ما هو حكم الزوجة التي تفكر في غير زوجها
العلاقة الزوجية أسمى العلاقات الانسانية
تعد العلاقة الزوجية من أرفع العلاقات بين البشر على الأرض، حيث جعل الله الزوج والزوجة سترا وسرا لبعضهما البعض، وجعل بينهما المودة والرحمة التي تنمو وتتزايد مع مرور الوقت، وذلك بفضل العشرة الحسنة والطيبة. ومن آيات الله العظيمة، خلقه للإنسان أزواجا من نفسه ليسكنوا إليهم وجعل بينهم المودة والرحمة، وهذا دليل للناس الفكاريين
يهتم الزوج بزوجته ويراعيها جيدا ، وتفعل الزوجة المثل لزوجها. وبهذه الطريقة ، ينشأ حياة اجتماعية ناجحة وسعيدة. وأمن الله لهما باستخدام ميثاق غليظ يتوافق عليهما في الزواج ، وبناء على هذا الأساس ينشأ الأطفال والمجتمع. ولذلك صنفت العلاقات الزوجية كأسمى العلاقات ، لأنها أساس المجتمع وتكوينه. وقال الله – سبحانه وتعالى – ” وأخذن منكم ميثاقا غليظا
ولكن هناك أشخاص لا يثق بهم بعضهم البعض، سواء كانوا زوجًا أو زوجةً، ويوسوس لهم الشيطان بأفكارٍ تجعل المرأة تفكر في رجلٍ آخر غير زوجها، أو يفكر الزوج في امرأةٍ أخرى غير زوجته، وتلك الأفكار لا تنتج سوى تدمير الأسر وإحداث الفوضى والتشريد للأطفال.
إنشغال القلب والتفكير بغير الزوج يُقلق النفس
علاقة الزوجة بغير زوجها
يحذر الله تعالى في القرآن الكريم من اتباع خطوات الشيطان، فإن من يتبع خطوات الشيطان فسيوصله إلى فعل الفحشاء والمنكر، والأمور التي تخالف شرع الله تعتبر وسوسة الشيطان أو نفس الإنسان التي تأمره بالسوء.
بالإضافة إلى ذلك، تتسم المرأة بطبيعتها العاطفية والمتعلقة بزوجها، ولكن الشيطان يمكنه إثارة الوسواس وتغيير الأمور بشكل كبير، إلا من كان يتقي الله ويخشاه في اليوم الآخر،
قد يظهر رجل في حياة الزوجة ويجذب انتباهها ويجعلها تفكر فيه ليلاً ونهارًا، ومن هذا النقطة يمكن أن تدخل الشيطان ليسبب مشاكل كثيرة في النهاية.
يبدأ الشيطان في جعل الزوجة تفكر في رجل آخر غير زوجها، ويجعلها تتخيله وتحلم به، وتجد النقص الذي يوجد عند زوجها سواء كان في شخصيته أو تصرفاته أو أخلاقه وهكذا.
والتمييز بين الزوجين هو من أعظم أشياء التي يفرح بها إبليس عندما يبعث جنوده، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم. يقول: `إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث جنوده في الناس، فأقربهم منزلة عنده أكبرهم فتنة. يأتي أحدهم فيقول: لم أزل مع فلان حتى تركته، بينما هو يقول كذا وكذا.` فيقول إبليس: `لا والله، ما صنعت شيئا.` ويأتي أحدهم فيقول: `لم أتركه حتى فرقت بينه وبين أهله.` فيقربه ويدنيه ويقول: `نعم، أنت.` رواه مسلم.
يبدأ قلب المرأة بالانشغال بأشخاص آخرين بعيدا عن زوجها، مما يسبب لها التوتر ويجعلها غير قادرة على تحمل الحياة الزوجية مع زوجها. تتخيل دائما أن تلك الأشخاص أفضل من زوجها، وقد يؤدي هذا إلى كرهها لزوجها، ويعتبر ذلك خطوة أولى في المسار الخاطئ .
وعليك أن تعلم، عزيزي القارئ، أن الحب الذي تشعر به الزوجة، حتى وإن كان أمرا قدريا وغير مرغوب فيه، قد يدفعها بإرادة الله الشرعية. ولكن إذا نجحت المرأة في ضبط نفسها بالتقوى في الوقت المناسب، وتوفرت العوامل التي تساعد الزوجة على التحرر من هذا الكابوس.
