وضعية ادماجية عن التلوث وأضرارة وحلوله
وضعية ادماجية عن التلوث
قال الله تعالى: ظهرت الفساد في البر والبحر بسبب أعمال الناس، ليتذوقوا بعضا مما قاموا به عسى أن يتوبوا
بدون شك، التلوث هو عملية تغير في الأرض أو الماء أو الهواء أو أي جزء من البيئة، وتجعلها غير آمنة للاستخدام، ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق إضافة مادة ملوثة إلى البيئة. ليس من الضروري أن يكون الملوث مادة صلبة، فالأشياء البسيطة مثل الضوء والصوت ودرجة الحرارة يمكن أن تكون ملوثات إذا تم إدخالها بشكل اصطناعي في البيئة. يؤثر التلوث بشدة على أكثر من 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويؤدي إلى ولادة الأطفال بعيوب خلقية وانخفاض متوسط العمر المتوقع إلى 45 عاما بسبب الأمراض السرطانية والأمراض الأخرى المرتبطة بالتلوث السام بجميع أشكاله، مثل تلوث الأرض والماء والهواء، بالإضافة إلى التلوث السمعي والضوئي.
يتسبب تلوث الأرض في الغالب من القمامة المنزلية والنفايات الصناعية التي تنتجها المصانع الضخمة في جميع أنحاء العالم. وقد تم إثبات ذلك في عام 2014 عندما أنتج الأمريكيون حوالي 258 مليون طن من النفايات الصلبة، التي تشكلت بشكل كبير من النفايات التجارية والصناعية، وتم إعادة تدوير نحو 34‰ فقط منها لتصبح سمادا. ويتم تصنيف العديد من النفايات على أنها غير خطيرة، وتشمل مواد البناء مثل الخشب والخرسانة والطوب والزجاج، والنفايات الطبية مثل الضمادات والقفازات والأدوات الجراحية وحتى الإبر المهملة، في حين يتم تصنيف النفايات الخطيرة كأي مادة سائلة أو صلبة تحتوي على خصائص ضارة من المحتمل أن تكون خطيرة ومؤثرة على صحة الإنسان والبيئة. وتشمل هذه النفايات نفايات تكرير البترول وتصنيع مبيدات الآفات وغيرها من المنتجات الكيميائية، بالإضافة إلى زيوت المحركات ومصابيح الفلورسنت.
عندما يحدث تلوث المياه، يتم إدخال مواد كيميائية أو مواد غريبة خطيرة إلى المياه، بما في ذلك مياه الصرف الصحي ومبيدات الحشرات والأسمدة والرصاص أو الزئبق، وبسبب ذلك، لا تكون 44٪ من الجداول المقدرة، و64٪ من البحيرات، و30٪ من مناطق الخليج ومصبات الأنهار نظيفة بما يكفي للصيد والسباحة، وتأتي 80٪ من تلوث المياه من مصادر متنوعة مثل الجريان السطحي، ويتم تلوث الهواء بإطلاق الناس جزيئات في الهواء من حرق الوقود، ومن الغازات الخطرة مثل ثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والأبخرة الكيميائية.
كل نوع من التلوث له أضرار كثيرة على صحة الإنسان. ويمكن أن يتسبب الاحتباس الحراري في القلق لدى علماء البيئة، حيث يعتبر نتيجة مباشرة لزيادة انبعاث ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، وتنتج معظم هذه الانبعاثات عن الصناعة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب تغير المناخ في ذوبان كتلة الجليد في القطبين، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر. وتسبب التلوث أيضا في سقوط الأمطار الحمضية وحدوث الضباب الدخاني بنوعيه المختلفين، وهما الضباب الكبريتي والكيميائي، وكلاهما خطير وضار جدا على الصحة. ويؤدي التلوث أيضا إلى تدهور الحقول وانقراض الأنواع الحيوانية، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي وتدهور مواد البناء وظهور الحساسية الكيميائية، بالإضافة إلى تلف الجلد .
هناك مجموعة من الشروط التي تسمح للملوثات بالدخول إلى جسم الإنسان، وهي ثلاث طرق رئيسية للتلوث: الابتلاع كما في حالة مرض ميناماتا الذي انتشر بسبب تناول الأسماك الملوثة بالزئبق، والاستنشاق كما في حالة تلوث الهواء المتكرر الذي يمكن أن يسبب أمراض الجهاز التنفسي، والتعرض الجلدي الذي يحدث عن طريق ملامسة الملوثات الموجودة على الجلد، وعادة ما يحدث ذلك عن طريق اليد، وتتسبب المواد الكيميائية في اختراق الجلد ودخول الدورة الدموية، وتوضح هذه الطرق المختلفة للتعرض للملوثات وروابطها من المصدر إلى المستقبل.
يمكن الحد من التلوث بعدة طرق مختلفة، وهي جميعها تهدف إلى تحقيق بيئة صحية ونظيفة. ومن بين هذه الطرق، استخدام الوقود المتجدد وإنتاج الطاقة النظيفة يمثلان الحل الأساسي لتلوث الهواء، وذلك بالابتعاد عن الوقود الأحفوري واستخدام مصادر بديلة مثل الطاقة الشمسية والرياح والحرارة الأرضية. كما يجب الحفاظ على كفاءة الطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تقليل استهلاك الطاقة عن طريق استخدام أجهزة أكثر كفاءة، ويمكن تحقيق نقل صديق للبيئة عن طريق استخدام المركبات الكهربائية والمركبات الهيدروجينية. وفيما يتعلق بالملوثات المتعلقة بالنفايات الصلبة، فإن تحسين النفايات يعد حلا فعالا، ويتم ذلك عن طريق تقليل النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها. ويمكن إعادة استخدام العناصر المختلفة أكثر من مرة، على سبيل المثال، استخدام الزجاجات البلاستيكية لتخزين المياه. ويمكن إعادة تدوير المواد المهملة كمواد خام لصناعة منتجات جديدة، مثل استخدام الزجاجات المهملة والمكسورة في مصنع زجاج لإنتاج زجاجات جديدة.
كما يقال `الماء أرخص موجود وأغلى مفقود`، ولكن كيف يمكننا التغلب على تلوث المياه؟ كيف يمكننا منع تلوث المياه؟ يجب أن يتم ذلك من خلال معالجة مياه الصرف الصحي. تتضمن معالجة مياه الصرف الصحي إزالة الملوثات من مياه الصرف باستخدام عمليات فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية. وكلما كانت هذه العمليات أكثر فعالية، زادت نقاء المياه. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الزراعة الخضراء دورا هاما على المستوى العالمي، حيث تشكل الزراعة 70٪ من موارد المياه. لذلك، فمن الضروري أن يكون لدينا محاصيل صديقة للبيئة وتقنيات ري فعالة تقلل من استهلاك المياه وتنتج غذاءا مستداما. إن الزراعة الخضراء أيضا ضرورية للحد من وجود المواد الكيميائية في المياه. يمكن أيضا الحد من تلوث المياه عن طريق إدارة مياه الأمطار ومنع تلوث الهواء، حيث يؤثر الهواء الملوث بشكل مباشر على تلوث المياه. تمتص المحيطات 25٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تسببها البشر، مما يؤدي إلى تحمض المحيطات بسرعة وتهديد الحياة البحرية والشعاب المرجانية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التقليل من تلوث المياه من خلال التحكم في النفايات البلاستيكية. إذ أن 80٪ من البلاستيك في محيطاتنا يأتي من مصادر برية. ولتقليل استخدامنا للبلاستيك على مستوى العالم وتحسين إدارة النفايات البلاستيكية، يجب أن نتخذ إجراءات.
وبهذا نختم وضعية الإدماج حول التلوث، والتي تحثنا جميعًا على الحفاظ على السلوكيات البيئية للحد من التلوث بجميع أنواعه، والحفاظ على نظام بيئي متوازن يدعم الصحة الجيدة ويحمي الكائنات الحية من الانقراض.