خرافات حول مرض الصدفية
مقدمة عن مرض الصدفية
بالعكس من العديد من الأمراض المناعية، يظهر مرض الصدفية على الجلد. لذلك، يقوم بعض الأشخاص بوضع توقعات وأفكار خاطئة حول هذا المرض دون أن يكون لديهم أي معرفة علمية بذلك. يتساءلون عما إذا كانت الصدفية مرضا معديا وهذا ليس صحيحا، أو إذا كانت الصدفية تصيب فقط الأشخاص الذين لا يحافظون على نظافتهم الشخصية، وهذا أيضا غير صحيح. في بعض الأحيان، يعتقد الأشخاص أن المصاب بالصدفية ارتكب خطأا ما، وبالتالي ظهرت الأعراض الجلدية، وهذا بالطبع غير صحيح.
تلك المفاهيم الخاطئة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأفراد المصابين بالصدفية، وتؤثر على مزاجهم وثقتهم بأنفسهم، وحتى على علاقاتهم. ولذلك، فإن التخلص من هذه الأفكار الخاطئة يمكن أن يحسن من فهم المرض وتأثيره على الآخرين.
معدل انتشار الصدفية
تشير الأبحاث إلى أن حوالي 2.6% من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من الصدفية، وهذا يعني حوالي 7.5 مليون شخص. وتتميز الصدفية بظهور بقع حمراء ملتهبة على الجلد، وليست مجرد اضطراب في الجلد
الأبحاث على الخرافات المتعلقة بالصدفية
أظهرت نتائج الأبحاث التي أجريت في جامعة بنسلفانيا للطب في فيلادلفيا بالولايات المتحدة أن
- صرح حوالي 54% من المشاركين في الدراسة بأنهم لن يوافقوا على مواعدة شخص يعاني من الصدفية
- أجاب حوالي 39.4% من المشاركين بأنهم لن يقوموا بمصافحة شخص مصاب بالصدفية.
- أجاب حوالي 32.2% من الأشخاص بأنهم لا يرغبون في استضافة شخص مصاب بالصدفية في منازلهم.
لا تزال الخرافات حول مرض الصدفية منتشرة ومستمرة، وأظهرت الأبحاث أن حوالي 26.8% من الأشخاص يعتقدون أن الصدفية ليست مرضًا خطيرًا، بينما يعتقد حوالي 27.3% من الأشخاص أن هذا المرض معدٍ.
على الرغم من التقدم الكبير في فهم المناعة والجينات وعلاج الصدفية، إلا أن هناك لا يزال وجود لخرافات مؤذية. ولكن بالطبع، الشخص الذي يعرف مريضًا مصابًا بالصدفية عن قرب لن يصدق هذه الخرافات.
الخرافات والحقائق وراء مرض الصدفية
الخرافة رقم واحد: هناك نوع واحد فقط من مرض الصدفية
تتمثل الصدفية الأكثر شيوعًا في الصدفية اللويحية، وتصيب حوالي 80 إلى 90% من الأشخاص المصابين بالصدفية. وهناك أربعة أنواع أخرى من الصدفية، وتشمل:
- الصدفية البثرية
- الصدفية النقطية
- الصدفية المحمرة للجلد
- صدفية الثنيات
الخرافة الثانية: الصدفية مرض معدِ
نظرًا لظهور لويحات الصدفية على الجلد، يعتقد العديد من الأشخاص أن الصدفية مرض معد، ولكن الصدفية هي اضطراب في الجهاز المناعي، حيث يتداخل رد الفعل المناعي ويسبب محاربة الجسم للفيروسات والبكتريا والغازيات الخارجية داخل وخارج الجسم، والتي قد تكون وهمية.
هذا يعني أنه لا يمكن للشخص الإصابة بالصدفية من شخص آخر مصاب بها، سواء عن طريق السباحة في نفس الماء، أو العناق، أو تبادل القبل، أو حتى ممارسة الجنس. والشخص المصاب بالصدفية لم يتعرض للعدوى من شخص آخر، ولا يستطيع نقل العدوى للآخرين.
هذه الأفكار الخاطئة تؤثر بشكل كبير حول الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، حيث قد يشعر الأشخاص المصابين بالصدفية بالخجل وعدم الراحة عندما يحدق بهم الأشخاص بنظرات غريبة أو يتجنبون لمسهم أو التواجد قربهم، لذلك قد يقوم الأشخاص المصابين بتغطية بقع الجلد لديهم من خلال الملايس لتجنب الإحراج.
الخرافة رقم 3: تنجم الصدفية عن قلة النظافة
الصدفية هي مرض مناعي لا يتعلق بنظافة الجسم الشخصية، ولا يتم تحفيزها بأي شكل من الأشكال حتى من خلال قلة النظافة الشخصية. وكما هو الحال في أغلب الأمراض المناعية، فإن الأشخاص الذين لديهم استعداد مناعي هم أكثر عرضة للإصابة بالصدفية.
في حال إصابة أحد أفراد العائلة بمرض الصدفية، فإنه يمكن أن ينتقل المرض إلى أولاده، ولكن حتى في حال وجود الجينات المسببة لهذا المرض، فإنه يحتاج إلى محفزات أخرى مثل الأمراض الجسدية أو الإصابة بالجلد أو الجهد الشديد أو بعض أنواع الأدوية لتفعيل الصدفية.
الخرافة رقم 4: الصدفية هي فقط جفاف في الجلد
يعتقد العديد من الأشخاص أن الصدفية تعني فقط جفاف الجلد. بعض الأشخاص يعتقدون أنه يمكن إزالة الصدفية باستخدام اللوشن أو الصابون. وهذا غير صحيح بالطبع.
الصدفية هي مرض مناعي يتسبب في وجود بقع متقشرة وملتهبة على الجلد، وتزيد البروتينات الالتهابية معدل تجدد خلايا البشرة مما يؤدي إلى نمو خلايا البشرة بسرعة كبيرة، ولا يحصل الجلد على الوقت الكافي للتقشر مما يؤدي إلى تراكم الجلد الزائد وظهور البقع.
الخرافة رقم 5: يمكن علاج الصدفية
حتى الآن، لا يوجد علاج للصدفية، ولكن يمكن أن يخفف العلاج من الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب. في العديد من الحالات، تظهر الصدفية على شكل نوبات تزداد وتتلاشى. بعض المحفزات مثل البرد الشديد، وشرب الكحول، والتدخين، والجهد البدني، وإصابات الجلد، والأمراض يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصدفية. إذا كانت لدى الشخص ضعف في جهاز المناعة، فقد يعاني من أعراض أشد ونوبات أكثر تكرارا من الصدفية.
على الرغم من عدم وجود علاج حاليا لمرض الصدفية، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن العلاجات البيولوجية قد تسفر عن تحسن ملحوظ في أعراض الجلد وقد تؤدي في بعض الحالات إلى إزالة كاملة لأعراض الجلد لمدة خمس سنوات أو أكثر. العلاجات البيولوجية هي أدوية تعمل في الجسم بشكل عام وتستهدف أجزاء من الجهاز المناعي المسؤولة عن الصدفية.
الخرافة رقم 6: في حال الإصابة بالصدفية، سيكون ابنك أيضا مصابا
الصدفية هي مرض وراثي، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن المرض ينتقل من الآباء إلى الأبناء. ووفقًا لمؤسسة الصدفية الوطنية، يرث حوالي 10% فقط من الأشخاص جينًا واحدًا أو أكثر من الجينات المترافقة مع الصدفية. ومع ذلك، يصاب حوالي أقل من 3% من الأشخاص بالاضطراب.
يعود سبب حدوث ذلك إلى عدم توفر مجموعة كافية من الجينات والمحفزات اللازمة لظهور حالات الصدفية، وبالتالي فإن كلًا من العوامل البيئية والوراثية تلعب دورًا في ظهور مرض الصدفية.
عند إصابة الأب أو الأم بالصدفية، لا يعني ذلك بالضرورة إصابة طفلهم، ولكن يزداد خطر الإصابة عند توفُّر عوامل الخطر والمحفزات الأخرى.
الخرافة رقم 7: الصدفية هي مرض يصيب البالغين فقط
الصدفية هي مرض شائع بين البالغين، ولكن يتم تشخيص حوالي 20،000 طفل دون سن العاشرة بالصدفية كل عام وفقًا للمؤسسة الوطنية للصدفية، ويزداد خطر الإصابة بالصدفية بنسبة 10% إذا كان أحد الوالدين مصابًا بهذا المرض، ويزداد بنسبة 50% إذا كان كل من الوالدين مصابًا به.
الخرافة رقم 9: يمكن الوقاية من الصدفية
هذا المفهوم مضلل. يمكن الوقاية من بعض عوامل الخطر مثل السيطرة على الوزن والتدخين وتجنب شرب الكحول، ولكن هناك عوامل مناعية للإصابة بالصدفية لا يمكن الوقاية منها بشكل كامل.
الصدفية هي حالة مناعية مزمنة ولها تأثيرات طويلة الأمد على الجسم. وعندما يتم توعية الناس بكافة المعلومات والحقائق المتعلقة بهذا المرض، فإنه يساعد بشكل كبير على تحسين تعاملهم مع الأشخاص المصابين بالصدفية وتجنب الكراهية أو الابتعاد عنهم.