تقرير عن رواية قمر على سمرقند
تتحدث رواية قمر على سمرقند عن رحلة الطبيب المصري الشاب “علي” إلى مدينة سمرقند بحثا عن سر قديم، حيث يلتقي برجل أسطوري يدعى “نور الله” ويقود سيارته ويوجه مصيره، ويعيشان معا مغامرات مدهشة في أماكن مختلفة، وتأخذ هذه الرحلة القارئ في استكشاف بعض ماضي هذه الأرض الغنية بالتاريخ والأساطير، وتثير الرواية أسئلة تتعلق بالهوية والذات والمصير الإنساني، مع تعريفنا على أرض جديدة لم تسبقها أي رواية عربية.
مقتطفات من رواية قمر على سمرقند
يصف الكاتب محمد منسي قنديل مدينة سمرقند قائلًا: في كل صباح، تقف العجائز على الأسوار يراقبن القوافل التي تحمل لفائف الحرير، تتمايل في صحراء قاحلة وعطشى. تنطلق إلى الأسواق لتبدأ ملحمة المساومات بين البائعين والتجار. لا تجرؤ عيون الحراس أن تغفل عنها لحظة واحدة، حيث تبقى جيوش التتر الأوروبية في وضع الاستعداد، تنتظر فرصة الغفلة للانقضاض على تلك الفريسة. لا ترغب في تكرار المأساة مرة أخرى، عندما غفلوا وواجهوا غزو جحافل جنكيز خان وتعرضوا للمذابح. لا تزال الجدران تحمل آثار تلك المذابح، ولا يزال الهواء يحمل رائحة الفوضى. ومع ذلك، استعادت سمرقند، مدينتنا الجميلة، نسمات الحياة مرة أخرى، واستمرت في الوقوف بكل روعتها.
سمرقند هي تلك المدينة التي تقاوم النسيان وتصر على البقاء، وتتميز بالقباب المشدودة التي تغطي الجبال الساكنة، والحصون العملاقة التي تمتد على طول الوادي، والأكواخ العميقة المزدحمة بالدراويش والمتنزهين الذين يعيشون في حالة من الشغف العميق. الحمائم لا تهدأ طالما أن الأمير مستيقظا، ولا ينام إلا بعد أن يضع تحت رأسه مفاتيح المدينة الثلاثة عشرة
وفي تلك اللحظة لمحت المرأة للمرة الثانية، كانت تنحدر من الشاطئ وتتقدم خائضة في الماء، كان جسدها القوي يخترق الموج الناعم مقبلا نحوه، وقد التصق الثوب عليه، تتأمل لحمها العاري بنفس العينين الواسعتين، وتساءل لماذا تبعته إلى هذا المكان؟ شعر بالبهجة والخوف، وقفت أمامه، مدت يدها ولمست كتفه العاري فدبت في جسده رعدة مفاجئة وهي تقول له: جلدك الشاحب لم يذق شمس بخاري، وعيناك الزرقاوان فارغتان، لم تريا شيئا بعد، من أي بلاد باردة جئت؟ قال دون أن يجرؤ على الابتعاد عنها: من وادي فرغانة. قالت: لابد أن النساء هناك يمارسن الحب بكامل ثيابهن، وكذلك الرجال حين ينزلون إلى النهر.
تظهر جميع العلامات على الأصابع، تعبر عن المصير والقدر والحب وخيبة الأمل. إن الإبهام يحمل علامات سوء الحظ، والسبابة مخصصة للحظ الجيد. فهل يمكنك الاستفادة من الفرصة وتجاوز الماضي؟ إن امرأة تنتظرك حتى الآن، فاحذر أن تجرح هذا الإصبع أو تسمح لأحدهم بجرحه؛ فإذا تسرب دمك، ستتلاشى حظوظك. أما الإصبع الوسطى، فهو لاستعادة الأرواح المفقودة، لا تعذب نفسك أكثر مما تحتمل، فالأرواح هشة كالزجاج وخفيفة كالريش، تأخذها رياح الزمن بلا رجعة. أما البنصر، فهو لصحة القلب، لا تحبسه طويلا، افتحه لنسيم الأنهار وسطوع النجوم. أحيانا، قد تكون الكذبة القريبة أفضل من الحقيقة البعيدة التي لا يمكن الوصول إليها. ويبقى هذا الإصبع الصغير، فهو لمس جميع الأشياء المحظورة، فلا تحرم نفسك من تجربة الاستمتاع بها حتى وإن كانت محظورة
ملخص قصة رواية قمر على سمرقند
تبدأ قصة قمر على سمرقند عندما يقوم الطبيب الشاب المصري `علي` برحلة إلى مدينة تسمى `سمرقند`، وذلك للتحقق من سر قديم. وخلال رحلته، يقابل رجلا أسطوريا يدعى `نور الله` الذي يقود سيارته ويوجه مصيره، ويقوم الاثنان بمغامرات مدهشة في أماكن مختلفة. تأخذ هذه الرحلة الزمنية القارئ في استكشاف ماضي هذه الأرض الغنية بالتاريخ والأساطير، وهي أرض مدينة سمرقند. ويتحدث الكاتب في الرواية عن تعقيدات الحاضر بكل ما فيه من مؤامرات وعنف وجنس. وتنقسم الرواية إلى عدة فصول، والتي يحمل بعضها عناوين مثل: `حكايات السهوب`، و`حكايات بخارى`، و`حكايات سمرقند`، و`حكايتي أنا`. وفي الفصلين المسموين `حكايات السهوب` و`حكايات بخارى` يتميز السرد بأسلوب لغوي قوي يعبر عن أصوات الراويين، وهما الطبيب علي ونور الله. ويشعر القارئ بأن نور الله شيء أشبه بالخضر، ويتجلى ذلك في طريقة سيطرته على بطل الرواية علي، الذي يقول في نهاية الفصل الأول من الرواية: `لم أكن لأتركه، أشعر فجأة أنني غير قادر على تركه`.
