مدينة سامراء الأثرية
تعتبر سامراء وأحده من أعرق المدن العراقية الواقعة في الجهة الشرقية من ضفاف نهر دجلة ، وهي تتبع محافظة صلاح الدين ، و تقع في الشمال من العاصمة بغداد ، وتبعد عنها حوالي 125 متر ، ويحدها من الشمال مدينة تكريت ومن الشرق مدينة بعقوبة ومن الغرب مدينة الرمادي ، وقد تم ضمها إلى قائمة التراث العالمي في عام 2007 ، ويمتد طول المدينة إلى حوالى 41 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب ، أما عرضها فيمتد بين أربعة إلى ثمانية كيلو مترات .
تاريخ المدينة : تم بناء هذه المدينة بأمر من الخليفة المعتصم العباسي في عام 221 هجريا، وقد قام الخليفة المعتصم بنقل عاصمة الدولة العباسية إليها بعد أن كانت بغداد تعتبر عاصمتها. وعند بناء هذه المدينة كان اسمها `سر من رأى` نظرا لجمالها، وبعد ذلك تم تغيير اسمها إلى سامراء. وظلت هذه المدينة عاصمة الدولة العباسية لمدة 85 عاما، حيث شهدت ازدهارا كبيرا وركز الاهتمام على أعمال البناء والتشييد فيها. وكانت هذه المدينة عظيمة، تحتضن أعظم آثار العباسيين، لكنها تعرضت لاعتداءات المغول والصفويين مما أدى إلى تدمير العديد من آثارها وتدهورها الكبير. وأصبحت المدينة إقليما عثمانيا خلال الحكم العثماني، حيث شهدت بعض الإصلاحات والتجديدات، وتم بناء أول جسر في المدينة في عام 1294م عبر نهر دجلة ليصل بين طرفي المدينة. تدهورت حالة المدينة كثيرا وتعرضت العديد من آثارها للتخريب عندما غزت الولايات المتحدة العراق، حيث دارت معركة شرسة بين أبناء المدينة والجيش العراقي ضد الجيش الأمريكي. بدءا من عام 2008، بدأت المدينة تشهد استقرارا وبدأت أعمال إعادة ترميم آثارها، وساهمت منظمة اليونسكو في إعادة إعمارها لتستعيد شهرتها كواحدة من أفضل وأجمل المدن السياحية .
المعالم الأثرية بالمدينة : جامع الملوية هو أحد المساجد الضخمة التي بنيتها الخليفة المتوكل على الله، ويعتبر من أبرز المعالم الحضارية في العمارة العباسية. يبلغ مساحته 27920 مترا مربعا وتم بناؤه من الجص. تتميز مآذنه بمئذنة الملوية المشهورة، والتي تعد فريدة من نوعها ولا توجد مثلها في العالم. تم تشييدها بشكل حلزوني من الجص، وتصل ارتفاعها إلى حوالي 52 مترا، وتقوم على قاعدة مربعة طول ضلعها 33 مترا. تحيط بها سلم ملتوى بعرض مترين يلتف حول المئذنة باتجاه عكس عقارب الساعة. وفي نهاية المئذنة، يوجد طبقة يستخدمها المؤذن لرفع الأذان .
ويوجد بالمدينة مجموعه من الأضرحة الهامة ومنها : ضريح الأمام علي الهادي ، والأمام الحسن العسكري ، وهذين الضريحين لهم مكانه هامة للغايه عند أصحاب المذهب الشيعي فهم يزوروها دائما ويتباركون بها ، وأيضا ضريح السيدة حكيمة أخت الامام الهادي ، والسيدة نرجس التي يعتبرها الشيعة ام المهدي المنتظر ، لذا فأن هذه المدينة ذو مكانة كبيرة عند أصحاب المذهب الشيعي .