ادبكتب

مقتطفات رائعة من كتاب عبقرية عمر للعقاد

نبذة عن كتاب عبقرية عمر

كتاب عبقرية عمر” هو كتاب للكاتب المصري عباس محمود العقاد، ويندرج ضمن سلسلة العبقريات التي كتبها العقاد، وتتضمن هذه السلسلة كتبا عن عبقرية محمد، وعبقرية الصديق، وعبقرية أبو بكر، وعبقرية عثمان، وعبقرية علي بن أبي طالب. ومن خلال العنوان، يتضح أن “عبقرية عمر” هو كتاب يتحدث عن عمر بن الخطاب، وقد أطلق الكاتب عليه لقب “الجندي” في الكتاب، وتناول فيه شخصية عمر بن الخطاب وقيادته الفذة التي تؤهله للزعامة

: “لو لم يكن هناك الإسلام ودخوله في حياة عمر بن الخطاب، لكان قائدا لقبيلته العدي، واختيار أبي بكر الصديق لعمر ليصبح خليفته، لم يكن بسبب المفاضلة فحسب، بل لأنه وجد فيه مؤهلات مناسبة للحكم بعد وفاته. يتحدث العقاد في هذا الكتاب عن شخصية عمر ومواقفه العديدة ويناقش أقوال المستشرقين الذين ينتقدونه. يحتوي الكتاب على عدة فصول، حيث يتم التطرق في كل فصل إلى موضوع مختلف، ويحمل كل فصل عنوانا محددا، وهذه هي أسماء فصول الكتاب

  • مقدمة
  • رجل ممتاز
  • صفاته
  • مفتاح شخصيته
  • إسلامه
  • عمر والدولة الإسلامية
  • عمر والحكومة العصرية
  • عمر والنبي
  • عمر والصحابة
  • ثقافة عمر
  • عمر في بيته
  • صورة مجملة

مقتطفات من كتاب عبقرية عمر للعقاد

  • فلا يوجد أسرع من المرأة في إدراك جوانب الرقة والغضب في قلب الرجل في لمحة عين، فالحياة كلها تعتمد على هذين الجانبين منذ القدم، وكيف يتم التعامل مع الغضب بلطف وتحويله، وكيف تظهر الرقة في الوقت الذي تخرج فيه من مكانها، وهل يمكن للقوة أن تمنع ظهور هذين الجانبين عند المرأة، حيث لم يحدث ذلك قط إلا بسبب وجود القوة
  • فما هي الشجاعة إذا لم تتضمن جرأة على الموت في كل مرة تتطلب الاجترار به، ومن يحق له الجرأة أكثر من الشجاع الذي يعرف أن الحق معه، ويجب علينا الوقوف مع الحق سواء حيينا أو متنا، فلنتمسك بالحق ونمت ولا نعيش في الباطل.
  • وقد كان عمرُ قويَّ النفس، بالغًا في القوة النفسية، ولكنه على قوَّته البالغة لم يكن من أصحاب الطمع والاقتحام، ولم يكن ممن يندفعون إلى الغلبة والتوسع في الجاه والسلطان بغير دافع يحفزه إليه وهو كاره؛ لأنه كان مفطورًا على العدل، وإعطاء الحقوق، والتزام الحرمات ما التزمها الناس.
  • ليس الخشونة هي العكس التام للرحمة، وليست النعومة هي العكس التام للقسوة، وليس الذين يثورون ولا يغضبون هم أرحم الناس، فقد يكون الرجل ناعما وهو يتجاوز العنف والبغضاء، وقد يكون الرجل خشنا وهو أكثر خلق الله رحمة تجاه الضعفاء
  • لم يكن قلة رغبته في زخرفة الدنيا هي مقياس حيويته العظمى، بل كان مقياس تلك الحيوية هو الرغبة العظيمة في الإصلاح والتقويم، والسعي لإجراء ما يجب القيام به، بغض النظر عن الجهد الذي يتطلبه ذلك، حيث يتجاوز ذلك أهمية الآلاف من الناس الذين يشغلون أنفسهم بأمور الدنيا.
  • فليست الخشونة نقيضًا للرحمة، وليس النعومة نقيضا للقسوة وليس الذين يستثارون ولا يستغضبون بأرحم الناس، فقد يكون الرجل ناعما وهو منطوٍ على العنف والبغضاء، ويكون الرجل خشنا وهو أعطف خلق الله على الضعفاء بل كثيرا ما تكون الخشونة الظاهرة نقابا يستتر به الرجل القوي فرارا من مظنة الضعف الذي يساوره من قبل الرحمة، فلا تكون مدارة الرقة إلا علامة على وجودها وحذرًا من ظهورها، فالخشونة نقيض الصقل والنعومة، وليست نقيض العطف والرحمة، وعمر بن الخطاب من أفذاذ الرجال الذين تتجلى فيهم هذه الحقيقة أحسن جلاء، حتى في علاقته بالأهل والنساء.
  •   قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما لأبي مريم السلولي قاتل أخيه: والله لا يعجبني منك حتى تحب الأرض الملطومة بالدم! فقال له أبو مريم: أتمنعني لذلك حقا؟ قال له عمر: لا، قال أبو مريم: لا بأس، فإن النساء يحزن على الحب 
  • قد وصفت عمر بن الخطاب امرأة خطبها ورفضته وصفًا لم نسمع فيما قيل عن إيمانه بالله أصدق منه ولا أوجز وأوفى، فقالت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة إنه رجل أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربه بعينه، والذي نعنيه من الوصف هو قولها عن مخافته الله أنه كان يخافه كأنه يراه بعينه!
  • قد يكون رجل وسيما غير محبوب، وآخر وسيم ومحبوب ولكنه غير مهيب، ورجل وسيم يحبه الناس ويخافونه ولكنه لا يحبهم ولا يعطف عليهم ولا يرد لهم المثل. أما النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد كان وسيما ومحبوبا وعطوفا على الناس، واختار له الله أفضل الصفات

تلخيص كتاب عبقرية عمر

كتاب عبقرية عمر هو كتاب جميل يسلط الضوء على شخصية عمر بن الخطاب بشكل واضح وسلس. يقوم الكاتب محمود العقاد بتحليل شخصية عمر منذ طفولته، حيث تلعب طفولة الإنسان دورا في تكوين شخصيته النفسية وتحديد من يصبح عندما يكبر. يروي الكتاب سلسلة من الأحداث ويستعرض أخلاقية عمر، وعزمه وقوته النفسية، ليثبت لنا أن عمر في الجاهلية هو نفسه عمر الفاروق، باستثناء وجهة نظره الأخيرة.

ظهر عند عمر عداء للإسلام؛ ظنا منه أنه عدو يهدد أمان وسلام من حوله والأمور التي اعتاد عليها. بدأ بمحاربة الإسلام من أجل الدفاع عن قبيلته وعائلته ومعتقداته، ولكن حتى هذا الدفاع لم يؤذ به أحد. ولكن بعد إسلامه، أصبح هذا العداء موجها للدفاع عن الإسلام. فقد كان أحد الرموز الذين جاءوا بهم نصرة الإسلام، وأصبح عمر بطلا تاريخيا شهدت الإسلام تحت يديه العديد من التطورات.

يشرح الكاتب عباس محمود العقاد هذا الشخصية الفريدة بذكاء بتركيبتها المعقدة، فشخصية عمر هي شخصية فريدة من نوعها توازن بين العدل والقوة، وتوازن بين القسوة والرحمة

اقتباسات من كتاب عبقرية عمر 

  • كان يقول رضي الله عنه:تجنبوا البطنة؛ فهي تسبب كسلا في الصلاة وتؤثر على صحة الجسم وتزيد من الإصابة بالأمراض، ويجب عليكم التقليل من تناول الطعام الزائد، فهو أكثر صحة للجسم ويساعد على العبادة 
  • ما قاله عمر : إذا رأيتم أخًا لكم يُخطئ، فعليكم بتوجيهه ودعمه والدعاء لله أن يهديه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه
  • وكان وفاؤه لحق الصداقة مثل وفائه لحق الله، وهو سبب من أسباب هذا الشغف الذي عاش عليه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وخليفته الأول، ولذلك كان وفاؤه لا يسمح له بأن يعيش خيرا مما عاشهما
  • البأس والحقّ هما نقيضان؛ فإذا فهمنا رجلاً عظيماً مثل عمر بن الخطاب الذي كان يجمع بين القوة والعدل والرحمة، فإننا سنهدم دين القوة الطاغية من جذوره 
  • وطالما أعجب بقول عبدة بن الطبيب: الإنسان سريع في طلب الأمور التي لا يستطيع فهمها، والحياة تحتاج الى الكمال والرحمة والأمل. وكان عمر ينشد ويقول: على هذا بنيت الدنيا
  • إن العدل لا يتعارض مع القوة في طبيعة الإنسان، بل العدل هو القوة التي تخيف بها الظالمون.
  • قال في بعض عظاته: التمسوا الصدق لدى من يتكلم، والأمانة لدى من يؤتمن، ولا تنظروا إلى صيام أحد أو صلاته
  • قد يكون الرجل رحيمًا بأهل الرحمة والقرابة، وقاسيًا على غيره من الناس، ولكن الرحمة الأصيلة في الطباع تجعل المودة متساوية دون فرق، وتحفز الرحمة، ولا تنتظر حتى تفرضها القرابة بأسبابها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى