احكام اسلاميةاسلاميات

من هم المرجئة

من المتعارف عليه أن الرأي الذي ينبغي على جميع المسلمين الالتزام به هو رأي السنة التي تتبع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الرأي الأصح، ولكن هناك بعض الجماعات الإسلامية التي اختلفت عن رأي الله تعالى. قد يسمع البعض منا لفظ المرجئة ولكن لا يعرفون من هم المرجئة، لذلك سوف نستعرض بعض المعلومات عنهم.

جدول المحتويات

من هم المرجئة ؟

المرجئة هم الذين يختلفون عن أهل السنة والجماعة في العقيدة، حيث يعتقدون فقط بالإيمان والتصديق والقول، دون زيادة أو نقصان، ولا يرتضون الطاعة أو المعصية كمعيار لإيمانهم.

يقصد بلفظ المرجئة في اللغة جماعة من الإرجاء، وهو مصطلح يعني التأخير والإمهال. وذكر الله تعالى في سورة الشعراء (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ)، وتعني كلمة “أرجه” هنا: أمهله.

– كلمة المرجئة في الاصطلاح تعني آخر القرن الأول، وذلك لما ورد في قول أبن عيينة رحمه الله حين قال ” الْإِرْجَاءُ عَلَى وَجْهَيْنِ: قَوْمٌ أَرْجَوْا أَمْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَدْ مَضَى أُولَئِكَ، فَأَمَّا الْمُرْجِئَةُ الْيَوْمَ فَهُمْ قَوْمٌ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمِلٍ “.

بالنسبة للمرجئة، قال الطبري: `الصواب في المعنى الذي تم تسميته به المرجئة هو أن يقال إن الإرجاء هو ما يحدث قبل تأخير الشيء، فعندما قام علي وعثمان بالتخلي عن الولاية والبراءة منهما، وتأخير أمرهما إلى ربهما، فهما يعتبران مرجئين، وعندما يتأخر العمل والطاعة عن الإيمان، فإنه يعتبر مرجئا للإيمان`.

استقر المعنى الاصطلاحي لكلمة `المرجئة` عند السلف على أنه يشير إلى الإيمان بدون عمل، وأن الإيمان لا يزيد أو ينقص عن ذلك.

أول ظهور لفئة المرجئة

ظهرت جماعة المرجئة لأول مرة في نهاية عهد الصحابة رضي الله عنهم، ويستند ذلك إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي قال: ((ثم في أواخر عهد الصحابة حدثت القدرية في آخر عصر ابن عمر وابن عباس، وجابر، وأمثالهم من الصحابة، وقريبا من ذلك حدثت المرجئة، وأما الجهمية فحدثوا في نهاية عصر التابعين بعد موت عمر بن عبد العزيز)).

– كذلك قال قَتَادَةَ:تم إدخال تقنية الإرجاء بعد هزيمة ابن الأشعث.

يُعرف الإيمان عند المرجئة بالتصديق بالقلب أولاً، ثم التصريح به باللسان، ولا يعد العمل جزءًا من الإيمان في الحقيقة، حتى لو تركه بالكامل، فالإيمان لا يكتفي بالتصديق وحده، ويعتبر أن أصحاب المعاصي مؤمنين كاملين بالإيمان طالما يصدقون به.

رأي أهل العلم عن المرجئة

– قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: المرجئة طوائف، ما هم بطائفة واحدة، بعضهم يقول الإيمان هو المعرفة كما يقوله الجهم بن صفوان، وهذا أخطر الأقوال، هذا كفر؛ لأن فرعون يعرف في قرارة نفسه، قال له موسى: (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض) الإسراء/ 102.

– قال الأوزاعي عنهم ((كَانَ يَحْيَى وَقَتَادَةُ يَقُولَانِ: ” لَيْسَ مِنَ الْأَهْوَاءِ شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدَهُمْ عَلَى الْأُمَّةِ مِنَ الْإِرْجَاءِ )).

– سلمة بن كهيل قال: تجمعنا في الجماجم: أبو البختري وميسرة وأبو صالح وضحاك المشرقي وبكير الطائي، واتفقنا على أن الإرجاء بدعة.

– وقال الْفُضَيْل بْن عِيَاضٍ: يقول أهل الإرجاء: إن الإيمان هو القول بلا عمل، ويقول الجهمية: إن الإيمان هو المعرفة بلا قول ولا عمل، وأما أهل السنة فإنهم يقولون: إن الإيمان هو المعرفة والقول والعمل.

– قَالَ وَكِيعٌ:  المُرْجِئَةُ هم الذين يرون أن الإقرار يجزئ عن العمل، ومن يقول ذلك فقد هلك، ومن يرى أن النية تجزئ عن العمل فإنه يرتكب كفرًا، وهذا هو قول جهم.

– وقال ابن بطة رحمه الله: ((وَالْمُرْجِئَةُ تَزْعُمُ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ لَيْسَتَا مِنَ الْإِيمَانِ , فَقَدْ أَكْذَبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ, وَأَبْانَ خِلَافَهَمْ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ جَلَّ لَمْ يُثْنِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ, وَلَمْ يَصِفْ مَا أَعَدَّ لَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ , وَالنَّجَاةِ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ, وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ بِرِضَاهُ عَنْهُمْ إِلَّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ, وَالسَّعْيِ الرَّابِحِ, وَقَرَنَ الْقَوْلَ بِالْعَمَلِ, وَالنِّيَّةَ بِالْإِخْلَاصِ, حَتَّى صَارَ اسْمُ الْإِيمَانِ مُشْتَمِلًا عَلَى الْمَعَانِي الثَّلَاثَةِ لَا يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ, وَلَا يَنْفَعُ بَعْضُهَا دُونَ بَعْضٍ, حَتَّى صَارَ الْإِيمَانُ قَوْلًا بِاللِّسَانِ, وَعَمَلًا بِالْجَوَارِحِ, وَمَعْرِفَةً بِالْقَلْبِ، خِلَافًا لِقَوْلِ الْمُرْجِئَةِ الضَّالَّةِ الَّذِينَ زَاغَتْ قُلُوبُهُمْ, وَتَلَاعَبَتِ الشَّيَاطِينُ بِعُقُولِهِمْ, وَذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِهِ, وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَّتِهِ)).

– قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأنكر حماد بن أبي سليمان ومن اتبعه تفاضل الإيمان ودخول الأعمال فيه والاستثناء فيه؛ وهؤلاء من مرجئة الفقهاء، وأما إبراهيم النخعي – إمام أهل الكوفة شيخ حماد بن أبي سليمان – وأمثاله؛ ومن قبله من أصحاب ابن مسعود: كعلقمة والأسود؛ فكانوا من أشد الناس مخالفة للمرجئة؛ لكن حماد بن أبي سليمان خالف سلفه؛ واتبعه من اتبعه ودخل في هذا طوائف من أهل الكوفة ومن بعدهم)).

كبار المرجئة

هناك بعض الشخصيات التي عرفت بأنها من كبار المرجئة ومنهم:

– الجهم بن صفوان.

– أبو الحسين الصالحي.

– يونس السمري.

أبو ثوبان والحسين بن محمد النجار.

– غيلان.

– محمد بن شبيب.

– أبو معاذ التومني.

– بشر المريسي.

– محمد بن كرام.

– مقاتل بن سليمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى