الانسانتنمية بشرية

لماذا التضامن مهم

تعريف التضامن

يعرف التضامن بأنه التعاون والاتحاد والاتفاق بين مجموعة من الأفراد حتى يساعد الأقوياء الأضعفاء والأغنياء الفقراء، ويشمل ذلك الجوانب المادية والسياسية والاقتصادية داخل المجتمع، ويعتبر التضامن التزاما يؤدي فيه بعض الأفراد ما يقصره البعض الآخر، وقد يحدث التضامن بين مؤسسات مختلفة لتحقيق هدف مشترك

أهمية التضامن

يتم احتفال باليوم الدولي لتعريف التضامن الإنساني في 20 ديسمبر من كل عام لتعزيز الوعي بين سكان العالم حول قيمة التضامن الإنسانية، وتتمثل أهميته في فوائده وتأثيراته الإيجابية على المستوى الفردي والمجتمعي. وروي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (حديث صحيح).

التضامن هو إحدى القيم الأساسية العالمية التي تتفوق على كل شيء، فإن التضامن قادر على تغيير العالم عندما يسعى لقضية تنفع العالم، ويجعل التضامن العالم مكانًا أفضل، وهو أداة للحد من الظلم الاجتماعي الذي يتعرض له بعض الأفراد وعدم المساواة

يعد التضامن واحداً من أهم أهداف التنمية المستدامة للشعوب، حيث يتمتع بفوائد كثيرة، ويمكن تعزيز مفهوم التضامن من خلال تعليم الكبار والصغار، حيث يؤدي التضامن إلى زيادة الرفاهية العامة للبشر

يلعب التضامن دورا كبيرا في بناء حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع والعالم، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل أفضل. فالتضامن مهم جدا، إذ يشكل الأساس للعديد من القيم الإنسانية الأخرى مثل الصداقة، والرفقة، والولاء، والشرف. كما يساعد التضامن في تعزيز الروابط العاطفية مع الأشخاص المدعومين، وزرع ثقافة التضامن، ومشاركة الآخرين، وهو أمر مهم للتصدي للفقر والحفاظ على كرامة أفراد المجتمع الآخرين

قال تشارلز ديكنز في وقت مضى أنه لم يفشل أي شخص في هذا العالم في تخفيف عبء زملائه، ويعزى ذلك إلى أن الوحدة ضارة، وبالتالي فإن التضامن لا يحمل أي تحيزات مثل الأصل أو الجنس أو العرق أو السن أو الجنسية أو الدين أو الأفكارالسياسية أو أي خاصية اجتماعية أخرى

التضامن الاجتماعي الحقيقي يعني تقديم المساعدة دون توقع أي مقابل، حيث يهدف إلى مساعدة الأشخاص المحتاجين. وقال خوان دونوسو: “يجب أن نتحد، ليس لنكون معا، ولكن لنفعل شيئا معا”، حيث يساعد التعاون بين أفراد المجتمع على التغلب على الكوارث الطبيعية والأمراض والحروب، وينطبق أيضا على العديد من المواقف الشخصية مع الأصدقاء والأقارب والغرباء، حيث يمكن للمساعدة الصغيرة أن تجعل الأشخاص يتأقلمون. وباختصار، يعد التضامن أهم قيمة إنسانية لأنه يمكن من خلاله مقاومة أي صعوبات يواجهها الفرد

من مظاهر التضامن

تتعدد مظاهر التضامن ومنها:

  • تساهم في مساعدة المستضعفين داخل المجتمع، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمساكين.
  • يشعر الإنسان عادةً بالتعاطف مع الآخرين عندما يجد نفسه عاجزًا عن تقديم المساعدة المادية، مثلما يحدث في حالات الكوارث الطبيعية التي تحدث في بعض البلدان الأخرى.
  • يتضمن المشاركة في الأعمال التطوعية التنموية التي تتطلب عددًا كبيرًا من الأفراد وجهدًا جماعيًا، مثل تشجير الأماكن المختلفة، والتعاون والحفاظ على المرافق العامة.
  • تتضمن مظاهر التضامن دعم القضايا الأسرية والتأكيد على حقوق المرأة والأطفال داخل المجتمع

صور التضامن داخل المجتمع

تتعدد صور التضامن داخل المجتمع ومنها:

  • يتضمن العمل على توجيه و إرشاد الناس إلى أسباب السعادة والنجاح في المجتمع، والإصلاح في أمور الدنيا والآخرة.
  • تهدف المساعدة والإغاثة إلى تعزيز الأشخاص المحتاجين وتمكين العلاقات الاجتماعية وروابط التكافل، من خلال تقديم المساعدات المادية من قبل الأفراد القادرين للمحتاجين، وتقديم الدعم النفسي من قبل الأفراد الآخرين، وإضفاء الفرح والسرور في قلوبهم.
  • التعاون بين القطاعات والمؤسسات المختلفة داخل الدولة ضروري لفهم مفهوم شركات التضامن. يهدف ذلك إلى حماية البلد ورفع اسمها وحماية أراضيها، وأيضا توفير جميع الخدمات اللازمة لأفراد المجتمع.
  • تهدف زيادة نسب المعرفة والتعليم والتطوير المستمر وتشجيع الكوادر المختلفة إلى النهوض بالمجتمع ورفع مستواه بين المجتمعات الأخرى. يتضمن ذلك العمل على تطوير المجتمع وتحسينه

أنواع التضامن في المجتمع

ينقسم التضامن من حيث نوعه إلى قسمين ضمن أنواع التضامن: التضامن المادي، والذي يتضمن ما يقدمه المتضامنون من أموال ومواد عينية وطبية وكذلك الملابس والمأكل والمشرب وغيرها من الأمور الأخرى الملموسة للمتضررين، والتضامن المعنوي، والذي يكون بالإحساس والشعور مع المستضعفين، وذلك عندما يصبح من الصعب تقديم الدعم المادي لهم لأسباب مختلفة، مثل عدم توافر الموارد أو بعد المسافات أو غيرها من الأمور المختلفة .

آثر التضامن على المجتمع

نرى داخل المجتمع المتكافل والمتضامن العديد من الظواهر الشائعة مثل:

  • من الضروري التخلص من بعض الصور السلبية المنتشرة مثل البطالة والفقر والأمراض والعديد من المشاكل التي تحتاج إلى دعم الأفراد بعضهم البعض.
  • يوفر التضامن داخل المجتمع البيئة المناسبة لتحقيق الأهداف والغايات المجتمعية، من خلال توزيع الأدوار بين أفراد المجتمع والمؤسسات، حيث يضمن ذلك تحقيق أي خطط تم وضعها بجهد ووقت أقل.
  • العمل على الترويج لدوران عجلة الاقتصاد وتحفيز النمو الاقتصادي، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الإنتاج وبالتالي الأرباح.
  • تزيد دور العمل التطوعي داخل المجتمع والتداعيات الإيجابية التي تحدث في المجتمع

اثر التضامن على الفرد

التضامن هي خاصية تقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية، وتتطلب الالتزام المتبادل بين جميع أعضاء المجتمع والمجتمع الدولي، وذلك في سياق العولمة والتحدي الذي يتمثل في زيادة عدم المساواة. لذا، فإن تعزيز التضامن الدولي من خلال المساعدة والدعم التنموي والتعاون ضروري. وينعكس الأثر الإيجابي للتضامن على الأفراد أيضا، ونراه في

  • المشاركة بين الأفراد، والعمل على تخفيف الهموم، والسعي لتقليل حالات التوتر التي يواجهها بعض الأفراد نتيجة الضغوط المختلفة، وهذا يمكن أن يوضح في سياق التضامن الإنساني .
  • يعمل تحقيق التضامن المجتمعي على تحسين دخل الفرد نتيجة للازدهار الاقتصادي الذي يعيشه المجتمع عند تحقيق التضامن الاجتماعي.
  • عندما يشارك بعض الأفراد ويقومون بتقديم المساعدة للآخرين، يتم تحقيق الأهداف والغايات الفردية التي يصعب على الشخص تحقيقها بمفرده.
  • ينعكس الراحة النفسية على جميع جوانب الحياة، حيث يشعر الفرد بالأمان والثقة في التضامن داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وكذلك في المحافظة على الأمن والاستقرار وتلبية احتياجات المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى