من أين جاء الكبش الذى فدى الله به إسماعيل ؟.. ومن الذى أكله بعد الذبح
من هو سيدنا إسماعيل عليه السلام
تعد قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام من أجمل القصص المذكورة في القرآن الكريم، وتؤكد على رحمة الله في أوقات الابتلاء، وأن طاعة الله واجبة في جميع الأوقات، وتعتبر هذه القصة مثل غيرها من السور المختلفة في تعزيز ثبات قلوب المسلمين وتعليمهم أصول دينهم.
إسماعيل هو ابن سيدنا إبراهيم عليه السلام من زوجته هاجر، وكان سيدنا إبراهيم ينتظر ولادة طفله لفترة طويلة جدًا، وعندما حملت زوجته، انبثق الفرح والسرور في المنزل، وسوف يأتي ذلك الطفل الذي سيرثه.
في يوم من الأيام، ذهب النبي إبراهيم عليه السلام مع زوجته وابنه الصغير إلى مكة، وأمره الله بتركهما هناك، وكان هذا الأمر صعبا في ذلك الوقت، وحزنت هاجر على بقائها وحدها، لكنها صبرت وأطاعت ربها، كما ورد في قصة النبي إبراهيم.
تم استدعاء زوجها وأخبرها أنها ينبغي لهما البقاء بناء على أمر من الله، وبدأت زوجة سيدنا إبراهيم البحث عن الماء في الصحراء وتجوبت بين الصفا والمروة، وفجأة تدفق الماء من تحت سيدنا إسماعيل -عليه السلام- في بئر زمزم، وهذه المعجزة ستظل باقية حتى يوم القيامة.
ما هي قصة سيدنا إسماعيل
عندما تلقى النبي إبراهيم رؤيا بأنه يذبح ابنه، أخبر ابنه وزوجته بذلك، ويتضح ذلك بوضوح في قول الله `إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى`
ومع ذلك، لم يخيب الابن ظن أبيه في أصعب القرارات وأشد الابتلاءات التي يمكن أن يواجهها، فكان جاهزا تماما لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وأجاب والده وهو يتحلى بالثقة قائلا: ﴿ يا أبت افعل ما تأمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين ﴾
وعندما وضع سيدنا إبراهيم -عليه السلام- السكين ليذبحه جاء النداء من رب العالمين بأن هذه الرؤيا لم تكن إلا امتحانًا له -عليه السلام- كما في قول الله”وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ”
أحضر سيدنا إبراهيم كبشا عظيما وذبحه، باستعداد من سيدنا إسماعيل للذبح. أخذ سيدنا إبراهيم ابنه وذهب به إلى الصحراء بعيدا حتى وصل إلى مكان لا يوجد به أحد آخر. قال إسماعيل لوالده في قصة كبش إسماعيل المختصرة: (يا أبت… لا تنظر إلى وجهي وأنت تذبحني حتى لا تتردد، فأنتفذ أمر الله واجعل سكينك حادة وسريعة القطع حتى يكون أسهل عليك).
اتبع المسلمون بعد ذلك سنة الذبح في عيد الأضحى تقليدًا للقصة التي تحكي عن نبي إسماعيل عليه السلام.
من أين جاء الكبش الذي كان فداء إسماعيل
حتى الآن، تعتبر جميع الاحتمالات مجرد رؤى وتفسيرات علمية، وليس لها أي دليل قاطع على مكان خروج الكبش منه، ولا يوجد أي قول موثوق به من الكتاب أو السنة.
عندما نقول إنَّ الكبش كان ذِبحًا عظيمًا، فإنَّ ذلك لا يدل على سِمَنه أو كثرة لحمِه، بل إنَّ العِظَم قد يشير إلى مكانته وأهميته، وبالتأكيد فإنَّ هذا الكبش يحمل أهمية كبيرة لأنَّه كان فِداءً لشخصية عظيمة كسيدنا إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السّلام.
الكبش جاء من الجنة
لقد فدى الله تعالى سيدنا إسماعيل بكبش أقرن نشأ وترعرع في الجنة لمدة أربعين خريفا، ويقال إنه الكبش الذي قربه ابن آدم إلى الله كقربان، فتقبله الله وكان محفوظا حتى أفدى الله به سيدنا إسماعيل، ويقال إن الذي فدي به من قبل ابن إبراهيم وعلا كان تيسا
قال الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام عندما بدأ في تنفيذ الرؤيا بذبح ابنه إسماعيل: `وفديناه بذبح عظيم` (سورة الصافات: 107).
