نظريات علم الاجتماع : تصنيفاتها اتجاهاتها وبعض نماذجها التطبيقية
ما هي نظرية علم الاجتماع
نظرية علم الاجتماع هي نظرية علمية تتميز بمضمونها وشكلها، وتحتوي على أركان محددة تلعب دورا في أداء أدوارها بالنسبة لعلم الاجتماع وما يمكن تحقيقه من خلال البحوث العلمية. وتعبر النظرية عن علم الاجتماع وموضوعه وتميزها بطابعها الذي يميزها عن غيرها من العلوم الإنسانية، ويكمن هدفها في توضيح كيفية تناول علم الاجتماع لموضوعه بالإضافة إلى الوظائف الأساسية العلمية والمجتمعية التي تجعل لوجوده معنى.
وإن نظرية علم الاجتماع هي إطار العلم الفكري وبؤرة تصوراته وموضوعه، حيث أن صوغها العلمي بالإضافة إلى صوغها السوسيولوجي هما الميزتان اللتان يكسبان العلم الطابع النوعي والملامح التي تميزه عن العلوم الأخرى، ويجدر التنويه هنا أن العلاقة بين أي علم كان ونظريته لا تعتبر علاقة أحادية الجانب بل هي علاقة جدلية.
تصنيف نظريات علم الاجتماع
إن تصنيف نظريات علم الاجتماع هي من أكثر القضايا أهمية التي توضح الاتجاهات والمسارات التي يتقلدها هذا العلم وبالتدقيق في حال مسألة التصنيف التي تكون في نظرية علم الاجتماع نستطيع أن نميز بين مسلكين اثنين ويكونان عامين ولكنهما يتشعبان إلى مسالك أخرى فرعية ويتجلى التصنيف في المسالك العامة في:
- المسلك الأول هو التصنيف والتنميط بشكل مباشر دون استخدام المعايير والشروط والأسس المنهجية المطلوبة، حيث يترك القارئ في حالة استنتاج ذاتي لهذه الأمور داخل التصنيف.
- المسلك الثاني يتضمن شرح فلسفة التصنيف ومعاييره، ثم يتم اختبار هذه المعايير من خلال تصنيفات فعلية للاتجاهات.
يجب أن تتضمن المعايير الأساسية الثلاث لأي تصنيف دقيق أو قريب من الدقة، وهي المتطلبات الأساسية التالية:
- يجب أن يكون هناك اتساق داخلي في التصنيف.
- يجب أن يتمكن من التمييز بين الاتجاهات الأساسية ، خاصة عند وجود فروق جوهرية.
- يجب أن يتميز التصنيف بالشمولية ليكون قادرا على تصنيف الاتجاهات الرأسية.
نظريات علم الاجتماع
قدّم ماكس فيبر نظرياته في علم الاجتماع وشرحها في كتابه نظرية التنظيم الاجتماعي والاقتصادي، حيث يعتمد على تفسير السلوك الاجتماعي، وتوضيح أهم نظريات علم الاجتماع المعروفة
- تناقش النظرية الهيكلية أو النظرية الوظيفية النظام الاجتماعي وعلاقاته التي تؤثر على حياة الأفراد وتشكل شخصياتهم، وتدرس القوانين الهيكلية التي تحكم تشكيل المجتمع والواقع الاجتماعي الذي يمنع تشكل الحرية الفردية.
- نظرية الصراع هي فكرة ترجع إلى كارل ماركس، وتقوم على فكرة وجود عدة طبقات في المجتمع، ومنها الطبقة البرجوازية التي تسيطر على المجتمع، والطبقة البرولوتارية التي هي الطبقة الضعيفة، والأفراد في هذه الطبقة يسعون جاهدين لكسب لقمة عيشهم، وتعتقد هذه النظرية أن الصراع بين الطبقات هو أمر إيجابي، حيث يمكن للمجتمع فقط أن يؤدي وظائفه من خلال هذا الصراع والسعي وراء المصالح الخاصة.
