هل الجينات الوراثية تتحكم في شخصية وطباع الإنسان
ما هي الجينات الوراثية
السمات أو الخصائص الموروثة هي تلك التي تنتقل إليك من والديك، وتحتوي كل خلية في جسم الإنسان على حوالي 25000 إلى 35000 جين. يحمل كل فرد نسختين من كل جين، واحدة موروثة من الأب والأخرى من الأم. ومعظم الجينات متشابهة لدى جميع الأشخاص، ولكن هناك عدد قليل من الجينات التي تختلف قليلا بين الأفراد. الأليلات هي أشكال مختلفة لنفس الجين مع اختلافات طفيفة في تسلسل الحمض النووي الخاص بها. تساهم هذه الاختلافات الصغيرة في تحديد السمات الجسدية الفريدة لكل فرد.
هل الجينات تتحكم في شخصية وطباع الإنسان
نعم ، أظهرت الدراسات أن الجينات الوراثية تلعب دورا هاما في تشكيل سمات الشخصية وتحكم في سلوك الإنسان وشخصيته مثل التحكم في النفس واتخاذ القرارات والتواصل الاجتماعي والقدرة على التعلم والنمو. فالشخصية تتكون من مجموعة من السلوكيات والخصائص والأفكار والمواقف والعادات والأنماط التعبيرية التي تتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية. ووفقا للدراسات، يرث الأطفال سمات الشخصية من والديهم، وتلعب البيئة أيضا دورا مهما في تطوير سمات الشخصية
تعرف الشخصية بأنها أي سمة يمكن ملاحظتها في الكائن الحي، سواء كانت مكتسبة أو وراثية. السمات المكتسبة تنشأ نتيجة التفاعل مع البيئة، بينما تنتج السمات الوراثية بنقل الجينات من الأبوين إلى الأبناء. قد يؤثر جين واحد على العديد من السمات، وقد تتحكم الجينات المتعددة في سمة واحدة. تعرف السمة التي يتحكم فيها عدد قليل من الجينات بـ `قلة المنشأ` أو `النوعية`. تظهر السمات قلة المنشأ تباينا متقطعا، حيث تكون السمات منفصلة عن بعضها (مثال: فصيلة الدم تكون إما AB أو A أو B أو O). تعرف السمة التي تتحكم فيها العديد من الجينات بـ `متعدد الجينات` أو `الكمية`. تظهر هذه السمات تباينا مستمرا (مثل الوزن أو الطول)، حيث يمتد كل منها على نطاق قيم مختلفة. يمكن وصف السمة التي تتحكم فيها الوراثة بأنها مهيمنة عندما تكون الجينات المسيطرة قوية بما يكفي لإخفاء تأثير الجينات الأخرى (الأليلات) التي تسيطر على سمة بديلة أو غير مهيمنة.
دراسة عن تأثير الجينات الوراثية على شخصية الإنسان
توصلت دراسة أجريت على أكثر من 800 مجموعة من التوائم إلى أن الجينات تؤثر أكثر على تشكيل السمات الرئيسية من بيئة منزل الفرد ومحيطه، وفقا لعلماء النفس الذين أجروا الدراسة. يمكن أن تكون الخصائص التي تؤثر وراثيا مفتاحا لنجاح الفرد في الحياة. وقد أجريت الدراسة على التوائم، حيث بلغ معظمهم من العمر 50 عاما أو أكثر، وتم استخدام سلسلة من الأسئلة لاختبار كيفية نظرهم إلى أنفسهم وإلى الآخرين، مثل “هل تتأثر بآراء الأشخاص الذين لديهم آراء قوية؟” و”هل تشعر بخيبة أمل من إنجازاتك في الحياة؟”. ثم تم قياس النتائج وفقا لمقياس رايف للرفاهية النفسية الذي يقيم ويوحد هذه الخصائص
باستعراض إجاباتهم، وجد الفريق البحثي أن التوائم المتطابقة، التي يفترض أن حمضهم النووي متطابق تماما، يتشاركان في السمات بمقدار الضعف تقريبا مقارنة بالتوائم غير المتطابقة. يذكر علماء النفس أن النتائج أظهرت زيادة احتمالية انتقال هذه السمات الشخصية عبر الأسرة كلما كان الرابط الجيني أقوى، وأن الوراثة تؤثر بشكل أكبر على قدرة الشخص على ضبط النفس. واكتشف الباحثون أن الجينات تؤثر على احتمالية تحقيق الأهداف والتفاعل مع الآخرين والقدرة على الاستمرار في التعلم والتطوير
انتقال الصفات الوراثية عند الإنسان
يمكنك فهم كيفية انتقال الخصائص أو السمات وراثيًا من جيل إلى جيل ، من خلال قانون الميراث ، وتكون الوراثة هي العملية التي يكتسب من خلالها الفرد الجديد سمات من والديه أثناء حالة التكاثر ، كل فرد لديه 22 زوجًا من الكروموسومات ، كل منها يأتي من الأب والأم ، نظرًا لوجود الجينات على الكروموسومات ، فإننا نتلقى نسختين من كل جين من جانب الأب والأم على التوالي وزوج واحد من الكروموسومات الجنسية من كل والد لتشكيل 46 كروموسومًا.