اقتباسات رواية قمر على سمرقند
- أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص، هو أن تُنتزع منه طفولته، أن يستيقظ صباحًا ليجد أن كل خلايا البراءة داخله قد ماتت، قد تم تدميرها.
- بمجرد أن بدأت في ترديد الآيات الأولى، انهمرت دموعي، وتبللت أطرافي بالماء، وكان من الضروري أن أبكي حتى تغسل أعماق نفسي، كنت أقرأ القرآن بشكل آلي، وأردد كل ما حفظت من الآيات، ولكن عندما وضعت جبهتي على الأرض، شعرت بالاسترخاء أخيرا، ونزلت السكينة على قلبي وأنا أدعو بأدعية الاستغفار
- كان للشيطان نصيبًا من روحي، وما زلت أعاني منه، حيث لا توجد فضيلة أو عبادة أو زهو أو نشوة كاملة، فذلك الجزء الذي لا يمكنني التخلص منه يجعل كل شيء ناقصًا.
- تعرف ذلك الشعور بالحزن، إنه شعور لا يمنحك تنفسًا لأحزانك، ولا يجعلك قادرًا على العويل أو التفجع أو الصراخ، بل يحول كل ذلك إلى موتى، موتى للخلايا داخل الجسم التي لا تعود للتجدد مرة أخرى، إنه الفقدان، شعور قاس لا يمكن تعويضه.
- هناك شفاه تحمل نصف ابتسامة، وقلوب منفطرة تتوق إلى العدل الذي لا يأتي، وكثيرون من الغزاة الذين مروا وأحرقوا الأرض، ولكن الشجعان الذين قدموا أرواحهم لإصلاح الأضرار في المدن أقوى بكثير، والحالمون الذين يملكون عمرا قصيرا هم أقل في العدد، والنساء هن جميلات ولكنهن يتغيرون بسرعة، والطيور الأعلى ارتفاعا هي الأضعف، والسحب الأثقل لا يجلب الكثير من المطر، والحكام الأقوى ليست بالضرورة الأكثر شهرة، والأشياء التي شيدوها هي الأضعف، والغناء بدون طرب ليس جيدا، وأفضل اللحظات هي لحظات العشق والكلمات الجميلة
- في هذه اللحظة، لا يكون الشهادة مفيدة ولا الانتحار مجدًا، فالناس بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويساعدهم، وليس بحاجة إلى شهداء.
- يقول النص: “يتميز الحالمون والأصغر سناً بقلة عمرهم، والنساء بجمالهن الفريد وسرعة تغيراتهن، والطيور بارتفاعها الشديد وضعف أجسادها، والسحب بثقلها الشديد وندرة المطر، والحكام القويون بقوتهم والمعدومون بالضعف الذي يصاحبهم، والغناء الذي يفتقده الطرب، وكلمات الحب الجميلة واللحظات النادرة من العشق.
- يُعتقد أن الآباء خُلِقوا لتسبب في شعورنا بالذنب والإحباط، حيث يقومون بتحميلنا مسؤوليات كبيرة ويتحملون العبء بدلاً عنا. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لا يخبروننا بوضوح عن ما يرغبون منا ولا يقدمون المساعدة بشكل جدي، مما يزيد من معاناتنا ويجعلنا نشعر بالإحباط.
- لا حدود للظلام الذي أغوص فيه، ولا حصر للوجوه التي تتكون من خلال ذراته، وجوه خيل لي أنني نسيتها وجروح اعتقدت أنها اندملت، ذلك الطفل المرتجف ما زال موجودا، لا شيء يموت، كل شيء محفوظ فوق أرفف الظلمة