من هم قوم تبع
يتكون مجموعة قوم تبع من أمراء شعب حملان، وهي قبيلة يمنية متواجدة في بلدة حملان جنوب محافظة المحويت اليمنية. يعرف “تبع” أيضا باسم أسعد أبو كرب الحميري، وكان الملك الشجاع يلقب في البداية بـ “ظل الشمس” تعبيرا عن انتصاراته وفتوحاته، ولكن فيما بعد حصل على لقب “تبع”، وهو نفس اللقب المذكور في القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
تبع وقوم تبع في القرآن الكريم
ذكر قوم تبع مرتين في القرآن الكريم، في سورة ق وسورة الدخان، قال الله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} [سورة الدخان: ٣٧]، {وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحقا وعيدا} [سورة ق: ١٤]، ذكر المفسرون أن تبعا هو أحد ملوك اليمن، وكان مشركا ثم أسلم، وكان يعبد الله على شريعة موسى عليه السلام، وقد توقف نبينا صلى الله عليه وسلم في شأنه، في بادئ الأمر، هل كان رجلا صالحا أم لا؟ ثم بعد ذلك نزل عليه الوحي بأنه كان رجلا صالحا، فنهانا عن سبه فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا تبعا، فإنه قد كان أسلم) [رواه أحمد]، بينما وصف القرآن الكريم قومه بأنهم مكذبين للرسالة شأنهم شأن أصحاب الأيكة فاستحقوا الهلاك.
تبع الحاكم الشجاع
عاش تبع في القرن الخامس الميلادي واشتهر بشجاعته وبسالته، ولم يقتصر دور الملك `تبع` على الإيمان والورع فقط، بل كان حاكما شجاعا وشجاعا جدا في الحرب. لذلك، استطاع أن يحقق العديد من الانتصارات في دولة الهند واستمر في النجاحات حتى وصل إلى مدينة مكة. عندما وصل إلى مكة، كان يرغب في هدم الكعبة الشريفة، ولكنه لم يستطع ذلك بسبب مرضه المفاجئ الذي لم يستجب لعلاج الأطباء. عندما أخبره أحد أعوانه أن رغبته في هدم الكعبة كانت السبب في مرضه، تراجع عن قراره بسرعة واستعاد صحته بدون تدخل طبي. ثم قام بتزيين الكعبة بالثياب، وهذا كان من عادات الملوك تجاه الاحتفاء بالبيت.
تبع نبيا أم ملك لقومه
تختلف الآراء حول هذه المسألة؛ فبعض الناس يرون أنه كان حاكما على اليمن وقام بالعديد من الفتوحات، وأن تقربه من الله والإيمان والورع الذي كان في قلبه ونفسه لا يعد دليلا قطعيا على كونه نبيا، وهناك من يرون أيضا أنه نبي مرسل من عند الله، حيث كان يدعو دائما شعبه إلى الإيمان وينهاهم عن فعل الفحشاء. وذكر القرآن غضب الله على قومه، ولم يذمه مطلقا في حكمهم. وظلت الآراء متضاربة حتى الآن، ولم يتم ذكر ما إذا كان نبيا أم لا. ولكن ما أكده الطرفان من المؤرخين هو أنه كان ملكا صالحا ولم يعذب مع قومه، وجاءت نهايته مع قومه الذين كفروا بالله سبحانه وتعالى.
هلاك ونهاية قوم تبع
لقد رزق الله قوم تبع بملك قوي وشجاع استطاع التوسع في مملكته والسيطرة على الكثير من المدن، وكذلك حباهم الله بأرض جميلة فيها كل ما يريدوا من نعم، فلقد وصف القرءان أرض تبع الجنان لما فيها من جمال، وطلب الله منهم مقابل ذلك أن يعبدوه وان يؤمنوا به، ولكنهم لم يستجيبوا وقاموا بالإعراض عن طاعة الله.
لم يؤمن أصحاب تبع بوجود الله، وظلوا كافرين بما أرسل الله لهم، فلم يكونوا مؤمنين أو حتى عاقلين بما يتلقونه من نصائح وإرشادات، وظلوا على كفرهم حتى أهلكهم الله، واستبدل الله تلك الأرض بأخرى يتعذبون فيها حتى هلكوا جميعا، ولم يبق أحد منهم. ذكر ذلك في القرآن الكريم، ولكن القرآن لم يذكر نهاية وهلاك ملكهم تبع، ولكن أم المؤمنين السيدة عائشة أخبرتنا أنه لم يهلك مع قومه لأنه آمن بالله، وأنهم فقط هم الذين كفروا وتجنبوا دعوته للإيمان بالله العزيز الجليل.