- نظرية الدور تعتبر أن سلوك الفرد ينبع من الأدوار التي يلعبها، وهذه الأدوار هي التي تمنحه قيمة ومكانة اجتماعية، وخاصة الدور الذي يقوم به في مجتمعه. أما حقوقه، فيتم تحديدها من خلال المهام والواجبات التي يقوم بها. ويعتبر دور الفرد وسيطا بينه وبين مجتمعه، بالإضافة إلى إمكانية أداء عدة أدوار في المنظمات والمؤسسات، فضلا عن أي مكان عمل. وتختلف هذه الأدوار بناء على طبيعتها، فقد تكون قاعدية أو قيادية أو وسطية.
- نظرية التبادل الاجتماعي هي جزء من النظرية الرمزية التفاعلية، حيث تدرس طبيعة التفاعل المتبادل بين الأفراد والجماعات، بالإضافة إلى التفاعل بين المؤسسات والمجتمعات. تشير هذه النظرية إلى أن الحياة الاجتماعية هي حياة تفاعلية، ويحدث التبادل بين الأطراف ويتم فيه الأخذ والعطاء. يؤدي هذا التفاعل إلى استمرار العلاقة واستدامتها. لذلك، تستخدم هذه النظرية في تفسير جميع الظواهر الاجتماعية، ومن خلالها يمكننا تفسير الجوانب الديناميكية والتحولية للظواهر. تعتمد النظرية على المكاسب والفوائد، بالإضافة إلى تحقيق كمية كبيرة من الربح المادي.
- النظرية الوضعية السوسيولوجية، والتي تعتبر علما طبيعيا، تشمل النظريات التي تتأثر بالعلوم الطبيعية، وتتأثر بأطرها المرجعية، وذلك عن طريق إدخال أبعاد غير سوسيولوجية التي ساهمت في تفسير الواقع الاجتماعي.
- النظريات التفسيرية هي نظريات تعتبر علما اجتماعيا يختلف تماما عن العلم الطبيعي.
اتجاهات نظرية في علم الاجتماع
يمتلك كل تصنيف اتجاهاته الخاصة، ونجد أن مخرج التصنيف المباشر يختلط بين مضمون الاتجاه المعني وبين توجهه العام ومنهجه، وهناك اتجاهات أخرى لا يمكن وضعها داخل التصنيف مثل الاتجاهات النقدية والاتجاهات المادية والانتثارية، وتكون الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع كالتالي:
- قام تصنيف أرفنج هوروفتز بالتمييز بين اتجاه الاتفاق والاشتراك مقابل اتجاه الصراع.
- قدم بيير فان دن برج تصنيفه ونظريته باتجاهين رئيسيين، وهما الاتجاه الجدلي والاتجاه الوظيفي .
- وضع هورتون اتجاه النظام أو اتجاه التكامل أمام اتجاه الصراع.
إن هذه الاتجاهات، وبغض النظر عن تسميتها، تندرج تحت علم الاجتماع وتتجه نحو اتجاهين نظريين مهمين، وهما الاتجاه المادي التاريخي والاتجاه البنائي الوظيفي.
نماذج تطبيقية لنظريات علم الاجتماع
في علم الاجتماع، تقدم بعض النظريات وجهات نظر شاملة تساعدنا في فهم العديد من جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة. تعرف هذه النماذج بالإطارات الفلسفية، وتستخدم كنظرية داخل تخصص محدد لوضع النظريات والتعميمات والتجارب التي تدعمها. من النماذج التي تأثرت في التفكير الاجتماعي نماذج الوظيفة البنيوية ونظرية الصراع والتفاعل الرمزي. وهناك نماذج تطبيقية أخرى لنظريات علم الاجتماع وتتضمن ما يلي
- قام دور كهايم بتطبيق نظرية سبنس لشرح كيفية تغير المجتمعات والبقاء على قيد الحياة مع مرور الوقت، حيث يرى أن المجتمع هو نظام مركب من أجزائه المترابطة التي تعمل معا للحفاظ على الاستقرار.
- تم تطبيق النظرية السوسيولوجية على النظريات الوضعية الجديدة والنظريات السلوكية والنظرية النفسية الحيوية التي خلفت مفهوم الثقافة.
- من بين النماذج التطبيقية للنظرية التفسيرية كانت نظرية الفهم الثقافي وتفسير الواقع الاجتماعي.