الطهارة جزء لا يتجزأ من حياة المسلم، ولا يمكن أن يكون هناك حياة بدون طهارة. لذلك، يتعين على المسلم دائما البحث في دينه للتعرف على ما يفسد هذه الطهارة وحكمه، ومن أمثلة ذلك المني والمذي والودي، وهي عبارة عن ماء يخرج من فرج الرجل، ولكل منهما شكل وحكم يختلف عن الآخر من حيث النجاسة والطهارة. في حالة إثبات النجاسة، يجب الغسل، وفيما يلي سوف نشرح كلا من المني والمذي والودي بالتفصيل ونستعرض الأحكام المتعلقة بها.
الفرق بين المني والمذي والودي
المني
المني هو سائل كثيف له رائحة، ينزل بقوة عند زيادة الشهوة، ولونه أبيض مائل للصفرة، ورائحته تشبه رائحة نخلة أو العجين، وعندما يجف يصبح رائحته مشابهة لرائحة البياض الجاف للبيض .
حكم المني
يتطلب غسل الجنابة فقط لإزالة الأثر ، وليس بالضرورة بسبب الإصابة بالطهارة ، ويجب الغسل إذا خرجت اللذة بغض النظر عن الحالة التي خرجت فيها ، ويتحرم المسلم قبل الاغتسال بعد خروجه من مس المصحف وقراءة القرآن والصلاة ودخول المسجد والطواف حول الكعبة ، ويبطل صوم الصائم إذا قصد إخراجه بشكل متعمد.
يقول الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في نفس الثوب، وأنا أرى آثار الغسل عليه.
المذي
المذي هو ماء رقيق لزج شفاف لا رائحة له، يخرج بدون دفق عندما يتراجع الشهوة. وغالبا ما يخرج على شكل قطرات على رأس الذكر وقد لا يشعر الشخص بخروجه
حكم المذي
يجب التطهر من المذي من الثوب والجسد، ويكفي النضح (الرش) لأن نجاسته مخففة، مع غسل الذكر والأنثيين (الخصيتين) وخروجه ناقضًا للوضوء. فيجب عليه الوضوء لا الغسل .
عن سهل بن حنيف قال: كنت أعاني من شدة المذي وكنت أغتسل بكثرة، فسألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حول ذلك. فقال: `سيكون ذلك جزاء لك من الوضوء.` فسألت: يا رسول الله، فماذا عن البقع التي تصيب ثوبي؟ فأجاب: `يكفيك أن تأخذ كفا من الماء وتنضح بها البقعة على ثوبك حيث ترى أنها أصابت
الودي
يخرج العقب (البول) بشكل أبيض ثخين غير لزج ويشبه البول في الثخانة ويختلف عنه في الرائحة
حكم الودي
يأخذ النجس أحكام البول فيما يتعلق بالنجاسة والتطهير منه، وفقًا لابن عباس، فإن المني والودي والمذي، فالغسل مطلوب في المني، وأما المذي والودي فيتطلبان الوضوء، ويجب غسل الذكر
حكم إذا استيقظ الرجل ووجد بللًا
إذا استيقظ الرجل ووجد بللًا، فإن هذا البلل لا يخلو من وجود إحدى الحالات التالية:
على المرأة الحاملة أن يكون شريكها ممن يتمتع بصفات محددة، وفي حال توفرت هذه الصفات، يجب عليه الاغتسال قبل الجماع، سواء تذكر أنه قد احتلم في منامه أم لم يتذكر .
“إذا تأكد الشخص أنه ليس مني، فيجب عليه في هذه الحالة اتباع حكم المذي، ولا يلزمه الغُسل، ولكن يجب عليه غسل المنطقة المصابة.
صفة غسل النبي
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في منهج السالكين: بخصوص غسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الجنابة، كان يغسل فرجه أولا، ثم يتوضأ وضوءا كاملا، ثم يصب الماء على رأسه ثلاث مرات، ويفركه بيديه، ثم يفيض الماء على بقية جسده، ثم يغسل قدميه في مكان آخر. والواجب في هذا هو غسل كل الجسد، بما في ذلك المناطق الخفية والمفتوحة، والله هو الأعلم
موجبات الغسل
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، ومن غسل الميت. وروى أبو داود هذا الحديث وصححه ابن خزيمة، والمعنى أن موجبات الغسل هي:
– الجنابة
– يوم الجمعة
– الحجامة
– غسل الميت
حكم إذا أحدث الشخص أثناء الغسل
إذا أحدث الشخص أثناء الغسل، هل يعود ويبدأ من البداية أم يستمر؟ يقول الشيخ الشنقيطي في شرح الزاد (الدرس / 17): إذا أحدث الإنسان تلوثا أثناء الغسل، فإنه يتعامل معه بشكلين: إذا كان التلوث تلوثا صغيرا، فلن يؤثر على صحة غسله من الجنابة، ولكنه لا يجوز استخدامه للصلاة إلا بعد أن يغسل جسمه بالماء بعد خروج المادة الملوثة. على سبيل المثال، إذا كان الشخص -أثناء غسله- قد غسل يديه وتوضأ وجوءه للصلاة، وثم غسل ساقه اليمنى وحدث فيها تسرب هواء أو قد تمسكت به مادة، فعندئذ إذا غسل بقية جسمه وتعمم -بعد الانتهاء من الجزء الأيسر- على بقية جسمه ومضمض واستنشق، فإنه يكفيه، ويعتبر تعميم الجسم بعد خروج المادة الملوثة مثل الوضوء بعده. أما إذا خرجت المادة الملوثة بعد تعميم الجسم، على سبيل المثال، إذا قد تعمم جسمه بالماء وقبل أن يغسل قدميه خرج منها الهواء أو مادة، فإنه في هذه الحالة يعتبر غسله لاغيا، وأما غسل الجنابة فلن يؤثر فيه التلوث الصغير