الإعجاز العلمي في الغسل من الجنابة
ما الإعجاز العلمي في الغسل من الجنابة
يتساءل العديد من الناس عن الحكمة من غسل الجنابة. ومن المعروف أن مبدع الكون تعظمت قدرته بإخراج الجنابة من الجسم، ولذا يجب على كل شخص واع أن لا يتركها على جسمه، حتى لا تتراكم وتسبب مشاكل صحية متوقعة، أو تتأخر في إزالتها عن الجسم وتعود من جديد إلى الداخل، حيث يمتلك الجلد القدرة على امتصاص العديد من العناصر والمواد الكيميائية المشتركة مع الجنابة.
عند ممارسة الجنس، يحدث تعب وخمول شديد للجسم، ويعيد الغسل النشاط والحيوية للجسم، ويساعد الجسم على استرداد قوته. كما أنه من المعروف أن السائل المنوي يخرج من الجسم بأكمله، وقد توصلت الدراسات إلى أن خروج السائل المنوي يتسبب في تراجع واضطراب في الأعصاب، وتوسع في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتخاء كبير في عضلات الجسم ونشاط عام ضعيف. ويساعد الغسل على تنشيط الشبكات العصبية التي تؤثر على الجهاز العصبي وتحرره من حالة التراخي والتقاعس، حتى يستعيد قوته. ولذلك، يجب اتباع طريقة الغسل بعد الجنابة.
كذلك أكدت الدراسات أن خلال عملية الجماع يفرز البدن نوع من العرق لا يفرز إلا في هذا الوضع ، وهذا العرق يكون عالي في نسبة السموم ، وإذا بقي على البدن فترة فقد يرجع امتصاصه مما يحدث ضرراً جسيما في الجسد ، وعملية الاغتسال بعد كل جماع كفيلة بالخلاص من هذه السموم وتنظيف الجلد.
مشاكل عدم الاغتسال من الجنابة
إن اضرار عدم الاغتسال من الجنابة عديدة، حيث يؤدي تراكم الإفرازات إلى مشاكل صحية أقلها ما يلي
الروائح الكريهة
على الرغم من أن إفرازات الغدد العرقية أصلاً لا تحتوي على رائحة، فإن البكتيريا التي تتواجد في أكياس الشعر وعلى سطح الجلد تقوم بتحليل هذه الإفرازات لتنتج أحماضًا شحمية وأمونيا ومواد أخرى تنتج رائحة كريهة.
تساعد الغدد العرقية الصغيرة تحت الإبطين على إطلاق الروائح الكريهة عن طريق تزويد البكتيريا ببيئة رطبة تساعد على تكاثرها وإصدار الروائح الكريهة.
وأما في مناطق العانة والسرة وأسفل الإبطين ، فإن الغدد العرقية الضخمة فيها قد تنجم عن بعث الروائح البغيضة في وضع التأجيل بإزاحة الإفرازات بالغسل ، لأن البكتيريا تشتغل على تحليل هذه الإفرازات لتولد روائح مقيتة مقززة ، قد تصل إلى درجة النفور بين القرينين بعيد المداعبة وحتى من قبل المباشرة وخاصة بعدها.
حرقان البول
تؤدي البكتيريا والفطريات التي تنمو نتيجة تأجيل الاستحمام بعد الجنابة إلى حدوث التهابات في المجرى البولي والشعور بالحرقان أثناء التبول ومشاكل صحية أخرى. يحدث ذلك لأن البكتيريا الضارة تنتشر في المناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية عند تأخير الاستحمام، مما يسبب تهيجا وحكة وألما غير متوقع. يجب تنظيف المنطقة التناسلية بالكامل، لأن السائل المنوي يمكن أن يصل إلى أماكن مختلفة نتيجة الحركة المتتابعة أثناء ممارسة الجنس.
إحالة الكائنات الحية الدقيقة المتكيفة إلى كائنات ممرضة
يلعب تجمع إفرازات الغدد العرقية على جلد الفرد دورًا مهمًا في تلوث الجسم بالأمراض، حيث تصبح الكائنات الحية الدقيقة مستعدة للاستفادة من فرصة ضعف الجهاز المناعي أو عدم قدرة الجسم على مكافحتها، مما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض واختراق بعض الخلايا والأعضاء، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متفاوتة الخطورة.
تيسير فرصة العدوى للبكتيريا الانتهازية
تسبب المكورات العنقودية الذهبية التي ينقلها بعض الأفراد مخاطر صحية جسيمة ، إذا أتيحت لها الفرصة الملاءمة للتكاثر ، فتستهدف الخلايا وتحدث فيها التهابات وقرح ودمامل وخراج وحصف جلدي ، وكما أنها قد تتعمق لتصل إلى الدورة الدموية فتحدث تسمم الدم أو تلف البدائل الطبية التي زرعها الله في الجسم.
