السياحةالعالم

بماذا تشتهر سمرقند ؟” وما هي أبرز معالمها

سمرقند

تقع مدينة سمرقند في قارة آسيا، وتحديدا في آسيا الوسطى، في وادي نهر زريفشان بأوزبكستان، على طول طريق الحرير. إنها إحدى مدن أوزبكستان وتعتبر ثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين نسمة. يطلق على معظم سكان المدينة اسم طاجيك، ولغتهم هي الطاجيكية. وتعني كلمة سمرقند “قلعة الدول.

وصف ابن بطوطة مدينة سمرقند، التي زارها خلال سفره حول العالم وآسيا الوسطى، بأنها إحدى أكبر المدن وأجملها، حيث بناها سكانها على ضفاف وادي القصرين، وتتميز بوجود العديد من القصور الرائعة والعظيمة، وسحرته هندستها المعمارية.

موقع مدينة سمرقند

تقع مدينة سمرقند في منطقة آسيا الصغرى، وتعتبر مدينة سمرقند ثاني أكبر مدينة في أوزبكستان وتعتبر من أجمل مدن العالم، تم بناؤها بالكامل على ضفاف واد يسمى وادي القصارين، حيث تبلغ مساحتها حوالي 108 كم 2 ويسكنها حوالي 400 ألف نسمة ومعظم سُكانها من الطاجيك والأقباط، كما استخدموا اللغة الطاجيكية.

تأسيس مدينة سمرقند

تعتبر من أقدم وأقدم المدن الإسلامية، شيدت في عام ٨٧ هـ – ٧٠٥ م، ومن المعتقد عموما أن سمرقند يبلغ عمرها ٢٥٠٠ عاما على الأقل، وكانت أهم مدينة على طول طريق الحرير بصفتها جوهرة تاج أزبكستان، لم يحتلها القائد المسلم قطيبة بن مسلم الباهلي، فافتتحها للمرة الثانية عام ٩٢ هـ – ٧١٠ م، وبعد ذٰلك فتحها المسلمون وتحولت معابدها إلى مساجد للصلاة وتعليم علماءهم المسلمين.

عندما هاجمها المغول، قاموا بمسح أهم المعالم والمباني الإسلامية في المدينة، وقد استمروا في ذلك حتى اعتنقوا الإسلام. ثم قاموا بإعادة بناء وترميم المباني الإسلامية، خاصة خلال حكم التيموريين. ونتيجة لاعتبار تيمورلنك سمرقند عاصمة له، تطورت المدينة فنيا ومعماريا بسبب دورها كعاصمة المملكة. واستمر الحكم المغولي لمدة 150 عاما، من عام 617 هـ (1220م) إلى عام 772 هـ (1670م).

دخلت روسيا إلى دول ما وراء النهر، بما في ذلك مدينة سمرقند، في القرن التاسع عشر. تم اندلاع الثورة الشيوعية في عام 1918، وسقطت هذه الثورة في عام 1992. حصلت سمرقند على استقلالها وانضمت إلى الجمهوريات الإسلامية ثم الاتحاد السوفيتي.

تاريخ مدينة سمرقند

تعتبر تاريخ مدينة سمرقند قديما ومليئا بالأحداث، حيث أغزيت من قبل الزعيم المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي في فترتين، عام 87 هـ و 92 هـ، بهدف تعليم أهل المدينة تعاليم الدين الإسلامي وأداء الصلاة، وتحويل معابدها إلى مساجد. وعندما بدأت الغزوة المغولية للمدينة، دمروا المساجد والمباني الإسلامية، وأسلموا وقاموا بإصلاح وبناء العديد من المباني الإسلامية في العصر التيموري الذي استمر لما يقرب من 150 عاما.

كان أحد الإجراءات التي اتخذها تيمور لانكا هو جعل سمرقند عاصمة لبلاده وجلب الحرفيين المهرة والصناعة للعمل على بنائها الجميل والفني، وبالتالي فقد اعتبر عصر تيمور عصرًا من البناء والتحضر، ثم في القرن التاسع عشر الميلادي احتل الروس عدة مناطق من بيفر وكانت هذه المدينة من بينها، وخلال الثورة الشيوعية احتلها الثوار ووسعوا سيطرتهم عليها حتى سقوط الشيوعية عام 1992 ونالت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

أبرز معالم مدينة سمرقند

تعد القصور العديدة التي شيدت في عهد تيمورلنك من أبرز المعالم التاريخية في سمرقند، وتشمل ما يلي

مدرسة تيليا كوري

يقع مدرسة تيليا كوري في الجانب الغربي، وتم بناءها في فترة بين 1646 و1660، وتشتهر بواجهتها الفخمة وساحتها الواسعة. ويتميز التصميم الداخلي باللون الأزرق الغني والمطلي بالذهب بجماله الرائع، ويمكن مشاهدته بوضوح في ضوء مشرق لا يصدق. كما يوجد داخل المدرسة نص عربي من القرآن مكتوب بالذهب على الجدران.