الكبش هبط من الجبال
سبق وقال بعض المفسرين أن الذَّبح كان لكبش من الضّآن، ومن ناحية أخرى قد اختلفتْ بعضاً من آراؤهم في مَصدره فقيل: وقيل ايضاً انه كبش من كِباش الجِبال، هبط على إبراهيم فذبحه وقيل غير ذلك ولكن أغلبية القول ترى أنه ذلك القُربان الذي قدّمه هابيل بن آدم ـ عليه السلام ـ فتقبّله الله منه ورفعه وأدخله الجنّة ينمو فيها
وحتى الآن هي تعتبر كلُّها مجرد أقوال ليس لها أي دليل يُعتمد عليه من الكتاب أو السنة، وكونه ذِبحًا عظيمًا لا يدلُّ على سِمَنه وكثرة لحمِه، لأن العِظَم قد يطلّق على مكانته وأهميته، وبالطبع هذا الكبش له أهميته لأنه يعتبر فِداء لشخصيةِ عَظيمة هي سيدنا إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السّلام.
من الذي أكله بعد الذبح
إذا نظرنا إلى معرفة من تناول الكبش بعد الذبح، يمكننا القول إنه لا يوجد دليل قاطع على من تناوله أو حتى ما الذي حدث لذلك الكبش، وهناك بعض الاحتمالات ومنها:
- أنه قد تم رفعه
- أن النار قد ابتلعته كما كان يحدث في العصور السابقة
- أن سيدنا إبراهيم وأهل بيته أكلوه
- أعطاه غيرَهم من الناس
- تُرك للوحوش والطيور
وحتى إذا كان لا يوجد دليل قاطع وواضح على أصل الكبش ومصيره بعد الذبح، فإن الكبش يعتبر من غنم الأرض، وأن سيدنا إبراهيم قد أكل منه وتصدق بعضه، وذلك تقديرا وتعظيما لله على هذا الفداء، ومصير الكبش على الأرجح هو نفس مصير الأضحية، وفقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “سنوا بها سنة أبيكم إبراهيم.
يمكن أن يوضح هذا التنبيه عدم وجود دليل واضح وقاطع يوضح ما يحدث للكبش بعد ذبحه. على الرغم من أن القرآن الكريم لا يولي اهتماما لتلك التفاصيل الدقيقة، إلا أنه يعني بموضع العبرة والموعظة وأن إبراهيم لم يذبح جملا أو بقرة، لأنه لم يكن يعرف فداء ابنه. ولكن الله هو الذي أنذره بذلك، على ما يمكن أن يفهم من ظاهر التعبير “وفديناه بذبح عظيم”، فهو توجيه من الله سبحانه.
ما هي الدروس المستفادة من قصة سيدنا إسماعيل
تعتبر قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام واحدة من القصص الأكثر امتلاءً بالعبر والدروس المستفادة، وتتضمن بعض هذه العبر ما يلي:
- يجب التوكل على الله في كل شيء، كبيرها وصغيرها، ويجب أن يكون الإيمان الداخلي كبيرًا بأن الله لن يخذلك أبدًا
- بتوجيه سيدنا إسماعيل لأبيه، أظهر أبوه رد فعله عندما روى له رؤيته في المنام.
- يجب شكر الله الدائم على كل النعم الكبيرة والصغيرة، حتى يديم علينا نعمه.
- الجحود على النعمة يؤدي دائمًا إلى الكفر وزوالها.
- من صفات زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام القناعة والرضا بالرزق ، وهو ما ييسره الله للزوج ، ويعتبر من صفات المرأة الصالحة ، واختيار الزوجة بإحسان هو وسيلة من وسائل مساعدة الرجل في أمر الآخرة.
لا شك أن قصة النبي إسماعيل -عليه السلام- تعلمنا أن الإنسان يجب أن يستجيب ويستمع جيداً لأوامر الله مهما كانت، وأن الله -سبحانه وتعالى- يمكنه ابتلاء ممن يحب من عباده المؤمنين، حتى يرى صبرهم على أوامره وتحملهم للبلاء.