من اكتشف الضغط الدموي
يعد ضغط الدم أحد أهم العمليات الجسدية اللا إرادية التي يحدثها الجسم البشري، حيث يقصد بضغط الدم القوة التي يدفع بها الدم عبر جدران الأوعية الدموية في الجسم، والتي تساعد على نقل الدم إلى جميع أنحاء الجسم لتغذية الأنسجة. ويعود فضل اكتشاف ضغط الدم إلى رجل الدين الإنجليزي ستيفن هايلز .
نشأة ستيفن هايلز
ولد ستيفن هايلز في السابع عشر من سبتمبر عام 1677م في عائلة مرموقة وغنية، ودرس في كلية كوربوس كريستي في جامعة كامبريدج، وحصل على درجة البكالوريوس من كامبريدج، وفي عام 1703م تم قبوله كزميل في كوربوس كريستي، وحصل على درجة الماجستير، وبقي في كامبريدج لست سنوات أخرى ودرس اللاهوت والعلوم الطبيعية، ونما اهتمامه بالعلوم الطبيعية خلال وجوده في كامبريدج، فعندما انضم إليها كان نيوتن قد غادر كامبريدج ليتولى مهمته كمسؤول في دار صك النقود، ولكن تأثيره كان واضحا .
تعلم هايلز الكثير في المجال النيوتني للميكانيكا، وعلم الفلك، والمواضيع ذات الصلة، كما كان معتادا في ذلك الوقت. وكان لديه معرفة متقدمة بعلم الفلك النيوتني، وأثناء وجوده في الكلية، قام ببناء جهاز من النحاس الأصفر لعرض حركة جميع الكواكب. وبالتالي، أصبح له اسم في مجال علم الفلك أيضا. ومع ذلك، كان اهتمامه بالفيزيولوجيا الحيوانية والنباتية بسبب وليام ستوكيلي، أحد مؤسسي علم الآثار .
انجازات ستيفن هالز
تجارب على النباتات
بدأ هايلز اهتمامه بالتجارب العلمية، وتعود أصول هذا الاهتمام إلى فترته في كامبردج. قام بتنفيذ تجارب حاسمة حول دوران الدم ونشر كتابه عن فسيولوجيا النبات في عام 1727. يحتوي الكتاب على سجل لعدد كبير من التجارب المبتكرة والبسيطة في نفس الوقت، حيث قام بقياس تنفس النباتات وضغط الجذور، وقوة ضغط السوائل الصاعدة في السيقان .
بينت الدراسات أن النباتات تطرح مادة معينة في الهواء، والتي تعرف الآن بثنائي أكسيد الكربون، ومع ذلك، لم يعط أهمية كافية لهذا الاكتشاف في ذلك الوقت، حيث كان التفهم للغازات في الغلاف الجوي ضعيفا .
اكتشاف ضغط الدم
تم إجراء تحقيقات مماثلة في أنظمة الحيوانات الشريانية عام 1733، وتم التأكد من وجود شيء يسمى ضغط الدم ووضع آلية لقياسه، كما تم الإشارة إلى أن هذا الضغط يختلف بين الشرايين والأوردة، ويختلف أيضا بين الانقباضات والانبساطات في القلب والحيوانات الكبيرة والصغيرة .
تجارب على حفظ الأغذية والتهوية
في هذا الوقت أصبحت اهتماماته تتمحور بشكل متزايد حول النتائج العملية للبحث العلمي ، وأجرى تجارب على حفظ الأغذية والتهوية ، ونشر في 1739 تجارب فلسفية ، وفي 1743 وصف للمراوح وفي عام 1758 ألف أطروحة على التهوية ، ونجح في الحصول على “أجهزة تهوية اصطناعية” مثبتة في السجون ، مما أدى إلى انخفاض كبير في معدل الوفيات الذي كان سائدا في مثل هذه الظروف غير الصحية .
أشار أيضا إلى تقطير المياه المالحة للحفاظ على الطعام، وقياس عمق المحيطات (باستخدام مقياس ضغط الزئبق) واستخدام الترمومتر لقياس درجات الحرارة العالية، وكان أول من اقترح على ربات البيوت وضع فنجان مقلوب في فطائرهم لمنع القشرة من الرطوبة .
اختراع مذيب للحصوات
في عام 1739، حصل هايلز على وسام كوبلي من الجمعية الملكية تقديرا لجهوده في تحقيق الشكوى المعروفة باسم `الحصوات`. قضى الكثير من الوقت في محاولة تطوير مذيب للحصوات في المثانة والكليتين وابتكر فعليا طريقة لاستخراج تلك الحصوات من المثانة .
أواخر حياة هايلز ووفاته
بعد بلوغه سن الشيخوخة، أصبح هايلز شخصية وطنية مميزة، وعرفت كتبه العلمية على نطاق واسع، كما كتب العديد من المقالات للمجلات والصحف حول اختراعاته وحملته الطويلة ضد الاستخدام المفرط للكحول، وكان معارضا شديدا للعبودية .
توفي هايلز عن عمر يناهز 84 عامًا في عام 1761 ودُفن تحت برج الكنيسة في تدينجتون بناءً على طلبه الخاص. ولا شك في أنه ترك وراءه العديد من الذكريات الحميدة بين رعيته وللأمة بأكملها. ويوجد نصب تذكاري له في دير وستمنستر، وتم نحته من قبل ويلتون .