ضريح الأمير تيمور

يصعب فهم موقع جديد بالفعل دون التعمق في تاريخه، عندما تبدأ في دراسة التاريخ الأوزبكي، يبدو أن اسم أمير تيمور يظهر بشكل أكبر من أي اسم آخر. يعتبر أمير تيمور الفاتح التركي المغولي الذي أسس الإمبراطورية التيمورية في عام 1370. امتدت الإمبراطورية من الهند إلى سوريا وشملت إيران والهلال الخصيب وأفغانستان وتركيا وأوزبكستان. يعتبر تيمور أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ. ومع ذلك، بدأت إمبراطوريته في الانهيار بعد وفاته بفترة وجيزة في عام 1405.

يعد ضريح الأمير تيمور، المعروف باسم غور أمير في سمرقند، المثال الرئيسي للعمارة الفارسية المنغولية، وكان بمثابة مقدمة لأنواع المقابر المغولية، وتشمل المباني الشهيرة الأخرى التي تم بناؤها على هذا الطراز قبر همايون في دلهي وتاج محل الشهير في أجرا.

مرصد أولغ بيك والمتحف المركب لميرزو أولوغبيك

يعد مرصد أولغ بيغ موقعا تاريخيا رائعا، حيث يمكن استكشاف ماضي سمرقند الغني به. يرجع تأسيس المرصد إلى حوالي عام 830 ميلادية، ولكنه لم يكتمل إلا بعد نحو 600 عام. بناه عالم الفلك والرياضيات التيموري ميرزو أولوغ بيك في العشرينيات من القرن الخامس عشر، وكان يعد من أرقى وأهم المراصد في العالم الإسلامي.

متحف مجمع ميرزو أولوغبيك

يقع متحف مجمع ميرزو أولوغبيك بالقرب من المرصد، ويتضمن العديد من اللوحات والنماذج المصغرة والأدوات الفلكية من القرن الخامس عشر مثل الأسطرلاب، بالإضافة إلى وجود نموذج مصغر لمرصد أولغ بيغ، ويمكن للزوار زيارة هذا المتحف واستكشاف ما يحتويه من معروضات.

بماذا تشتهر سمرقند

الأبواب

كانت مدينة سمرقند محاطة بأربع بوابات رئيسية كما يلي:

  • تم إقامة البوابة الصينية شرق المدينة في ذكرى صلاة قديمة، وتم إقامتها مع الصين لتجارة الحرير.
  • يقع باب بخارى شمال المدينة، ويحتوي على واحدة من أهم الكتابات المحفورة في الحمرية اليمنية، التي تقع بين المدينة المنورة وصنعاء
  • يبعد ألف فرسخ بين بغداد وإفريقيا، ويبعد مائتان فرسخ بين سجستان والبحر، ويبعد من سمرقند إلى زمينة
  • سبعة عشر فرسخا.
  • يوجد أيضًا باب النوبار الذي يقع غرب المدينة، واسمه يدل على وجود معبد في المدينة قد يكون بوذيًا.
  • تقع بوابة Check Gate أو Great Gate جنوب المدينة، وتتميز بكونها فريدة من نوعها فيما يتعلق بالمنزل الأصلي لتيمورلنك.

المساجد

فيما يتعلق بالمساجد الرئيسية التي تمثل البناء الإسلامي البارز في المدينة المنورة، فإن أهمها هو مسجد الجامع، الذي تم بناؤه في نهاية القرن الرابع عشر على يد تيمورلنك بعد حملته العسكرية الناجحة في الهند، ويعرف أيضا باسم مسجد النحل بخانوم، وذلك نسبة لاسم زوجته الكبرى، ويمتد باتجاه الشمال والجنوب من المسجد الكبير، كما توجد مسجدان صغيران يتواجهان، ويتميز هذا المسجد بقبابه المزخرفة بالزخارف الإسلامية بشكل أكبر من مساجد سمرقند.

الأضرحة والقبور

كما تتميز سمرقند بوجود الأضرحة والمقابر، وأهمها ضريح الإمام البخاري الواقع بالقرب من قرية باي عريك وقبر تيمورلنك ويعلوه ضريح الأميرة المنغولية تغلوتكين بالإضافة إلى قبر الأميرة شويون آكا وهي أخت تامرلين، وبالقرب منها يوجد قبر أخته الثانية الأميرة توركان آكا، وهناك أضرحة تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي.

المدارس

من أبرز ما يميز سمرقند عبر العصور هو وجود المدارس فيها، مما يعكس اهتمام سكانها ومجتمعها بالتعليم. من بين هذه المدارس، مدرسة أولوغ باي ومدرسة شيرا دار ومدرسة تالا كاري. ومع ذلك، توقفت المدارس عن أداء دورها التعليمي والإسلامي في عام 1336 هـ / 1918 م، وتحولت إلى مبان سياحية، خاصة بعد الاحتلال الروسي واندلاع الثورة الشيوعية.

أعلام مدينة سمرقند

عدد كبير من الأئمة والفقهاء البارزين جاءوا من مدينة سمرقند، ومن بينهم محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي الذي يتصدر القائمة، بالإضافة إلى الأشاع أبو بكر السمرقندي، حارس القرآن في السر،فقد كتب القرآن مرارًا وهو يحرسه، وكان هناك أيضًا أبو منصور محمد بن أحمد السمرقندي، صاحب كتاب شهير يسمى “تُحفة الفقيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى