احكام اسلاميةاسلاميات

ما هي الحالات التي توجب الغسل

الغسل في اللغة يعني الصنعة التي يقوم بها الفرد من تدليك جسده وصب الماء على جسده، أما في الشريعة فهو استخدام الماء الطاهر على جميع أجزاء الجسم والغسل هو الطهارة الشرعية الكاملة ويختلف عن الوضوء الذي يستخدم فيه الماء في بضعة أجزاء من الجسم، ويتم الغسل عند حدوث موجب من موجباته، ويتم غسل الجنابة لرفع الكسل والشعور بالنشاط.

موجبات الغُسُل

الغسل مطلوب في حالات معينة، ولا يتطلب الغسل إلا إذا توافرت الأسباب المحددة. هناك عدة ضرورات للاغتسال من الجنابة وتتمثل في الأمور الستة التالية

الأمر الأول للغسل

إدخال رأس عضو التناسل في قبل أو دبر ، فبمجرد هذا الإدخال تحتم الغسل ، سيان نزل مني ونحوه ، أو لم ينزل ، والحنفية قالوا إذا كمنت رأس الإحليل ، أو قدرها في قبل أو دبر من يجامع مثله بدون حائل غليظ يحول دون حرارة المحل ، تحتم الغسل على كليهما سيان أنزل أو لم ينزل ، ويشرط في لزوم الغسل عليهما أن يكونا راشدين ، فلو كان أحدهما راشدا ، والثاني غير بالغ ، وجب الغسل على البالغ منهما.

الأمر الثاني للغسل

إن السائل الذي يخرج من الرجل أو المرأة يجب تمييزه بين الودي والمني، ويمكن أن ينزل المني في حالتين: إما خلال اليقظة وبدون جماع ويمكن أن يحدث هذا بسبب المداعبة أو التحريك أو الرؤية أو التذكر، وفي هذه الحالة يلزم الغسل. وإما خلال النوم العميق وبسبب الأحلام الجنسية، ويجب أيضا الغسل في هذه الحالة. وإذا نزل المني مصاحبا للشهوة أو الذكرى أو بعد الانتهاء من الجماع، فيجب الغسل، وهذا ينطبق أيضا إذا قام الزوج بتقبيل زوجته أو لمسها ولم يشعر بالشهوة في البداية ولكن شعر بها فيما بعد. وأما إذا نزل المني بسبب المرض أو الإصابة بصدمة على العضو التناسلي، فيلزم الغسل.

الأمر الثالث للغسل

يسمى نزول المني في وضع السبات بالاحتلام، وإذا استيقظ شخص من السبات ووجد تبللا في ملابسه أو على جسده أو على وسادته، فيتوجب عليه الاغتسال، ما لم يتأكد بأن التبلل ليس منيا. وإذا كان الشخص غير متأكد من الفرق بين المني والمذي والودي، فيجب عليه الاغتسال. وإذا كان المتأكد من الاستمتاع بالسبات بسبب اللذة أو غيره، فيجب عليه الاغتسال، وينقض الصيام في هذه الحالة.

الأمر الرابع للغسل

يتم غسل المسلم المتوفى إلا إذا كان شهيدا، وفي هذه الحالة لا يلزم غسله. وقد أشار الحنفية إلى أن غسل المسلم المتوفى يشترط عدم كونه باغيا، والباغين حسب الحنفية هم الذين يخرجون عن طاعة الإمام المنصف، ويسعون لتغيير النظام الاجتماعي بما يتناسب مع رغباتهم، حيث يمتلك كل جماعة قوة تسمح لهم بالتغلب على الآخرين ومحاربة أصحاب العدل. أما إذا تعدت مجموعة منهم وسرقت أرضا، فإنهم ليسوا بباغيين في هذا السياق، وفي حالة وفاة أحدهم يتم غسله.

الأمر الخامس للغسل

إذا أسلم المشرك وهو جنب، فيجب عليه إجراء الغسل، أما إذا أسلم وليس جنبًا، فيكفيه الغسل فقط.

الأمر السادس للغسل

فيما يتعلق بدم الحيض أو النفاس، فإن هذا الأمر متفق عليه في المذاهب الإسلامية. إذا شاهدت النساء دم الحيض أو النفاس، فعليهن الاغتسال بعد انتهاء الدم. ويشمل النفاس الذي يتطلب الاغتسال وجود الدم. ومن وجهة نظر الحنابلة، لا يتطلب الولادة بدون دم الاغتسال.

