نتائج سقوط الدولة الاموية
كأي دولة عظمى تصل إلى قمة مجدها، ثم تنهار بعد تولي الإدارات السيئة، انهارت الدولة الأموية بعد 91 عاما من الحكم والمجد والفتوحات، وسقط معها آخر الخلفاء الأمويين، وترتب على ذلك عدة نتائج، وهو ما سنوضحه في السطور التالية.
عوامل سقوط الدولة الأموية
هناك العديد من العوامل التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية، بمن فيها:
الصراعات بين أفراد الأسرة الأموية
نشأت الدولة الأموية نتيجة الصراع الشديد بين الحسن بن علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وقد أدى هذا الصراع إلى تنازل الحسن عن الحكم لصالح معاوية في العام 41 هجريا. وبعد ذلك، قرر معاوية أن يعلن ابنه يزيد خليفته اللاحق بعده، ولكن يزيد توفي في وقت مبكر. وبعدها، تولى الحكم معاوية بن يزيد، وحدثت الخلافات بينه وبين مروان بن الحكم، الذي كان من أبرز الشخصيات في الأسرة الأموية.
لديه مهارات قيادية وإدارية تمكنه من الحصول على الخلافة، لذلك قاوم تولي معاوية الخلافة بعد وفاته، وعندما تولى مروان الحكم، أراد أمراء الدولة الأموية تحديد من يتولى السلطة، لكن مروان بن الحكم رفض ذلك وقرر أن يعطي السلطة لأولاده، وبهذا بدأت أول صراعات الأسرة الأموية.
تولية العهد لاثنين
بعد قرار مروان بن الحكم بتوفير الحكم لابنيه بالترتيب، أصبح عبد الملك يفكر في عزل أخيه عبد العزيز وتعيين ابنيه مكانه. ومع ذلك، توفي عبد العزيز قبل أن يتمكن عبد الملك من عزله. عندما تولى الوليد بن عبد الملك الحكم، قام بعزل أخيه سليمان من موقع ولي العهد ومنحه لابنه عبد العزيز. هذا الأمر سبب تفاقم العداوة والكراهية بين الأخوين وانتشارها حتى بين القادة والعاملين.
العصبية القبلية
من ملامح الدولة الأموية كانت العصبية القبلية للعائلة الواحدة، وزاد ذلك من الانقسام والخلاف بين أمراء الدولة الأموية، خاصة بعد حكم مروان بن الحكم.
اتباع الخلفاء الأمويين لأهوائهم
قام بعض الخلفاء الأمويين باتباعهم أهوائهم في القرارات المتعلقة في أمر القادة العاملون بأمور الدولة ، حيث أخذ سليمان بن عبد الملك ولاية العهد بعد أن أخرجه الوليد منها ، مما جعل سليمان يقوم بإذلال العديد ممّن تنتفع الدولة بهم بسبب تأييدهم للوليد وعدم ميلهم إليه ، حيث أهلك علي بن القاسم وقتيبة بن مسلم وهما من القادة العظماء.
الآثار الإيجابية التي تركتها الدولة الأموية
استمر حكم الدولة الأموية لمدة تقرب من قرن، وتُعدُّ أقوى الخلافات الإسلامية عبر التاريخ، حيث تركت العديد من الآثار الإيجابية ومنها:
– زيادة مساحة الدولة الإسلامية، حيث امتدت من وسط آسيا في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب.
تم اكتساب صبغة عربية للبلدان المفتوحة، وذلك بسبب زيادة الهجرة من شبه الجزيرة العربية إلى تلك البلدان، مما أدى إلى انتشار اللغة العربية فيها وتعريب الدواوين أي تحويل الصحف والدفاتر والسجلات من لغة البلد الأصلية إلى اللغة العربية، وكذلك النقود التي صُكت باللغة العربية.
تم بناء القصور والتماثيل والصور، وكانت غالبيتها على حافة البادية؛ بسبب انجذاب الناس لها بسبب هدوئها وراحتها. كما تم إقامة العديد من المنشآت الدينية والحربية والمدنية، والتي توازي في روعتها المنشآت البيزنطية.
نتائج سقوط الدولة الأموية
تسببت سقوط الدولة الأموية في ظهور الدولة العباسية، والتي تأسست بقيادة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب، وتعاون العباسيون مع الفرس لإبعاد الأمويين عن الحكم. ونتيجة للثورات ضد الأمويين، تم طردهم من البلاد وقتل أغلبهم، ولكن بعضهم استقروا في الأندلس، مثل مروان بن الحكم.
بداية الدولة العباسية
تمثل الدولة العباسية الثالثة من أنواع الخلافة في الإسلام والثانية من السلالات الحاكمة، حيث تأسست عام 750 م. واختاروا الكوفة عاصمة لهم، ونقلوها إلى بغداد، ثم إلى سامراء، ثم إلى القاهرة. وقاموا بتطبيق نظام الخلافة الوراثية، وهم السبب في ازدهار مدينة بغداد لمدة ثلاثة قرون، ويعتبر العصر الذهبي للدولة العباسية في عهد هارون الرشيد، الذي عمل على تنشيط الحركة العلمية وتطوير الترجمة بمختلف اللغات، وتطور اللغة وازدهار الفلسفة الإسلامية.