هل يجوز ؟ ” تاخير الاغتسال من الجنابة في رمضان
حكم صيام الجنب
مذاهب الأئمة الأربعة أجازت صوم الجنب، وقد أكد الثوري والأوزعي والليث وإسحاق وأبو عبيدة وداود وأهل الظاهر ذلك، وقال علي بن أبي طالب وابن مسعود وزيد وأبو الدرداء وابن عمر وابن عباس وعائشة وأم سلمة أيضا إن صوم الجنب لا يؤثر على صحة الصيام، وقد أوردت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة التي تؤيد ذلك
- جاء في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) (سورة البقرة 187) وأكدت الآية الكريمة بصحة صيام الجنب وأكدت أيضاً على جواز الجماع في ليل أيام الصيام حتى وقت الفجر في المجامع وهو على جنابة.
- وأكد أيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم) وبذلك أوضح الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجامع زوجاته ليلاً في شهر رمضان وقد يتأخر في غسله إلى بعد طلوع الفجر ولكن كان ذلك بعد الجماع فإنه يغتسل ويصوم.
- وأيضاً الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي) وهذا ما أخبرت به عائشة وأم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم حتى إذا كان أتى طلوع الفجر ولم يغتسل فلا حرج فيه ولكن الواجب أن نبادر في وقت الغسل حتى نستطيع الصلاة في وقتها.
- ورد عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف عند الباب. وقال: `يا رسول الله، أصبحت جنبا وأرغب في الصيام`. فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جنب ويرغب في الصيام: `تطهر وصم`. فقال الرجل: `يا رسول الله، إنك لست مثلنا، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر`. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: `والله، إني أطمح أن أكون الأكثر خشية لله بينكم وأن أعلمكم بما أتبع`. ذلك ما رواه أبو داود.
- روى أبو سلمة رضي الله عنه قول عائشة رضي الله عنها: `هل كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب؟` فقالت: `نعم، وكان يتوضأ`.
أجابت الإفتاء المصرية على سؤال حول جواز صيام الحائض قبل الاغتسال، وأجابت بأن تأخير غسل الحيض أو الجنابة حتى طلوع الفجر لا يبطل الصوم، ولكن يجب عدم تأخيرها حتى وقت صلاة الخروج لأن تأخير الصلاة بدون عذر عن وقتها حرام شرعا.
الحكمة من الأغتسال بعد الجنابة
أوضح علماء المسلمين حكمة الاغتسال بعد الجنابة، وهي أنه يجعل الصلاة وغيرها من العبادات الواجبة صحيحة في أوقاتها. والطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة والقيام بالعبادات الواجبة علينا، والله سبحانه وتعالى لا يأمر بأي شيء إلا لحكمة كبيرة، وربما تكون الحكمة في الاغتسال بعد الجنابة هي إعادة النشاط والحيوية إلى الجسم بعد بذل المجهود.
صفة غسل الجنابة
شرح علماء المسلمين بالكامل كيفية الغسل من الجنابة، حيث يبدأ بغسل الفرج ثم توضئة وضوء الصلاة، ثم غسل الرأس بالماء حتى يشمل جذور الشعر، ثم يأخذ ثلاثة غرفات من الماء ويفرغها على رأسه، ثم يفرغ الماء على جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم يكمل الغسل، ويمكن للمسلم أن يكتفي بالغسل المجزي الذي يشمل غسل الجسم بالماء وتوجيه نية الغسل.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
تم اكتشاف الإعجاز العلمي في الغسل من الجنابة بعد تطور العلم وزيادة الأبحاث الطبية. وبعد فترة طويلة، تم اكتشاف أن الجراثيم التي تنبعث من الجنابة والتي تسبب الأمراض إذا لم يتم الاغتسال منها، يمكن أن تسبب الأمراض. وقد تم اكتشاف أن الغدة الدرقية تقوم بإخراج مواد ضارة وسموم في الجسم بنسبة أكبر من الكمية التي يتم إخراجها في البول، وذلك عند القيام بمجهود شاق أو نشاط رياضي، مثل ممارسة الجنس
وعندئذ تنشط الغدد العرقية وتفرز العرق الذي يحتوي على الصوديوم والكلور والأمونيا والفسفور والكالسيوم واليود والزنك والحديد والمغنيسيوم والبروتينات واليوريا، ويتم تخزين كل هذا تحت بصيلة الشعر مباشرة دون أن تظهر هذه الإفرازات، وعدد غدد العرق لدى المرأة يعد نصف عدد غدد العرق لدى الرجل، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر)، وهذه هي الأضرار التي تنجم عن عدم الاغتسال من الجنابة
يتضح الإعجاز العلمي في الجنابة من خلال زيادة نسبة الإفرازات والسموم مع الجنابة، والقدرة للجلد على امتصاص هذه المعادن السامة إذا بقيت على سطح الجلد لفترة طويلة، حتى يتزيد نسبة السموم في الجسم. لذلك، أصبح الغسل واجبًا للحفاظ على سلامة الجسم.
نصائح الأغتسال بعد الجماع للنساء
خطوات الغسل بعد الجماع للمرأة هى:
- يجب على المرأة غسل منطقة المهبل جيدًا بالماء الدافئ للحفاظ على التوازن البكتيري في هذه المنطقة.
- يجب استخدام منشفة قطنية غير مستخدمة للتأكد من نظافتها ، لأن المنشفة الغير نظيفة تشكل بيئة رطبة مناسبة للبكتيريا.
- – يجب غسل منطقة المهبل جيدًا من الأمام والخلف لتقليل انتقال البكتيريا إلى فتحة الشرج أو منطقة مجرى البول أو منطقة المهبل.
- استخدام الفوط الصحية اليومية يحافظ على منطقة المهبل جافة، مما يمنع نمو البكتيريا بشكل فعال.
وفي سياق مختلف، أجاب الدين الإسلامي على سؤال: هل يتطلب إفراز الإثارة الغسل؟ فالجواب هو أنه ليس كل ما يخرج من فرج المرأة يتطلب الغسل، إلا إذا كان المني فقط، حيث يتميز المني باللذة ويصيب الجسم بالفتور بعد نزوله. وقد روى أحمد وأبو داود والنسائي عن علي بن أبي طالب أنه قال: “كنت رجلا مذاء، فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: “لا تفعل ذلك، بل إذا رأيت المذي، فاغسل ذكرك وتوضأ للصلاة، ثم انفض الماء، وبعدها اغتسل.
روى سهل بن حنيف في مسنده وأبو داود والترمذي وإبن ماجه أنه كان يعاني من الإنزال الليلي بشدة وكان يتطهر كثيرًا منه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأخبره بأنه يكفيه أن يأخذ كفًا من الماء وينضح به مكان القذف على ثوبه حيث يرى أن القذف أصابه.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تتطهر المرأة إذا رأت الماء، كما ذكر في الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها. قالت: `جاءت أم سليم، زوجة أبي طلحة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته: `يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، هل يجب على المرأة أن تتطهر إذا حدثتها المني؟` فأجاب: `نعم، إذا رأت الماء.` بعد هذه الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم، اتفق جميع أهل العلم على أن المذي أو أي إفرازات أخرى لا تستدعي الاغتسال، ولكن يجب تطهير الجسم منها لأداء الوضوء.
موجبات الغسل على المرأة
سوف نوضح الحالات التي توجب الغسل وهى:
- نزول المني
هو السائل الذي يخرج عند الشعور بالشهوة، ويكون لهيئة غليظة عند الرجل ورقيقة عند المرأة، ويخرج سواء من الرجل أو المرأة.
- الحيض
هو السائل الذي يخرج من رحم المرأة بعد بلوغها ويستمر لعدة أيام في حال عدم حدوث تخصيب البويضة داخل الرحم.
- النفاس
يشير هذا إلى نزول الدم عند المرأة بعد الولادة ويمكن أن يستمر حتى 40 يومًا أو أقل.
- الجماع
يعني الحشفة دخول جزء من الذكر أو جميعه في فرج المرأة ، مما يتطلب الاغتسال.
- الأحتلام
وذلك ورد في صحيح البخاري (جاءت أم سليم أمرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟ قال نعم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة وجهها وقال يارسول الله وتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها)
- اعتناق الإسلام
اتفقت المذاهب الحنبلية والمالكية على وجوب الاغتسال بعد اعتناق الإسلام سواء كان الشخص ذكرًا أو أنثى، بينما يرون الشافعية أن غسل الكافر غير مطلوب إذا أسلم، ولكنه يجب أن يتطهر من أي شيء قبل إسلامه.
- الموت
الغسل بعد الموت هو واجب شرعي، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك للمغسلين الذين قاموا بغسل ابنته زينب، حيث قال في الحديث الشريف: `توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر وأجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني`