هرمونات التوتر وتأثيرها على مستوى السكر في الدم
يفسر انجذاب البعض لإدمان المنشطات من الناحية الكيمائية ،وهو يعزى لسببان أولهما أنها ترفع مستويات سكر الدم المنخفض مما يحسن بشكل مؤقت مستويات الطاقة بالجسم ، أما السبب الثاني أن الهرمونات تعمل على حث افراز الهرمونات الكظرية ، التي تعطي الدفعة للاستمرار خلال اليوم ، وبغض النظر عن تلك الأسباب فإن الدور الأساسي الذي تلعبه في تخفيف حدة التوتر، مما يجعل هناك علاقة واضحة بين حفظ توازن هرمونات التوتر ومستوى السكر في الدم .
التناغم الهرموني :
تعرف الهرمونات بأنها مواد كيمائية خاصة تفرز من خلايا خاصة تعرف بالغدد الصماء مثل الغدة الدرقية ، والغدة الكظرية ، وتصب في الدم مباشرة لتقوم بدورها وتأثيرها على الأعضاء وخلايا الجسم ، ومن المعروف أن الإنسولين يقوم بنقل السكر من الدم إلى الخلايا ، الجلوكاجون يرفع مستوى سكر الدم المنخفض من احتياطات السكر المخزن على هيئة جليكوجين ودهون ، أما الإدرينالين يقوم بزيادة السكر في الدم من خلال هدم الجليكوجين ، الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية يعمل على حث الكبد لتصنيع الجلوكوز من البروتينات .
تختلف طريقة تركيب الهرمونات، إذ تتألف الإنسولين والجلوكاجون والأدرينالين من سلاسل بروتينية مكونة من أحماض أمينية يمكن الحصول عليها من المصادر الغذائية البروتينية، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية مثل فيتامين ب6 والزنك اللازمين لتصنيع الإنسولين، وفيتامين ب12 وفيتامين سي اللازمين لتصنيع الأدرينالين .
الكورتيزول و DHEA هما هرمونات استرويدية يعتمد تركيبهما على الدهون ويتم إنتاجهما من الكوليسترول. يؤثر كل منهما على الآخر بالإضافة إلى تشابههما الكيميائي، وهناك أيضا هرمونات جنسية مثل الاستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون التي يتم إنتاجها أيضا من الكوليسترول، وهذا يفسر التوتر المرتبط بالنساء والرجال .
تعتبر الديهيدروإيندروستيرون DHEA أحد الهرمونات الكظرية الأخرى التي تساعد على الاحتفاظ بالطاقة ومقاومة التوتر، وتكون هذه الهرمونات في حالة توازن عندما يكون للفرد طاقة عالية وذهن حاد، ويتم ارتباط كل منهما بالآخر .
التاثير الهرموني على مستويات السكر في الدم :
يؤثر السكر على مستويات الهرمونات في الجسم، والعكس صحيح. يمكن شرح ذلك من خلال تأثير الكربوهيدرات في رفع مستوى السكر في الدم، مما يدفع الجسم لإفراز هرمون الإنسولين الذي يسهل امتصاص الجلوكوز الزائد في الدم ونقله إلى الخلايا لاستخدامه في إنتاج الطاقة أو تخزينه حتى الحاجة إليه. وعند نقص السكر في الدم، يفرز هرمون الجلوكاجون لتوفير كمية أكبر من الجلوكوز عن طريق هضم الاحتياطي المخزن من الجليكوجين القصير الأجل في العضلات والكبد .
في حالة نقص السكر بشكل كبير في الدم، تحفز الغدد الكظرية إطلاق الهرمونات التي تحافظ على حياة الإنسان عن طريق إفراز الأدرينالين أولاً، ويستمر تأثيره لساعة واحدة تقريبًا، ثم تبدأ الهرمونات الكورتيزول و DHEA في العمل .
من هنا نستطيع أن نعدد التأثيرات الكثيرة لتلك الهرمونات ، والمجهزة للإطمئنان على وجود الطاقة باستمرار في الجسم ، وعند انخفاض مستوى السكر في الدم بنسبة كبيرة يأتي دور الهرمونات الكظرية لإستعادة مستويات السكر لنسبته الطبيعية ، كما يعمل على تحفيز افراز الإدرينالين عند انخفاض السكر والذي يفيد فيه شرب القهوة .
– على الرغم من أن التوتر يستنزف كمية كبيرة من الطاقة، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي على المدى البعيد وتباطؤ عمليات الترميم والأيض في الجسم، فإن الأشخاص الذين يعيشون حياة مليئة بالتوتر المستمر أو الذين يتبعون نمط حياة مجهد يعانون من أعراض الشيخوخة المبكرة، زيادة الوزن، وزيادة فرص الإصابة بترقق العظام (الهشاشة). ومع استمرارية التوتر، يفقد الجسم قدرته على التكيف ويصاب بالتعب، وفي هذا الوقت لا يتمكن من التعامل مع التوتر .
التوتر والغدة الدرقية :
توجد الغدة الدرقية في قاعدة الحلق ، وتقوم بافراز هرمون الثيروكسين الذي يؤثر على جميع خلايا الجسم ، ويحثها على زيادة سرعة التمثيل الغذائي وتوليد الطاقة ، وفي حال التوتر الدائم الذي يؤدي لارتفاع الكورتيزول ، ويخفض الثيروكسين في الدم ، مما يعمل على ابقاء الطاقة وابطاء عمليات الإيض في الحالات الطارئة مما يؤدي لانخفاض الثيروكسين وانخفاض درجة حرارة الجسم .
نظرا للدور الهام الذي تلعبه الغدة الدرقية، تقوم الاختبارات الوظيفية لها بقياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية TSH والثيروكسين، حيث يتم تراكم TSH في الغدة النخامية بالمخ ويحث الغدة الدرقية على إفراز الثيروكسين بشكل كبير. وعند زيادة مستوى الكورتيزول بسبب زيادة التوتر، ينخفض مستوى TSH ويقل تحفز الغدة الدرقية ويمنع إفراز الكورتيزول. لذا، انخفاض مستوى TSH يشير إلى وجود توتر مستمر .
نصائح لإعادة توازن التوتر :
– تجنب المنهبات والسكريات والأغذية المكررة .
– تناول المكملات الغذائية المنتجة للطاقة .
– ممارسة الرياضة للتخلص من التوتر .
– النوم الكافي .
– تناول الأعشاب الطبيعية المهدئة مثل الجنسنج ، عرق السوس ، الجوارانا ، والإفيدرا .
– تغيير نمط الحياة المليء بالتوتر .