تعليم الأفراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى