بحث حول الاستثمار
مفهوم الاستثمار
لفهم مجال الاستثمار بشكل مبسط، يجب تحديد تعريف الاستثمار، حيث يعد مجال الاستثمار من أهم المجالات في الاقتصاد، ودرسه العديد من المتخصصين في مجال إدارة الأعمال والاقتصاد.
و من خلال مراجعة مقدمة و خاتمة عن الاستثمار لبعض علماء الاقتصاد ، تبين اتفاقهم حول هذا المفهوم ، في مجالات واحدة ، و متنوعة ، شملت العقارات المنقولة ، وغير المنقولة ، وكل شيء يُدرخ ، من قبل الأفراد ، ويكون له ثمن أو قيمة. حتى الأعمال الفنية ، يصنفها المتخصصون ، ضمن نطاقات الاستثمار ، حيث أن كل شيء ، بمرور الوقت ، يكون له قيمة ، يصبح من قبيل الاستثمار .
الاستثمار هو عملية شراء تقوم بها الأفراد وتتعلق بالأموال لتحقيق ناتج أو ربح في نهاية عملية الشراء والبيع. يجب ملاحظة أن كل مدخرة يمكن أن تفقد قيمتها مع مرور الوقت ولا يمكن أن تعتبر استثمارا. وبالتالي، تكون السمة الأساسية للاستثمار ليست قيمة الشيء فحسب، بل يجب أن تكون مرتبطة بزيادة قيمته في المستقبل. هكذا تكون عملية الاستثمار الصحيحة.
من الملفت للنظر في مجال الاستثمار، الذي يعتمد على رأس المال، أنه مرتبط بخطوة هامة وهي التمويل. فعملية حقن المال من قبل المستثمر قد تتعلق بمفهوم التمويل. وعلى الرغم من أن المصطلحين قد يبدوان متشابهين، إلا أن هناك فرقا بينهما. ومع ذلك، تظل كلا العمليتين تهدفان إلى هدف واحد ومتسابق، وهو استخدام رأس المال المدخل .
من هو المستثمر
من خلال التعريف السابق لمفهوم الاستثمار، يتضح وجود مكونات أساسية في هذا المفهوم وهذا المجال، تتمثل في أن يكون هناك شيء مدخر يتم اقتناؤه من قبل الأفراد، والتساؤل هل يمكن لأي شخص يقتني شيئا ثمينا أن يصبح مستثمرا؟ في هذا السياق، يعرف المتخصصون المستثمر على أنه الشخص أو الكيان، سواء كان منظمة أو مؤسسة أو شركة، لديه رأس مال ويهدف إلى تحقيق دخل أو مكسب كبير، حيث يقوم المستثمر باستغلال الشيء المدخر ذو القيمة العالية، المعروف برأس المال، مع توقع حصوله على مقدار من الدخل أو الربح. ولهذا السبب، يتساءل الكثيرون دائما عن كيفية استثمار أموالهم، ولذلك، اتجه الباحثون في هذا المجال إلى إطلاق مفهوم جديد فرعي وهو “الاستثمار الشخصي”، وهناك عدة طرق لتحقيق الاستثمار الشخصي، مثل شراء أوراق مالية أو استثمار المال في البنوك أو شراء الذهب والاحتفاظ به وانتظار ارتفاع سعره مع الوقت. كما يمكن أن يكون المستثمر مستثمرا أجنبيا، وهنا ينتقل المستوى إلى مجال الاستثمار على مستوى الدول، حيث يكمن دور الاستثمار الأجنبي في دعم الدخل القومي للدولة ككل وتعزيز مشروعاتها التي تساهم في تقوية اقتصادياتها، ولكن لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر التخلص من الروتين والبيروقراطية وتوفير بيئة مستقرة أمنيا، وكل ذلك يسهم في تشجيع المستثمرين الأجانب على ضخ أموالهم خارج حدود دولهم .
الفئات الرئيسية للاستثمارات
هناك مجموعة متنوعة من فئات الاستثمار وأنواع الاستثمارات المالية التي وضحها الخبراء. تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية، حيث يعتمد هذا التصنيف بشكل كبير على سؤال هام وهو: كم رأس المال الذي تمتلكه؟ عندما يرغب الشخص في استثمار أمواله، يجب أن يعتمد على خطة مالية وفقا للفرص المتاحة. ترتبط فرص الاستثمار بالأسهم ورأس المال الاستثماري وصناديق مؤشرات السلع، وهي بورصات خاصة بالسلع الغذائية، حيث يتداول الأشخاص فيها. تصنف عمليات الاستثمار حسب درجة المخاطر، وتشمل الاستثمارات ذات المخاطر المنخفضة مثل السندات، حيث تعتبر السندات دينا يسدد فتكون المخاطر فيها قليلة ولكن الأرباح أيضا قليلة. تصنف عمليات الاستثمار أيضا حسب رأس المال المدخر في حسابات بنكية، وهي واحدة من الطرق الآمنة والربح المستقر، وهي نوع من الاستثمارات النقدية التي تعتمد على نظام الفوائد البنكية. بالطبع، كلما زاد رأس المال المدخر، زادت الفائدة. نرى أن طريقة الاستثمار النقدي، التي تعتمد على استثمار المال في البنوك، هي واحدة من أكثر الطرق شيوعا بين الأغلبية. في الفئات الأخرى للاستثمار، هناك فئة المحفظة (portfolio)، التي تعتمد على وجود مجموعة من الأصول المتعلقة بمجال الأوراق المالية. تصنف الأوراق المالية أيضا إلى عدة فئات تشمل صناديق الاستثمار والصناديق المتداولة في البورصات والسندات والأسهم وغيرها .
تأثير الثورة الرقمية على الاستثمار
لا يمكن تجاهل تأثير الثورة الرقمية على مجال الاستثمار، إذ أصبح كل شيء متداولًا ومتاحًا في جميع المجالات، بما في ذلك مجال الاستثمار الذي أصبح عملية عابرة للقارات والحدود عبر الإنترنت.
يشار إلى هذه العملية باسم الاستثمار الإلكتروني، وهي عملية رقمية لضخ الأموال بنقرة واحدة من أي مكان، حيث يمكن للمستثمر القيام بعمليات البيع والشراء من خلال الشاشة الصغيرة التي يحملها في أي مكان وفي أي وقت لكسب مبالغ طائلة .
هناك العديد من الأمثلة على الاستثمار الإلكتروني أو التجارة الرقمية، مثل مؤسسة علي بابا وأمازون، واللذان يعدان امبراطوريات ضخمة في عالم الاستثمار الرقمي .
فمن مزايا الاستثمار الرقمي ، توفير الوقت ، والجهد ، وتكاليف السفر ، أو الاقامة للدول لأخرى ، لكنه في المقابل ، يتطلب قدر من المخاطرة ، لأنك تستثمر في العالم الافتراضي ، وليس الحقيقي . حتى أن رأس المال نفسه ، أصبح رقمياً ، فلا يمكن أن نتجاهل ، ثورة البيتكوين ، التي ظهرت ، كعملة رقمية ، في عالم الاستثمار .