هل ثبت صيام الأيام البيض ؟.. وما قول العلماء ابن باز وابن عثيمين عنها
ما هي الأيام البيض
تشمل أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري، ويتابع المسلمون حركة القمر لمعرفة بداية الشهر الهجري وبالتالي أيام البيض. سميت هذه الأيام بالأيام البيض بسبب بياض لياليها بسبب ضوء القمر الكامل، ويتفق العلماء على أن صيام أيام البيض سنة مستحبة لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فضل صيام هذه الأيام.
حكم صيام الأيام البيض
يدخل صيام الأيام البيض في فئة الصيام التطوعي، والهدف من الصيام التطوعي هو زيادة الطاعة والاقتراب من الله تعالى والوصول إلى محبته ورضاه، كما هو مذكور في الحديث الصحيح: (يستمر عبدي في الاقتراب مني بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يمسك بها، ورجله التي يمشي بها، وإذا سألني أعطيته، وإذا استعاذني لأعيذنه)، والصيام ينقسم إلى قسمين:
- يتكون القسم الأول من الصيام المفروض الذي يجب على كل مسلم مكلف الصيام، مثل صيام رمضان وصيام الكفارات وصيام النذر.
- الجزء الثاني هو صيام النوافل وهو غير ملزم سواء كان مطلقًا أو مقيدًا. الصيام المطلق هو الصيام في الأيام التي لم ينه عن الصوم فيها، أما الصيام المقيد فهو الذي حث عليه الشرع وهو الأفضل من الصيام المطلق، وصيام الأيام البيض يعتبر من الأمثلة على صيام النوافل.
: وصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيام أيام البيض، وأيام البيض هي الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الأشهر الهجرية، واتفق العلماء على أن صيام الأيام البيض سنة مستحبة ذات أجر عظيم بإذن الله، حيث إن الحسنة تضاعف عشر مرات، ويعني ذلك أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعادل صيام الشهر كاملا، ومن دأب على صيام الأيام البيض كل شهر فإنه كأنما صام الدهر كله.
فضل صيام الأيام البيض
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `صُومُ ثلاثةٍ من كل شهر ورمضانَ إلى رمضانَ صومُ الدهرِ`. رواه مسلم.
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعادل صيام الدهر، وتلك الأيام هي أيام البيض، وتشمل صبيحة اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري. رواه النسائي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وأمر القوم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يمنعك أن تأكل، قال إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال: إن كنت صائمًا فصم الغر. رواه النسائي.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ثلاثة أيام من الشهر البيض، وهي الأيام الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر. وقد رواه الترمذي والنسائي.
عن قتادة بن ملحان رضي الله عنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وذلك وفقًا لرواية أبو داود.
قال أبو هريرة رضي الله عنه في الصحيحين: أوصاني خليلي بثلاث لا أتركهن حتى أموت، وهي: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر.
أقوال الفقهاء في صيام الأيام البيض
ابن باز
حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام على صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما: صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر، ونرى تأكيد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [الأنعام: 160]، وكذلك في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر، وقد أكد الشيخ ابن باز رحمه الله أن الأفضل أن تكون هذه الأيام الثلاثة في الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري، إذا استطاع الشخص صيام هذه الأيام كان ذلك أفضل، وقد سميت هذه الأيام بيض لابيضاض ليلها بالقمر وابيضاض نهارها بضوء الشمس، أما إذا صام هذه الأيام الثلاثة في غير وقت الأيام البيض في أول أو وسط أو آخر الشهر فلا بأس في ذلك ويحصل على الأجر إن شاء الله، كما ذكر ابن باز أيضًا أنه إذا صام الشخص في بعض الشهور وعجز عن ذلك في شهور أخرى فلا حرج في ذلك.
ابن عثيمين
صوم ثلاثة أيام في كل شهر هو أمر مستحب في بداية الشهر، أو في منتصفه، أو في نهايته. فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء وغيرهما من الصحابة بصيام ثلاثة أيام في كل شهر، وعبد الله بن عمرو أيضا أوصى بذلك. الأفضل أن تكون هذه الأيام هي أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولكن إذا كنت غير قادر على صيام أيام البيض، يمكنك صيام بقية الأيام في الشهر وفقا لقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وذكر الشيخ أيضا أنه يمكن صيام هذه الأيام الثلاثة على التوالي أو منفصلة، حيث يسمح أن تكون في بداية الشهر أو في الوسط أو في النهاية، فالإسلام دين يسير وليس صعبا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدد ذلك. عندما سئلت عائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ أجابت: نعم، ثم سئلت: في أي شهر كان يصوم؟ فقالت: كان لا يهتم بأي شهر يصومه. هذا مروي عن مسلم.
صيام الأيام الثلاثة عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر هو الأفضل لأنها الأيام البيض، ولكن إذا عجز شخص ما عن صيام هذه الأيام الثلاثة، فإنه يمكنه صيام يوم أو يومين من الأيام البيض ويوما آخر من أيام الشهر، وسيحصل على بعض الفضل المتعلق بصيام الأيام البيض، بإذن الله. وإذا كان شخص لا يستطيع صيام كل الأيام البيض، فلا يتركها كلها، وهذا الأمر سهل وميسر، والحمد لله. ويمكن للإنسان صيام يوم من الأيام البيض ويومين من أيام أخرى من الشهر.