يتم تحديد الصفات المكتسبة عن طريق الوراثة وترميزها في الحمض النووي لدينا، ويمكن نقلها إلى الأجيال القادمة، وتشمل هذه الصفات لون العين والشعر والطول وغيرها، ويوجد نسختان من كل صفة في الطفل، ويتم نقل المعلومات الوراثية خلال الانقسام الخلوي ونقلها إلى الخلية الجديدة وبالتالي إلى الأجيال اللاحقة
هل تؤثر الوراثة على السلوك
نعم، تلعب الجينات دورا أكبر في التأثير على سلوكنا، والطريقة التي نتصرف بها هي نتيجة تركيبنا الجيني، وعموما، الجينات لا تحدد السلوك بشكل مطلق، ولكنها تؤثر عليه، علم الوراثة هو فرع من فروع علم الأحياء يهتم بشكل أساسي بدراسة الجينات وتركيبها ووظائفها، وكذلك كيفية انتقال الجينات من جيل إلى آخر، كما يشرح علم الوراثة أيضا كيف يؤثر التركيب الجيني للفرد على خصائصه الجسدية والسلوكية.
علم الوراثة الذي يتعامل مع السلوكيات البشرية وتأثير العوامل الوراثية على الصفات السلوكية يسمى علم الوراثة السلوكية ، حيث يتأثر السلوك البشري بكل من الجينات الموروثة وكذلك البيئة التي نعيش فيها ، تُلاحظ الاختلافات في السلوك البشري كل يوم ، ووفقًا لعلم الوراثة السلوكية ، يُظهر كل فرد سلوكيات معينة مهمة ومفيدة ، ويكون تقدير التوريث هو صيغة رياضية يستخدمها العلماء للتحقق من مدى تأثير الجينات على السلوك.
كيف تؤثر الجينات على حياتنا
تؤثر الجينات على حياتنا بعدة طرق، إذ تبحث عنها دراسات الوراثة والجينات والسمات الموروثة وأنماط طفرات المعلومات الجينية والتنوع الجيني في الكائنات الحية، وتشكل الكروموسومات المادة الوراثية للكائن الحي، وتتألف من البروتينات وجزيئات الحمض النووي، ويوجد 23 زوجا من الكروموسومات موروثة من الوالدين، والزوج الثالث والعشرون هو الكروموسوم الجنسي الذي يحدد جنس الفرد، وقد تسبب التشوهات الجينية العديد من الاضطرابات التي تؤثر بشكل قوي على الأفراد وعائلاتهم، مثل الأمراض المزمنة والمعدية الأخرى، وغالبا ما تكون هذه الأمراض الوراثية بلا علاج دقيق وفعال، وفي كثير من الحالات لا يوجد علاج لها.
تصنيف الأمراض على أسس وراثية
وفقًا للسجلات الطبية، يولد أكثر من مليوني طفل كل عام بسلسلة من الاضطرابات الجينية، التي تم إنشاؤها بناءً على الأساس الوراثي، وتصنف هذه الأمراض على النحو التالي:
- اضطرابات تعدد الجينات
ينتج هذا عن تعاون أكثر من جين واحد، ويعرف أيضا بالتراث متعدد العوامل. ومن أمثلة الاضطرابات متعددة الجينات السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض غير المعدية.
- الاضطرابات أحادية الجين
تحدث الاضطرابات أحادية الجين نتيجة طفرة في جين واحد، ومن أمثلة هذه الاضطرابات عمى الألوان والورم الليفي العصبي وبيلة فينيل كيتون والكساح.
- الانحرافات الصبغية
تنتج الانحرافات الصبغية إما عن خلل في الترتيب الوراثي على الكروموسومات أو في الكروموسومات نفسها، ويشمل ذلك مثلًا متلازمة داون ومتلازمة كلاينفيلتر واعتلال ليبر العصبي البصري الوراثي والتشوهات الهيكلية ومتلازمة تيرنر وغيرها من الأمراض الوراثية.