هل التمريخ يعدل الرحم المقلوب

ظاهرة الرحم المقلوب أو ميلان الرحم تعتبر من الظواهر النادرة وتؤثر على نسبة 20-25% من النساء. الرحم هو العضو الأنثوي المسؤول عن الإنجاب لدى الإناث، وهو عبارة عن كيس عضلي قابل للتمدد والتكيف، يتواجد في الجهاز التناسلي ويمنح الدعم المعنوي اللازم للجنين لغاية التكون والنمو وحتى خروجه للحياة. يتخذ الرحم شكل الكمثرى المقلوبة، وطوله 7.5 سم وعرضه 5 سم، ويطلق على الجزء العلوي العريض من الرحم اسم الجسم أو الجزء الضيق، والجزء السفلي يسمى عنق الرحم الذي يؤدي إلى المهبل. يكون تجويف الرحم صغيرا وضيقا قبل الحمل، وتكون الجدران العضلية مزودة بطبقة خارجية من النسيج، ويوجد طبقة سميكة متوسطة تسمى عضل الرحم، والبطانة الداخلية تسمى بطانة الرحم. تزداد سماكة الرحم بفعل تأثير الهرمونات استعدادا لزرع البويضة الملقحة في حالة الحمل، وتتخلص منها عن طريق الدورة الشهرية للطمث في حالة عدم حدوث الحمل. لذلك، الرحم من الناحية التشريحية الطبيعية عبارة عن عضلة مجوفة تقع بين المثانة والمستقيم، ويتجه العنق إلى الأسفل في الوضع الطبيعي، ويتوسط الرحم تجويف الحوض ويبقي في زاوية قائمة مع المهبل .

في حالة الرحم المقلوب، يحدث وضع غير طبيعي في الجهاز التناسلي للمرأة، حيث يتغير اتجاه الرحم بحيث يكون العنق في الأعلى والجسم في الأسفل ويميل للخلف بدلا من الأمام. هذا يسبب صعوبة في دخول الحيوانات المنوية في وضع الاستلقاء على الظهر، كما يؤدي إلى ظهور آلام في الظهر بسبب الشد على الأربطة التي تثبت الرحم في مكانه وظهور ألم في منطقة الرحم خلال العلاقة الزوجية أو في فترة الحيض. قد يتسبب أيضا في حدوث احتباس البول بسبب الضغط على المثانة والإمساك. الرحم المقلوب لا يمنع حدوث الحمل، ولكنه يؤخره نظرا لصعوبة وصول الحيوان المنوي إلى تجويف الرحم بشكل كاف وعدم القدرة على الحركة والالتصاق بجدار الرحم  .

أسباب الرحم المقلوب :
1- التهابات الحوض المزمنة بسبب التصاقات بالحوض والتهاب قناة فالوب التي تتسبب في حدوث التصاقات داخلية بين الأعضاء التناسلية الداخلية وجدار البطن والأمعاء بالتالي تسبب الالتصاقات الرحم المائل وعند حدوث الحمل يحدث الإجهاض.

يمكن أن يسبب الإجهاض المتكرر ظاهرة الرحم المائل .

لذلك، إما أن يكون الميل قابلا للتغيير أو ثابتا، ويمكن إصلاح الميل المتحرك أثناء الفحص المهبلي الثابت بسبب التصاقات تمنع حركة الرحم

طرق علاج الرحم المقلوب : يتم استخدام التمارين الرياضية التي تعمل على تهيئة وضع الرحم وإعادته إلى وضعه الطبيعي عن طريق الاستمرار في أداء هذه التمارين لفترة طويلة. تستخدم هذه التمارين لتقوية العضلات والأربطة المحيطة بالرحم والحفاظ على وضعه الصحيح والمساعدة في تثبيته بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإنها غير مناسبة في حالات الورم الليفي والتهابات الحوض. في حالة وجود انقلاب للرحم إلى الخلف نتيجة للالتصاقات وثباته في مكانه، يلجأ الطبيب إلى الجراحة لفتح الالتصاقات واستكشاف أسبابها، سواء كانت ورما ليفيا أو ورما في المبيض، أو يمكن تعديل وضع الرحم جراحيا باستخدام المنظار البطني .

ينصح الأطباء النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة بالاستلقاء على بطونهن لمنع انقلاب الرحم أو إعادة الرحم إلى موضعه باليد عن طريق المهبل والضغط على البطن بطريقة معينة بواسطة الطبيب المختص، وبذلك يتبين أهمية الرعاية الجيدة للحمل .

التمريخ هو نوع من العلاج الطبيعي، حيث يقوم المعالج بتدليك مناطق معينة للتخفيف من الآلام وحل المشاكل الصحية. يستخدم التمريخ لعلاج مشاكل تأخر الإنجاب والآلام المصاحبة للحمل والولادة وظاهرة الرحم المقلوب. يعرف أيضا بأسماء أخرى مثل التمريج والفحس والتمسيد والتدليك والترفيع. وقد عرف منذ القدم عند الفراعنة، حيث تم العثور على وصفات وتقنيات التمريخ في الكتابات والنقوش على جدران المعابد والقبور الفرعونية، ويعتبر ممارسته فوائد مهمة

يساعد على التخلص من التوتر والقلق المصاحب للحمل، بالإضافة إلى تحسين مرونة الجلد والوقاية من التشققات الجلدية المرتبطة بالحمل.

تمارس التمارين بطريقة معينة لتساعد على إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتقوية الأربطة والعضلات المحيطة به، خاصةً في حالة انقلاب الرحم بعد الولادة، فهذه التمارين ضرورية لمقاومة ضعف العضلات وارتخائها وتقوية الأربطة المثبتة للرحم .

3- يعمل على التخفيف من آلام دورة الطمث ويساعد في وقف النزيف الرحمي والألم الجانبي والألم الخلفي، ويساعد في تنشيط المبايض التي تعاني من الضعف والخمول والتخلص من الإفرازات والتهابات المهبلية، ويساعد في استرخاء عنق الرحم والمهبل ويعالج حالات التشنج المهبلي ومشاكل قناة فالوب .

من الضروري أن يقوم طبيب العلاج الطبيعي أو الخبير المتخصص بإجراء هذه التمارين  ..