وهذا لا يحدث إلا إذا تأخرت الرعاية بالجسد، وخاصة عندما يضعف نظام مكافحة الجلد الذي خلقه الله تعالى كحاجز قوي ضد الميكروبات. فالجلد السليم يمكنه قتل البكتيريا السطحية في يوم واحد، والعنقوديات الذهنية في ثلاثة أيام، ويمكنه أيضا التخلص من الفطريات. ولا يتضاءل قوته إلا بسبب الإهمال في النظافة وعدم الاستحمام، فيصبح عرضة للهجوم البكتيري وتظهر عليه أمراض الجلد المختلفة.
تفاقم المشكلات الصحية
يؤدي تراكم الإفرازات المذكورة إلى تسهيل عملية تكاثر الكائنات الحية الدقيقة وتوفير الغذاء لها، ممما يؤدي إلى زيادة أعداد الكائنات الحية الدقيقة على الجلد.
إن الإفرازات الجلدية تعمل كمذيب يساعد في سحب المواد المسببة للحساسية، كما أنها قد تثير وتهيج الجلد وتتسبب في جروح وضعف للأنسجة الجلدية، وتزيد من مشاكل التهابات فروة الرأس والتقشر الجلدي والبثور وحب الشباب.
الإعجاز العلمي في لفظة الجنابة
لا ينحصر الإعجاز العلمي اللغوي في كلمة الجنابة فقط بل بكلمتين زائدتين هما أذهب وأصاب ، وتقترن الكلمات الثلاث بمدلول تحرك الأشياء والمواد من مكان إلى مكان ثان ، فأذهب يقصد بها تخلّص ، وأصاب يقصد بها تحرك المواد الضارة التي يخرجها بدن فرد ما إلى أبدان أفراد آخرين وينتج عن ذلك ضرهم وأذاهم.
في الشرع، الجنابة هي ممارسة العلاقة الجنسية مع الذكر أو الأنثى، وتعني خروج المني بغرض الراحة أو اليقظة من الرجل أو المرأة، وهي حالة تستدعي الاغتسال، وأمر النبي بالتطهر من الجنابة بقوله: `إن أسفل كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر وانقوا البشر`.
يظهر أن الجنابة ليست المني بل شيء آخر يخرج من الجسم، ويتم ترسيبه في كل شعر وجلد، لذلك يجب معرفة الاختلاف بين المني والمذي والودي، وليس خروج المني هو السبب الوحيد للواجب الشرعي للاغتسال بعد الجماع، ويجب العلم بأن الجسد يحتاج لجهد في الجنس يعتمد على هرمونات مختلفة عن الجهد الرياضي.
من المعروف أن جميع الهرمونات لا تحتفظ بتركيبتها الأصلية في الدم بمجرد الانتهاء من وظيفتها في الجسم، بل تتعرض لعمليات الأيض، وتتم إزالتها من خلال وحدات الإخراج المتفاوتة، ومن بينها العرق.
على سبيل المثال، يتم نقل هرمون الاستروجين المحفز للدورة الشهرية عبر الدورة الدموية من الطحالة إلى الكبد حيث يحدث له تأثير آخر. يزداد هرمون الأدرينالين أثناء الجماع، مما يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتسارع التنفس وارتفاع ضغط الدم. يقوم الأدرينالين بتجهيز الجسم لمواجهة الإجهاد وتحويل الطعام إلى طاقة في العضلات.
يتجلى دور وظيفة الوحدات الإخراجية المنتشرة على بشرة الإنسان خلال الجماع، خصوصًا في المناطق التي لا يتم تحفيزها بالحرارة وإنما بالأمور الجنسية، حيث تعمل هذه الوحدات على إخراج السموم التي تتولد في الجسم إلى سطح البشرة.
يمكننا من هنا أن ندرك أن الإفرازات والسموم التي تخرج من جسم الإنسان لا تخرج بشكل كامل، بل تبقى وتتجمع على سطح الجسم، وهذا هو السبب الذي يجعل الغسل ضروريا بعد الإفرازات الجنسية، وتتضح معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالجنابة، حيث وصف الجنابة بأنها الإفرازات التي تخرج من الجسم وتتجمع أسفل الشعر أو عنده، وهذه الإفرازات تستقر بجانب الجسم وتبقى عليه، ولذلك تعتبر جنابة.