علم النفسعلم وعلماء

هل الطاقة السلبية سببها السحر ؟ وما تأثيرها

هل الطاقة السلبية سببها السحر

إن الطاقة السلبية قد تصيب الإنسان بسبب العديد من الأمور والتي لا يمكن نسب أحدها إلى السحر علميًا، ومن منظور علم النفس يمكن ترجيح وجود السحر إلى أن الرغبة البشرية في السيطرة على الطبيعة، فهذه الرغبة التي توجد داخل نظامنا العقلي هي وراء العديد من إنجازاتنا العلمية، ومن هنا أيضًا توصل القدماء إلى تقنية ثنائية تسمى السحر والشعوذة، تلك المجموعة من المحاولات الأولى للسيطرة على البشر والحيوانات والأشياء كما كان يعتقد، ولقد كانت محاولتهم تتمثل في إخضاعها وإدارتها، معتبرين أن هذه الاستراتيجيات التي تمتلكها الأرواح كانت أكثر الأدوات فعالية لهذه السيطرة، على الأقل من وجهة نظر الرجل البدائي في تلك الفترة، ويمكن تعريف الشعوذة كمفهوم على أنها مجموعة من الممارسات والأساليب النفسية المبتذلة التي تهدف إلى عمق الإنسان، حيث يتعامل الساحر مع ما يسمى بروح معاملته للكائن الحي الخطير! عن طريق استمالته وترويضه، من أجل السيطرة عليه، واستدل على ذلك قول العالم فرويد “لا ينبغي للمرء أن يعتقد أن البشر قد هرعوا إلى إنشاء نظامهم الكوني الأول ببساطة بسبب حب المعرفة” يجب أن يكون للحاجة العملية للسيطرة على العالم نصيب من هذا الجهد”.

يرون العلماء أن السحر ليس سوى وهم وخيال وشعوذة، ويستندون في ذلك على قوله تعالى `يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى`. ويحرم الدين تعلم السحر أو الشعوذة أو السحر المرشوش، لأنها تعتمد على خداع الناس أو إبهارهم أو تضليلهم أو التأثير عليهم. كما يحظر على الإنسان أن يعتقد أن الساحر هو الذي يستطيع أن يضره أو ينفعه، وذلك بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من أتى عرافا أو كاهنا، وصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد`. (رواه أبو داود والطبراني.

تأثيرات الطاقة السلبية على حياة الانسان

قد تسبب المشاعر السلبية العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل خطير على حياة الإنسان. ينعكس تأثير المشاعر السلبية على حياة الإنسان في المقام الأول على مرحلة الطفولة، وفيما بعد على حياته الزوجية والعملية وعلاقاته مع الأهل والأصدقاء. هناك دراسات أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للمشاعر السلبية من والديهم أكثر عرضة للاضطرابات النفسية من غيرهم من الأطفال. قد تؤدي المشاعر السلبية التي يحملها الشخص إلى ضغوط نفسية تؤدي في النهاية إلى ظهور الاضطرابات النفسية.

أظهرت الدراسات أيضا أن الطاقة السلبية تؤثر على الصحة العقلية والجسدية للإنسان، حيث تزيد من مستويات التوتر والقلق، مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى تضعيف جهاز المناعة وزيادة احتمالية التعرض للأمراض المهددة للحياة، وخاصة الاضطرابات النفسية الجسدية، والتي تحدث في الجسم وتكون ذات أصل نفسي. تم اكتشاف وجود الطاقة السلبية في المنازل، وأيضا تبين أن الطاقة السلبية في مكان العمل تزيد من احتمالية حدوث مشاكل نفسية، حيث يعرض هؤلاء الأشخاص أنفسهم للعمل بشكل منفرد وغير متعاون مع الآخرين.

وتؤثر عدوى الطاقة السلبية على الصحة العقلية والبدنية للإنسان مما يزيد من التوتر والقلق ويؤدي هذا إلى العديد من الاضطرابات النفسية، فضلًا عن الإصابة بضعف في جهاز المناعة وزيادة فرصة التعرض للعديد من الأمراض التي تهدد الحياة، وخاصةً الأمراض النفسية الجسدية، وهي الأمراض التي تصيب الجسد وتكون ذات منشأ نفسي وكما تسبب الطاقات السلبية أضرارًا صحية إذا لم يتم تفريغها بشكل صحيح، بما في ذلك الصداع والشعور بالضيق والخمول، والتوترات العصبية والخوف ومشاكل أخرى، نتيجة الشعور بأن الطاقة السلبية ما زالت مكبوتة في الجسم.

مفهوم الطاقة السلبية في علم النفس

دائما ما يتعرض الأشخاص ذوو الشخصية الحساسة جدا للطاقة السلبية التي تجعلهم قلقين ومتوترين وخائفين، ولكن هل فكرت يوما أنه يمكنك التخلص بسهولة من هذه الطاقة واكتساب طاقة إيجابية بدلا من ذلك؟ ببساطة، يمكنك التخلص من هذه الطاقة بسبب تفكيرك ومعتقداتك، حيث تتمحور الطاقة السلبية حول معتقدات خاطئة بنيت عليها، مع بعض الأنماط الخاطئة في التفكير التي تؤدي إلى تغيير حياتك من السعادة إلى الشقاء.

ويمكن تعريف أنماط التفكير الخاطئة على أنها تشوهات إدراكية تصاحب المزاج السلبي غير الواقعي، ويساعد المعالج المريض على تحديد وتصحيح هذه الأخطاء، والتي بالكاد تنجو منها كاستبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، زحاول دائمًا أن تعتاد على النظر إلى النصف الكامل من الكأس ولا تنظر فقط إلى ما تخسره في حياتك، ولكن أيضًا ركز انتباهك على الأحداث الجيدة التي تحدث لك والبركات التي أعطاك إياها الخالق، والتي قد تكون صعبةً في البداية، ولكنها ستساعدك بعد ذلك على التخلص من الطاقة السلبية.

تساعد الفكرة والتأمل في التغلب على الروتين اليومي، لذلك ينبغي السعي دائما للخروج عن المألوف وتجاوز ذاتك وعقلك، ولا ينبغي أن تكون واقعيا جدا، بل يجب الطيران بخيالك بعيدا عن الواقع قليلا وأن تكون قويا وقادرا على التحكم في ظروف حياتك. ويعتبر التأمل حالة تهدئة للعقل تعمل على إراحته، وتزويد الجسم بالراحة اللازمة، ويمارسه البعض لأغراض دينية أو روحية، والهدف منه هو تحقيق السلام الداخلي والوعي والنمو الروحي، وذلك من خلال التركيز على عملية التنفس والطريقة التي يستجيب بها الجسم لها، والبيئة المحيطة، وهو من أفضل التمارين لطرد الطاقة السلبية

كيفية التمتع بالطاقة الإيجابية

إن الطاقة الإيجابية هي تتويج للتفاؤل والأمل وحب الحياة والتقدم والنجاح، وهي عبارة عن قوة داخلية ترشدنا إلى اختيار الطريق الصحيح، والقيام بالأشياء الجيدة والتعامل مع التفاؤل والانفتاح على الحياة، فهي تُشكل التكافؤ والاعتدال في النفسِ البشرية، وهي بمثابة القوة المغناطيسية التي تجذب الأشياء الجيدة نحونا وكذلك الأفراد، كما أن الطاقة الإيجابية تعزز الطاقة الإيجابية لدى ديننا وهو الذي نستمع إلى تعاليمه وقوانينه ونتقرب منها من أجل منع الأفكار المدمرة والسلبية، وتحصين النفس ضد أي طاقة سلبية قد تدمرها المشاكل اليومية والظروف المعيشية القاسية والتجارب المريرة، كما أن الطاقة الإيجابية تفيد صاحبها بطرق عديدة، في المجال النفسي تاركة الراحة والهدوء التي تحتاجها الروح من أجل الاستمرار في العطاء في شتى نواحي الحياة، فإنه يعطي القدرة على تحمل الصعوبات والتغلب على الشدائد بغض النظر عن مدى شدتها، لذلك دعونا لا ننسى الجانب الأسري والاجتماعي من هذا الأمر فهذا الجانب يحتاج إلى طاقة إيجابية للتفاعل والتعامل مع من حولنا من الأسرة والأقارب والأطفال بانفتاحٍ وهدوءٍ وراحة.

علينا أن نعلم أن الطاقة السلبية  لا تفيد المرء في شيئ، بل على العكس فهي تدمر جميع الهياكل من تصميم وإرادة، وهي معاكسة تمامًا للطاقة الإيجابية، لذلك بدلًا من جذب الأشياء الجيدة والأشخاص المناسبين نحونا يحدث أنهم يسحبون الأفكار السلبية والأشياء عديمة الفائدة وحتى المدمرة تجاهنا، وكذلك الأفراد السلبيين الذين يحملون أفكارًا ومواقف سلبية عديمة الفائدة، وإن من أخطر الأشياء التي تفعلها الطاقة السلبية للمرء هي خداعه بمستقبل غير واقعي وأحلام يستحيل تحقيقها، سعيًا وراء خيال لا يمكن إلا أن يخيب ظنه، وهنا تأتي الصدمة الكبرى، فالطاقة السلبية هي عكس الطاقة الإيجابية تمامًا فهي حيث المخاوف والقلق المستمر، وتنشأ منها الشكوك والعجز والإحباط، بحيث يظل المرء متأرجحًا بين حلم وحياة أكثر أهمية وواقع لا يتحرك فيه، ليصبح عبئ على نفسه وعلى الحياة وكل من حوله، وقد تأتي الطاقة السلبية من أنفسنا أو من أُناسٍ حولنا يُرسلون لنا إشارات سلبية ومحبطة، كما تنعكس طاقتنا السلبية على الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى