هل الجن يعيشون حولنا ويتناسلون ؟.. وكيف يتوالدون
من هم الجن
قد يشعر الإنسان أحيانا بالخوف عندما يذكر الجن ويتساءل هل يعيشون حولنا أم لا، حيث يعتبر الجن من خلق الله سبحانه وتعالى، وقد خلقهم الله من النار قبل خلق آدم، وذكر الله تعالى في القرآن “ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السمو.
خلق الله سبحانه وتعالى الجن والإنس لعبادته والتقرب إليه، فمن أطاعه من الجن فله جزاء الجنة، ومن عصاه فمصيره النار، ولم يخلق الله الجن والإنس إلا ليعبدوه، وليس غرض الخالق منهم الرزق والإطعام، فإن الله هو المعطي الرزاق المتين.” (الذاريات/56-58).
الغريب في الأمر أن جميع أنواع الجن مسؤولة أمام ربها كالإنسان، فمنهم الكافر والمطيع والعاصي، ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى عنهم في قوله “وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً” في سورة الجن الآية 11.
ويكافئ الجن في الحياة الأخرى بنفس الطريقة التي يكافئ بها البشر، كما ورد في قول الله تعالى عنهم: (ومنا المسلمون ومنا القاسطون، فمن أسلم فأولئك تهتدوا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) [الجن/14-15]
نظرًا لأن الناس سيقفون أمام الله تعالى في يوم القيامة للحساب ، فلن يتأخروا ولن يفلت أحد منهم. كما قال الله في سورة الرحمن: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان).
وسوف لا يستطيعوا الهرب أو الفرار من الحساب أو أي شيء آخر، وقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم: `يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران` (سورة الرحمن: 35).
هل يعيش الجن من حولنا
بالطبع يعيش الجن معنا في هذه الأرض وحولنا، ولكن من رحمة الله علينا أنه جعلهم يعيشون بدون أن نراهم أو ندرك وجودهم، وذلك لحكمة لم نفهمها بعد، وقد ورد في القرآن الكريم عن إبليس وجنده: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ)، سورة الأعراف الآية 27 .
هل فكرت يومًا في ما إذا كان الجن يعيشون حولك في منزلك؟ فالجن هم من خلق الله، وهم كالبشر في أنهم عباد يتقيدون بالأوامر والنواهي، ويتضمنون الأئمة والفاسقين والمؤمنين.
ومن كان يعمل منهم طيباً فله الجنة ومن كان يعمل شراً فله جزاءه من النار، حيث قال الله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ) الذريات/56}، وقد قال الله تعالى ايضاً عن الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً ) الجـن/11
هل للجن أديان
قال الله تعالى : (وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) من سورة الجن، الآية 14 و15.
وبالتالي، لدى كل جني دينه الخاص به، فهناك منهم المسلم والكافر والشيطان والجن، وهناك المتمردون بينهم من هو صالح ومن هو شرير. كما أن شياطين الإنس هم متمردو الإنس وأشرارهم.
إن الجن والإنس، وبما في ذلك الشياطين، هم أعداء بعضهم البعض. يتمرد الشرير والفجار منهم، الكفار والفاسقون. ومن بينهم المسلمون الصالحون كما هم في البشر. إنهم الصالحون الطيبون. فقد قال تعالى: `وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه. فذرهم وما يفترون.` [الأنعام: 112].
يُعَدُّ تكليفهم بالأوامر والنواهي مماثلًا لتكليفنا، ووفقًا لاتفاق العلماء، فإن التكاليف التي أمروا بها مماثلة لتلك التي أمر بها البشر بشكل عام، ولكن بعض العلماء يرون أن تكاليفهم يجب أن تتناسب مع قدراتهم وقدراتنا.
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
يمتلك المأمورون الشرعيون المعرفة بالأصول والفروع التي يتبعونها، وهم ليسوا مثل البشر في الحد والحقيقة، لأن ما يأمرون به وينهون عنه لا يتساوى بما على البشر في الحد، ولكنهم يشاركون البشر في نوعية التكليف، بالأمر والنهي والتحليل والتحريم، ولم يكن هناك نزاع في هذا الأمر بين المسلمين .
أين يسكن الجن
أما إذا سلطنا الضوء على مساكنهم، فستجدهم يكثرون في التجمعات في أماكن الخراب، ومواضع النجاسات مثل الحمامات والمزابل، وفي ذكر ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم {إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلاءَ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ}
عالم الجن في عالم الغيب، ونحن لا نعلم عنه إلا ما علمناه الله ورسوله. وما عدا ذلك يبقى مجهولا بالنسبة لنا. فقد قال الله تعالى: `ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد، كل أولئك كان عنه مسؤولا` الإسراء/36 .
هل للجن ذرية
وأما بالنسبة لما يتعلق بحياتهم وتناسلهم، فهم كبقية المخلوقات لهم حياتهم الخاصة بهم، فهم يتزوجون ويتناسلون، و في ذلك قد قال الله تعالى ايضاً عن إبليس : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) الكهف/50، وذلك ما ثبت في القرآن ما يدل على أن لإبليس ذرية .
كيف يتوالد الجن
هل يمكن أن يحدث تزاوج الجن؟ وإذا كان ذلك ممكنا، كيف يحدث ذلك؟ هل لديهم شريك حياة أو يتكاثرون بالبيض أو بطرق أخرى؟ قد استشهد القائل بأن الجن يبيضون بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تكونوا أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منه، فإن فيه بايع الشيطان وشريكه”. وقد نقل هذا الحديث البرقاني في صحيحه، وأيضا النووي في كتابه “رياض الصالحين.
وأما إذا كان هذا الحديث الشريف يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه فقد اجتمع العلماء وأهل الذكر، لتفسير ما جاء في الحظيث الشريف فإنه عبارة “باض الشيطان وفرخ ” فهي ليست نصا قاطعا فى أن الذرية قد نتجت عن وضع الشيطان للبيض ثم التفريخ كما يحدث للطيور، فقد يكون المراد منه ذرية إبليس بكثر وجودها فى الأسواق من أجل الإفساد بين الناس.
توالد الجن في رأي القرطبي
وينقل لنا القرطبي صورة متكاملة عن توالد الجن، وهي أن إبليس قد أدخل فرجه في نفسه، بمعنى أن الله قد خلق له في فخذه اليمنى ذكراً وفي فخذه اليسرى فرجا، قد نكح نفسه، فيخرج له في كل يوم عشر بيضات، ومن ثم يخرج من كل بيضة سبعون شيطانا وشيطانة، وذلك بعض ما فى الكتب وغيره كثير مما أربأ بالمسلمين اليوم أن يعنوا به.