نادر شاه مؤسس الدولة الأسيوية
نادر شاه أفشار هو واحد من أهم وأشهر ملوك الأتراك، وكان يعرف بلقب نادر قلي باشا، وهو المؤسس للدولة الآسيوية التي حكمت إيران لفترة طويلة، وكان زعيما سياسيا ماهرا .
نادر شاه
– ولد نادر شاه في الثاني و العشرين من أكتوبر في عام 1688 ، و قد كان آخر الرجال في الصفويين ، و حينما يتحدث عنه المؤرخون يصفونه بكونه نابليون بلاد فارس أو أنه الإسكندر الأكبر الثاني ، حيث أنه قد كان له فضل كبير في تحرير إيران من ذلك الإحتلال الأفغاني الذي عانت منه إيران لفترة طويلة .
– بعد أن تمكن من دخول إيران و طرد الأفغانيين منها ، نصب نفسه ملكا عليها ، و هو ينحدر أصلا من إحدى القبائل الأفشارية التي تعيش في منطقة التركمان ، و يعتبر نادر شاه من أهم الغزاة في منطقة إيران ، هذا فضلا عن أنه كان له عدد من التوسعات التي شملت مناطق في وسط اسيا و منها دلهي .
رغم أنه استمر كأحد أهم وأكبر الحكام في وقته لفترة طويلة، إلا أن دولته انتهت في فترة وجيزة، وقد انتصر في العديد من المعارك التي خاضها ضد الأفغان والعثمانيين والمغول والروس وغيرهم .
أهم علاقاته السياسية
علاقته مع العثمانيين
بمجرد أن بدأ هذا القائد في استرداد عدة أماكن من الأقاليم التي تمكنت مسبقا تركيا من الإستيلاء عليها ، و قد تمكن فعليا من هزيمة الأتراك في إحدى أهم المعارك الفاصلة في منطقة همدان ، بعدها أخضعت دولته كل من منطقة أذربيجان و كذلك منطقة العراق ، و بعد ذلك حاول التوسع في عدة أماكن أخرى تملكها الدولة العثمانية ، حتى وصل إلى منطقة جورجيا و أرمينيا ، و بعد ذلك وقعت عدد من المفاوضات و المعاهدات من أجل التوقف عن هذه التوسعات ، و انتهت أخيرا بتلك الحرب التي حاول أن يقوم بها عن طريق إقامة جيش ضخم ، و حاول أن يتجه به صوب تركيا و لكنهم قد قابلهم جيش ضخم في منطقة سمراء .
علاقته مع الروس
على صعيد آخر حينما استتبت العلاقات بين كل من تركيا و بين تلك الامبراطورية التي عرفت باسم الدولة الأفشارية ، حاولت روسيا الإغارة على عدد من الأقاليم التي تملكها بلاد الفرس ، و بمجرد أن انتهت الحرب بين كل من تركيا و الفرس قام نادر شاه بالتحالف مع الأتراك أمام الروس ، و كان رد الروس عليه في ذاك الوقت الموافقة على تسليم المدينتين ، و بعد أن تسلم المدينتين دخلهم دخول المنتصر ، في ذاك الوقت كان يدرك أن السبب في تلك المشاكل التي تجمعهم مع الدولة العثمانية تتمثل في الإختلاف في المذهب الديني ، حيث يعتنق العثمانيين السنة فيما يعتنق الفرس المذهب الشيعي ، و من هذا المنطلق قام بمنع المذهب الشيعي ، و كذلك قام بشنق أكبر المتمثلين لهذا المذهب في إيران ، و قد جعل ذلك العديد من الخلافات الداخلية مما أدى إلى حدوث حرب أهلية .
علاقته بالأفغان
من ناحية أخرى، قام بتجميع جيش مؤلف من 100 ألف مقاتل، وكان الهدف الرئيسي لهذا الجيش هو فتح أفغانستان والهند. وبالفعل، حاول فرض حصار على تلك المناطق، واستمر هذا الحصار لمدة عام كامل في منطقة قندهار تحديدا. يجدر بالذكر أنه بسبب سمعته الطيبة مع الجيش المضاد، انضم جزء كبير من هذا الجيش تحت قيادته. وبالفعل، تمكن من اجتياز العديد من المواقع والوصول إلى منطقة قريبة من دلهي، حيث التقى بجيش كبير من الهنود الذي نجح في هزيمة جيش نادر شاه. وبعد ذلك، قرر السماح لهم بالعودة إلى فارس بعد تسليم كافة الغنائم التي اجتمعوا عليها أولا .