يتم قطع كل وسائل الاتصال والتواصل التي قد تزيد من شعور الحب بالاشتعال والتوغل والتركيز عليه، بالإضافة إلى قطع كل أنواع التفكير والنظر العقلي التي قد تربط الشخص بالشخص الغريب، مما يجعلها غير مستعدة للتفكير في هذا الموضوع مرة أخرى.
ما هو حكم الدين في تفكير الزوجة في رجل آخر غير زوجها
تعتبر الحياة الزوجية من أعظم النعم التي أنعمها الله على البشر، وتطلب من الزوجة أن تطيع زوجها، وتطلب من الزوج أن يحتوي زوجته، ومن خلال ذلك ينشأ الحب والسكينة، ولكن إذا شعرت الزوجة بتغير في مشاعرها تجاه زوجها بمرور الوقت، ولم تتمكن من العيش معه، ولم يكن يرغب في مواصلة حياته معها، فقد أباح الله لهما الطلاق لكي لا يفكر أحدهما في إيذاء الآخر.
هناك بعض الزوجات لا يقدرون نعم الحياة الزوجية، بدلاً من أن يشكروا الله على تلك النعم، وهي الأسرة والأطفال والزوج، ويسعون بكل الوسائل للحفاظ عليها، ينحرون لرجل آخر ويقارنونه بأزواجهن.
لذلك يحرم الله على المرأة التفكير في رجل آخر، ويزداد هذا التحريم إذا كانت المرأة متزوجة وملتزمة بذمة رجل آخر، لأن ذلك يعد اعتداءً كبيرًا على حق الزوج وعرضه وشرفه.
يمكن أن يبدأ كل هذا بالنظرات، ويتطور إلى الخلوة واللمس، وقد يؤدي ذلك إلى الفاحشة الكبرى، والتي تتمثل في الزنا، والجدير بالذكر أن ذلك يحدث.
حتى إن لم يصل الأمر إلى ذلك، قد يؤدي التفكير والتركيز في سيدنا يوسف إلى تشويش الفكر والذهن، وذكرنا الله في القرآن الكريم قصة المرأة المتزوجة، وهي امرأة العزيز، التي تأثرت بالتفكير في يوسف وارتكبت العديد من الأخطاء في الأخلاق والدين
فحاولت أن تثير إعجابه بكل الطرق والوسائل، وراودته عن نفسه، فكادت أن تخون زوجها، ولكن لم يستجب لها سيدنا يوسف بذلك، حيث قال الله سبحانه وتعالى { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} (يوسف:32)
لذلك، يتم تطبيق عقوبات شديدة على المرأة المتزوجة التي تفكر في الخيانة والخيانة بأشكال مختلفة، حتى تصل هذهالعقوبات إلى الإعدام.
ماذا يجب على المرأة فعله لكي تتخطى هذه المحنة
الحرصُ على شغل النفس بطاعة اللهِ
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]. فالتمسك بطاعة الله والإنشغال بها، هي من الأمور الهامة التي تنقي الروح والفكر، وتهذب النفس، لذلك فعلى الزوجة التي تتطلع لغير زوجها أن تراجع دينها وتقضي وقتها في طاعة الله .
الرضا بالزوج
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: اقتنع بما قسمه الله لك، فستكون أغنى الناس؛ هذا ما ذكره أحمد والترمذي. فالقبول والرضا بالزوج سيساعدها على نسيان ما حدث
الإكثار مِن الدعاء
عليها أن تدعو ربها بأن يثبت قلبها، ويحول دون وساوس الشيطان، وتردد الأدعية المأثورة كذلك
- يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك
- يا مُصَرِّفَ القلوب، صَرِّف قلوبنا على طاعتك
- ((اللهم إني أَمَتُك وبنت عبدك وبنت أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ في قضاؤُك، أسألُك بكل اسمٍ هو لك، سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمتَه أحدًا مِن خلْقِك، أو استأثرتَ به في عِلْم الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي))
- تعني الدعاء الذي يقال “يا الله، أنت الذي خلق السماوات والأرض، وتعرف الأشياء الخفية والمشهودة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أطلب حمايتك من شر نفسي وشر الشيطان وشركائه، وإذا ارتكبت خطأً ما، فلتكن على المسلمين
- أتعوذ بالله من شر ما أسمع وما أرى وما أتكلم به ومن شر ما في قلبي ومن شر ما يخرج مني.