الانسانتنمية بشرية

كيف تكون متفاؤل رغم صعوبات الحياة

ما هو معنى التفاؤل

يتم تعريف التفاؤل على إنه اتجاه عقلي يدفع للإحساس بالأمل والثقة بالنجاح والسلوك بإيجابية ، فالأشخاص الذين يأخذون التفاؤل منوالهم فهم أولئك الذين دوماً يرتقون لحدوث أشياء إيجابية ، وهذا عكس تمامًا ما يشعر به المتشائمون بأنه دوماً سيحدث أمر سيء وغير متوقع ، كلما كان الإنسان متفائلاً كلما أصبح أكثر صحةً على المستوى الجسدي والنفسي ، كما أنه يحسن المهارات الحياتية ويقلل من حدة التوتر ، ويعمل على تحسين الصحة العامة للجسم والعمل الدائم لتحقيق أهداف الحياة .

إن الأشخاص المتفائلون يرىون في صعوبات الحياة فرصة للتعلم والاستفادة واكتساب الخبرات، وحتى في أصعب الظروف ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل ويتوقعون أن الأفضل سيأتي، ولذلك ينبغي على الإنسان أن ينظر إلى الحياة كمدرسة لتعلم كل ما هو جيد من الأحداث الجيدة والصعبة، وعليه أن يسعى دوما للاستفادة والتعلم من تجارب الحياة .

كيف تصبح متفائلاً رغم صعوبات الحياة

كلما زاد تفاؤل الإنسان، زادت جودة حياته، ليس من حيث ظروفها وإنما من حيث تعاطيه معها. الحفاظ على التفاؤل الدائم في الداخل يعزز التغلب على أي إخفاقات قد تحدث في الحياة. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الوراثة تلعب دورا بنسبة 25٪ في تحديد مستوى التفاؤل لدى الإنسان، بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي لا يمكن التحكم فيها. هناك أيضا أولئك الذين يميلون إلى اتباع سلوك إيجابي. لذلك، هناك طرق يمكن اتباعها لتعزيز المواقف والتصرف بشكل أكثر تفاؤلا. ومن بين هذه الطرق ما يلي

  • أن يكون الإنسان أكثر وعيًا : التركيز الذهني يعني أن الإنسان يركز على اللحظة الحالية ويعيش في الحاضر. وهذا يمكن أن يكون سلوكا مفيدا للتركيز على الأمور الحالية وتجنب التوتر والقلق سواء في الحاضر أو المستقبل. فالتركيز على الحاضر وحده لا يسمح للشخص بالاستفادة من الخبرات السابقة، بينما الاهتمام بالمستقبل فقط يجعل الشخص يهمل الحاضر ولا يتطور .
  • أن يكون الإنسان أكثر إمتناناً : تعني الامتنان شعور الإنسان بالتقدير والشكر عن كل ما لديه، وقد أثبتت إحدى الدراسات أن فهم معنى الامتنان يزيد من معدلات التفاؤل والمرونة، وعندما يتم تدوين جميع المواقف التي تؤثر على الامتنان، فإنه يمكن تحسين شعور الشخص وتطويره .
  • تسجيل المشاعر الإيجابية : وكما هو معروف الآن، فإن كتابة الأفكار الإيجابية يمكن أن تساعد في زيادة التفاؤل. وقد أثبتت إحدى الدراسات أن كتابة الإيجابيات التي تشمل المشاعر الإيجابية ترتبط بانخفاض معدل الضغط النفسي وتحسن الصحة العقلية .

أثر التفاؤل على الفرد والمجتمع

يظهر تأثير الشخص المتفائل عندما يتواجد بين مجموعة من الأشخاص لفترة طويلة ، فالتفاؤل يعد الطريقة الأقوى دوماً لخلق التناغم والانسجام بين الأفراد ، هذا السلوك الإيجابي لا يؤثر فقط على سلوك الفرد وتأثيره ، ولكن يؤثر أيضًا على المجموعة وبالتالي يخلق جو عام مفعم بالإيجابية والطاقة القوية للدعم .

بالطبع، تأثير الشخص الفعلي يكمن في إيجابيته التي ينشرها على الآخرين وسلوكه الحكيم، وبذلك يقلل من التوتر والقلق. لذلك، يجب على كل فرد أن يكون ذكيا بما فيه الكفاية لعدم السماح لصعوبات الحياة بإحباطه، سواء على المستوى المهني أو الشخصي. ولذلك، يجب على الشخص تحديد نقاط ضعفه، وهنا يكمن الحل لكل مشكلة، ومن خلال ذلك يشعر بالتغلب على الصعاب ومن هنا يزدهر ويتطور الشعور بالإيجابية النابعة من التفاؤل .