الحيض هو السائل الدموي الذي ينزل من جسد المرأة عندما لا يتم تخصيب البويضة في رحمها. يمكن أن يكون هناك نقطتان للاعتبار فيما يتعلق بالطهارة: الأولى هي عندما يتوقف النزيف ويبدأ نزول سائل أبيض يعرف بالقصة البيضاء، وهو دليل صريح على الطهارة؛ والثانية هي عندما يتوقف النزيف تماما ويجف الدم، ويتأكد الشخص من طهارته عن طريق إدخال قطعة من القطن في المهبل، فإذا خرجت جافة دون أي تعكر فإن الشخص متطمئن بأنه طاهر.

النفاس هو الدم الذي يخرج من جسم المرأة بعد الولادة، وقد يستمر لمدة تصل إلى أربعين يوما أو أقل، ويتم التعامل معه بنفس قواعد التعامل مع الطمث، ويتطلب استحماما للنجاسة وفقا لأحكام الطهارة، ووفقا للمذهب الحنفي، يستمر الطمث لمدة عشرة أيام، ويستمر النفاس لمدة أربعين يوما، فإذا استمر نزيف الطمث بعد مرور عشرة أيام، واستمر نزيف النفاس بعد مرور أربعين يوما من الولادة، فإنه يجوز للمرأة الاغتسال.

فرائض الغسل

صفة الغسل من الجنابة تعني الغسل الذي يشترطه الإسلام، وفرائض الغسل عند المالكية خمسة وهي:

  • تتمثل النية في بداية البدء بالعملية الطهارية، حتى لو قام الشخص بفعل الفرج، ويتضمن النية القصد بالتخلص من الحدث الأعظم أو الجنابة أو تأدية فريضة الغسل، وتهدف النية إلى تفريق الأعمال العادية عن الأعمال الدينية.
  • يجب غسل الجسم بالماء، وليس البدن الثغر والأنف وصماخ الأذنين والعين، ويجب على الشخص غسل جسمه بالكامل، وليس فقط المناطق الظاهرة، وأما غسل جوف الأشياء التي لهباطن مثل المضمضة والاستنشاق، فليس بواجب وإنما يعتبر سنة، وإذا كان هناك تراكم في الجسم، فيتوجب على الشخص تحريكه لكي يصل الماء إلى الباطن.
  • الموالاة، التي يعبِّر عنها بالفور، هي تحويل الغسل من الجزء الأول إلى الجزء الثاني قبل أن يجف الجزء الأول، بشرط أن يكون المذكور مقتدرًا.
  • يجب تدليك الجسد بالماء، وليس من الضروري أن يكون التدليك فورا بعد سكب الماء على الجسد. يكفي أن يتم التدليك بعد نزول الماء من الجسد، شريطة ألا يجف الماء على الجزء قبل التدليك. لا حاجة لتحديد التدليك لليد فقط، فإذا قام بتدليك جزء من جسده بيده أو وضع إحدى قدميه على الأخرى وقام بتدليكها، فإن ذلك يكفي. يمكن أيضا أن يتم التدليك باستخدام منديل أو فوطة أو شيء مماثل.
  • تخليل الشعر ، فأما شعر الذقن ؛ ففي تخليل الماء فيه نزاع إن كان كثيفا ، فقسم يلفظ إنه لازم ، وقسم يقول إنه مندوب ، وأما شعر الجسد ، فيتحتم وصول الماء إليه في الغسل باتفاق ، سيان كان خفيفاً أو كثيفا ، ويولج في ذلك رمش العينين والحواجب ، وشعر الإبط ، والعانة ، وغير ذلك ، ولا اختلاف في جميع هذا بين الذكر والأنثى ، فإن كان الشعر غير مجدول ؛ فإنه يتحتم تحريكه حتى يولج الماء في جوفه ، ولم يؤذن للأنثى التي على رأسها الطيب الحائل دون بلوغ الماء جذور الشعر، بل قالوا يتحتم عليها إزاحة الطيب ولو كانت عروس ، وقال الشافعية يتحتم فك الشعر المجدول إن توقف على فكه بلوغ الماء إلى جوفه ، وإلا فلا ؛ وقال الحنابلة يتحتم فك ضفائر الذكر في الغسل بلا نقاش ، وأما الأنثى فإنه يتحتم عليها أن تفكه في الطهارة من الطمث والنفاس دون الجنابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى