من أين تأتي الدموع
تشكيل الدموع
تتشكل الدموع داخل القناة الدمعية الموجودة تحت الجفون العلوية في العينين، وتمر عبر القنوات الدمعية الصغيرة التي توجد بين الأنف والعينين لتجمع الماء في أحواض، وعندما تمتلئ تسيل عبرها .
للإنسان قناتان دمعيتان توجد كل واحدة قريبة من الزاوية الداخلية للعين، ويمكن رؤيتهما عند سحب الجفن السفلي بلطف، فتظهر على شكل ثقوب. وعند تدفق الدموع بسرعة أثناء البكاء، لا تستطيع القنوات الدمعية ترشيحها جميعا، لذلك تتسرب عبر الأنف، وتتألف الدموع من الماء والزيت والبروتين والمخاط .
أنواع الدموع
هناك ثلاثة أنواع من الدموع وفقا لأسباب مختلفة
– الدموع العاطفية
يتم إطلاق هذا النوع من الدموع عند الشعور بالحزن، حيث تفرز الغدد الصماء الهرمونات في العين مما يؤدي إلى تشكل هذه الدموع .
– الدموع القاعدية
ينتج الجسم حوالي 296-148 ملم من الدموع القاعدية في اليوم الواحد، والتي تعمل على حماية العينين من الجفاف، وقد يتسرب بعضها عبر الأنف مما يسبب سيلانه بعد التعرض لأي انفعال بسيط .
– الدموع اللاإرادية
تساعد هذه الدموع على وقاية العين من المثيرات المزعجة والمهيجة للعين مثل البصل ، الدخان ، الرياح القوية والغبار ، حيث تقوم الأعصاب الحسية الموجودة في قرنية العين بتوصيل هذا التهيج إلى جذع الدماغ ، ويقوم بدوره بإرسال الهرمونات إلى غدد الجفون ، مما يؤدي لتكوين الدموع ، وبالتالي يعمل ذلك على التخلص من المادة المهيجة للعين بصورة فعالة .
فوائد الدموع
– تهدئة النفس
تساعد الدموع في تهدئة النفس وتقليل الشعور بالحزن، وأظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت في عام 2014 أن البكاء له تأثير إيجابي مهدئ على النفس، كما أنه يؤثر على تنشيط الجهاز العصبي اللاودي الذي يعمل على الاسترخاء .
– تخفف الألم
تعمل الدموع على تخفيف الألم، فأظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن الدموع العاطفية تساعد الجسم على إطلاق الأوكسيتوسين والإندورفين، وهما مواد تعمل على تحفيز الشعور بالرضا وتقليل الألم الجسدي والعاطفي .
– الحصول على الدعم من المحيطين
كشفت دراسة أجريت في عام 2016 أن البكاء يمثل سلوكًا يعبر عن التعلق، حيث يعد وسيلة للحصول على الدعم والمساعدة من الآخرين، ويتمتع بالعديد من الفوائد الشخصية والاجتماعية .
– يحسن الرؤية
يتم إفراز الدموع القاعدية كل مرة يقوم فيها الشخص بالوميض ، مما يسهم في الحفاظ على رطوبة العينين ، بالإضافة إلى حماية الأغشية المخاطية من التعرض للجفاف ، ولقد بين المعهد الوطني للعيون أن إفراز الدموع يوميا يوفر رؤية واضحة أكثر ، حيث تصبح الرؤية ضبابية مع زيادة تعرض هذه الأغشية للجفاف .
– تحسن الحالة المزاجية
كل من الأوكسيتوسين والإندورفين يساهمان في تحسين المزاج ورفع الحالة المعنوية للأشخاص. تساهم الدموع أيضا في تخفيف التوتر. ومع ذلك، هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع .
– قتل البكتريا
يؤدي قتل البكتريا إلى تنظيف العيون؛ إذ تحتوي الدموع على سائل الليزيوم، الذي يتميز بخصائص مضادة للميكروبات القوية، ويساهم في تقليل المخاطر البيولوجية التي قد تتعرض لها .