كيف أكون متفائلاً وإيجابيًا

  • التركيز على الأشياء الجيدة : يعترف جميع الناس بأن التجارب الصعبة والصعوبات جزء لا يتجزأ من الحياة، وعندما يواجه الإنسان تجربة، يجب عليه التركيز على الجوانب الإيجابية حتى لو كانت تجربة صغيرة وغير مهمة. إذا كان الشخص يبحث عن التفاؤل، فسيجده دائما، وربما يكون من الصعب العثور على التفاؤل والإيجابية لكن يمكن تحقيقه بوضع أهداف واضحة والتفكير في الأفكار الإيجابية والملهمة والمليئة بالأمل لبناء مستقبل أفضل .
  • التعود على الإحساس بالإمتنان : من المعروف أن العادة في الشعور بالامتنان لما لدينا هي أحد أفضل الوسائل للتغلب على الضغط النفسي والتوتر، وتعزز الثقة بالنفس وتساعدنا على التعامل مع الأوقات الصعبة. لذا، دع من حولك ينشرون الإيجابية لتعزيز الشعور بالراحة والسعادة. وبالتالي، التعبير عن الامتنان يعزز تلك الإيجابية. يمكن أن يتجلى ذلك في شكر الآخرين أو مساعدة الآخرين بلا مقابل، أو حتى في المساعدة في الأعمال المنزلية .
  • السعي للإحساس بالفكاهة : وفقا لبعض الأبحاث، تقلل الفكاهة من التوتر والضغط النفسي، كما أنها تعزز قدرات التعايش وتحسين المزاج. لذلك، ينصح دائما بالاستمتاع بالفكاهة في جميع المواقف المناسبة، وخاصة في المواقف الصعبة. فهذا يقلل بسرعة من الحالة المزاجية السيئة ويجعل الأمور أقل قسوة. يمكن أن يحسن التظاهر بالضحك أو إجبار النفس على الضحك المزاج ويقلل من التوتر .
  • قضاء الوقت مع أشخاص إيجابيين : تعتبر الأفكار الإيجابية معدية للجميع، لذلك يجب على الإنسان الاهتمام بالأشخاص الذين يحيطون به حتى يحقق الراحة والإيجابية، فالحزن والتوتر يؤثران على جميع المحيطين، بينما يعزز الشعور الإيجابي بالاحترام الذاتي ويزيد من فرص تحقيق الأهداف عند البقاء مع أشخاص إيجابيين .
  • معرفة المصادر التي منها تأتي السلبية : يجب على الإنسان فحص جوانب حياته المختلفة واستبعاد كل ما هو سلبي وينتج عنه طاقة سلبية في الحياة. قد يضطر الإنسان إلى التعامل مع أشخاص سلبيين في مجال العمل أو أفراد العائلة الذين لا يمكن تجاهلهم. لذلك، يجب الاحتفاظ بالإيجابية في العقل والقلب، حيث أنها تكون المنقذ في تلك المواقف. ولهذا السبب، يجب تجنب السلبية في الحياة .
  • ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات : تميل البشر إلى التعنيف الصعب والمستمر للذات والقسوة، ويقوم بعضهم بنقد أنفسهم بشدة، وكلما زاد ذلك، انخفضت ثقتهم بأنفسهم وتهدد نظرتهم لأنفسهم، لذلك تعد الرسائل الإيجابية التي يرسلها الإنسان لذاته الدفاع المثلى في تلك المواقف، وتسمى أيضا الحديث الذاتي الإيجابي، وأظهرت الأبحاث أن التغيير الصغير في الأسلوب الذي نتحدث به مع أنفسنا يمكن أن يؤثر على القدرة في تنظيم المشاعر والأفكار والسلوك في ظل الضغط .
  • تسجيل الأشياء التي تعتز بها بالحياة : أظهرت إحدى الدراسات أن تسجيل الأشياء التي يشعر بها الإنسان بالتفاؤل والرضا يمكن أن يحسن المشاعر والشعور بالرفاهية. يمكنك القيام بذلك من خلال تدوين يوميات عن كل يوم نعيشه بمواقف متنوعة، أو تسجيل قائمة بالتجارب المختلفة والدروس المستفادة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى