موضوع تعبير عن الانانية
مقدمة تعبير عن الأنانية
الأنانية تعني الميل نحو إعطاء الأولوية لرغبات ومتطلبات الإنسان الشخصية على حساب احتياجات ومتطلبات الآخرين، ولقد ولد الجميع بدافع البقاء بصحة جيدة وعلى قيد الحياة. وعلى هذا الأساس، تعتبر درجة معينة من الأنانية أمرا طبيعيا، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح الأنانية سلوكا بغيضا يؤذي صاحبه قبل أن يؤذي من حوله. ويعد اختيار الأفراد لتلبية احتياجاتهم الغذائية قبل تقديم الطعام للآخرين من الأمثلة التي توضح مفهوم الأنانية، وقد يصبح الأنانية سمة إيجابية في الشخصية، وعندئذ يتعين على الشخص تقويمها وعلاجها.
أسباب الأنانية
على مدى سنوات عديدة، بحث العلماء والباحثون عن أسباب صفة الأنانية التي تتميز بها بعض الأشخاص، وتوصلوا إلى عدة أسباب، منها اعتقاد المرء أن ما لديه غير كاف وأنه يحتاج إلى المزيد دائما، وهذا هو أحد أهم أسباب الأنانية، والذي يترافق عادة مع البخل، ويوجد أيضا فقدان الشعور بالأمان الذي يجعل الأناني يرفض مشاركة ممتلكاته مع الآخرين لأنه لا يثق بأي شخص غير نفسه ولا يتوكل على أي شخص آخر.
لا شك أن خوف فقدان السيطرة هو سبب واحد للأنانية والطموح الزائد والرغبة في تحقيق النجاح غير المسبوق، مثلما يفعل الطالب الذي، على الرغم من تفوقه، يرفض مساعدة زملائه حتى يظل هو الأفضل والأكثر تفوقا بينهم. بالإضافة إلى النشأة والبيئة التي ينمو فيها الفرد منذ صغره، والتي تساهم كثيرا في تكوين شخصية أنانية، مثل الطفل المدلل الذي يرفض الرفض ويأخذ دائما دون إعطاء.
يتميز الشخص الغير عاطفي والذي لا يشعر بالآخرين ولا يهتم بمتطلباتهم بأنه جاف المشاعر، ولا يبدي اهتمامًا بالصعاب التي يواجهونها، وتعزى أسباب هذا الأسلوب الأناني إلى عدة عوامل، بما في ذلك تربيته وتجربته الشخصية وغيرها.
صفات الشخص الأناني
الشخص الأناني هو ذلك الشخص الذي لا يشغله سوى السعي وراء تحقيق مصالحه فقط دون الاكتراث للآخرين، وتعتبر الأنانية من السلوكيات الأخلاقية المذمومة ذات التأثير السلبي على صحة الفرد النفسية، وهناك العديد من الصفات التي يتسم بها الشخص الأناني، منها عدم تقبله للهزيمة أو الخسارة في أي من أمور الحياة أمام الآخرين، كما لا يتقبل أن يظهر بموقف ضعف لاعتقاده أنه أفضل من الجميع ولا يحتاج لأحد.
كما أن الأناني لا يتقبل لتلقي النصح أو الإرشاد، أو أن يوجه إليه اللوم أو النقد حتى وإن كان نقدًا بناءً، والسبب في ذلك ما يتصف به من غرور يجعله رافضًا لأي تقليل مما يتمتع به من إمكانيات أو ما يقوم بأدائه من عمل، فهو يظن أنه يستحق أفضل الأشياء وأعظمها، وأنه لا يوجد مثيل له في التميز والنجاح، فيسارع بالابتعاد عمن يخالفه الرأي ولا يتفق معه، حيث يظن أنه لا يخطئ مطلقًا.
ودومًا ما نجد الأناني دائم الحديث في أي مناسبة أو تجمع عن نفسه، يبالغ في وصف إنجازاته وكأنه نجم ساطع، ذلك الأمر أقرب في الوصف من مرضى جنون العظمة وهو ما يدفعه ببعض الأحيان إلى الكذب، ولمدى كراهيته للفشل فإنه نادرًا ما يغامر وحين يتعرض للخسارة فإنه يلقي اللوم على الغير، دون اكتراث لمشاعر أحد.
أساليب التعامل مع الشخص الأناني
يسبب الأناني المتاعب لمن يتعامل معه، خاصة الأشخاص المقربين منه مثل الأخوة والزوجة والأبناء، لذلك يجب التعامل معه بطريقة صحيحة، ويجب فهمه وتقبله والتعامل معه بحكمة، وعدم النظر إلى الأمر على أنه شخصي، ويفضل التقرب منه ومصادقته وهذا سيجعله يتغير مع مرور الوقت.
وتشير هذه الكلمات بشكل غير مباشر ومهذب إلى الأنانية وتؤكد ما يسببه السلوك الأناني والأفعال من أذى للمتلقين، وهي تعتبر بمثابة تحذير للأشخاص الذين يريدون أن يتفادوا الأضرار التي يمكن أن تنتج عن سلوكهم الأناني، ومن بين هذه السلوكيات إرسال بوستات تتحدث عن الأنانية وحب النفس، والشعور بالابتعاد عنهم من قبل الآخرين، والبقاء بمفردهم بدون أصدقاء، ويجب تجنب مناقشتهم والتحاور معهم لأنه لا فائدة من الحديث مع شخص لا يرون أنفسهم مخطئين.
الأنانية في الإسلام
أتى الإسلام ليرفع عن جميع المسلمين والمؤمنين كافة صفات الحب الذات والأنانية، وقدم عليها حب المسلمين والإيثار، وحث المؤمنين على الاتصاف بحسن المعاملة وإكرام الضيف، والتخلص من التعالي والكبرياء والأنانية، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، صلى الله عليه وسلم، وقمنا معه في الصلاة، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم، قال للأعرابي: `لقد حجرت واسعا` يريد رحمة الله.
في الدعاء، قدم الأعرابي نفسه لرسول الله دون أن يدعو لبقية المسلمين، على الرغم من أن الإسلام يحثه على تقديم النبي صلى الله عليه وسلم قبل نفسه والدعاء للأمة المسلمة بأجمعها. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلغاء الأنانية بين الصحابة الكرام. بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، تم تأسيس تحالف بين الأنصار والمهاجرين، حيث أصبحوا إخوة في الإسلام يتحابون ويؤثرون بعضهم البعض.
ومن الأحاديث النبوية التي تشير إلى رفض الأنانية هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: `مثل المؤمنين في محبتهم لبعضهم ورحمتهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا أصيب عضو منه بالمرض، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.` يبدو أنه إذا شعر المسلم بألم في جزء من جسده، يشعر بالألم سائر الجسد. وبالمثل، يجب على المؤمنين أن يكونوا كذلك؛ فإذا تعرض أحدهم لضيق أو محنة، يجب على الجميع أن يسارعوا لمساعدته ومؤازرته.
خاتمة تعبير عن الأنانية
وبعد التعرف على مفهوم الأنانية ومدى ما تمثله من صفة سيئة تحمل الضرر والإيذاء المعنوي والنفسي على صاحبها وعلى الآخرين، فلا بد من العلم أن التعامل مع مثل أولئك الأنانيين ليس بالأمر اليسير على الإطلاق، ولكن يجب التريث والتحلي بالهدوء والصبر معهم، ومحاولة تجنب الوقوع بالمشكلات، ولكن بشرط ألا يكون في ذلك ظلم للنفس أو فرصة لكي يتمادى الأناني في سلوكه وتصرفاته بشكل أكبر.