مقال نقدي عن الصبر
حث ديننا الحنيف على فضيلة الصبر ودعا إليها، وذكر الله تعالى في القرآن الكريم بأن الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يصاحبه أي شكوى، ووعد المؤمنين الصابرين بالجنة والأجر العظيم، وذكر الله تعالى في القرآن الكريم بأن المؤمنين الصابرين سيحصلون على أجورهم بغير حساب.
جزاء الصابرين
تمحى سيئاتهم
روي عن سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم: ما يصيب المؤمن من وصب أو نصب أو سقم أو حزن، حتى الهم يهمه، لا يكفر به من سيئاته. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني الحديث الشريف أن الشخص الذي يتحمل ما يعانيه من أحزان وهموم ومشاكل، سيمحى سيئاته وتحسب له حسنات، وبالتالي، إذا كان الشخص متحملا، فسيكفر سيئاته وتزداد حسناته.
يرفع مكانة المؤمن
ورد عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه سأل الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ”أي الناس يتعرض لأشد الابتلاءات؟“ فأجاب الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ”الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل؛ لأنه يتعرض الإنسان للابتلاءات بحسب دينه، فإذا كان دينه صلبا وقويا، اشتد بلاؤه، وإذا كان دينه ضعيفا، ابتلي بحسب ضعف دينه، فلا يزال الإنسان يتعرض للابتلاء حتى يمشي على الأرض، وليس عليه ذنب في ذلك.“ صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الصبر على البلاء، كما ذكرنا سابقا، يقلل من الخطايا ويزيد من الحسنات. عندما يحب الله عبده ولكن هذا العبد لا يقوم بأعمال صالحة كافية لبلوغ المكانة الرفيعة التي قدرها الله له، سيبتليه الله بما يتناسب مع إيمانه، ليصبر على ما يمر به ويصل إلى منزلة ودرجة عظيمة لا يشاركها إلا الصابرون.
إشارة على رضى الله
رُوِي أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يصب منه”، ومعنى ذلك أن الله يصيبه بالمرض والابتلاءات، ولكن إذا صبر دون أي شكوى، فإنه يحصل على أجر عظيم وتزداد حسناته وتحط عنه سيئاته، وكلما زادت حسناته، كلما أصبح أكثر قربًا من الله.
فكلما تم ابتلاء المؤمن كلما حطت عنه سيئاته، فعندما يلقى ربه يكون بلا سيئات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: `ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دليل على صدق الإيمان
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: `عجبا لأمر المؤمن؛ إن كل أمره له خير، ولا يحدث ذلك لأحد إلا للمؤمن. إذا أصابته سراء فشكر وكان خيرا له، وإذا أصابته ضراء فصبر وكان خيرا له.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. صبر المؤمن على ما يصيبه هو دليل وإشارة على قوة إيمانه وصدق عقيدته، حيث يصبر ويحتسب أجره عند الله؛ لأنه واثق تماما بأن كل ما يصيبه قد جاء من عند الله وبأمر منه. وبالتالي، فهو يؤمن بالقضاء والقدر، وهو أحد الأركان الأساسية للعقيدة الإسلامية.
أفضل ما يعطى للمؤمن
يقال إن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- قد قال: “سأل بعض الناس من الأنصار النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدا عطاء خيرا وأوسع من الصبر.” فإن صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك.
الصابر في معية الله
قال تعالى: فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا.” صدق الله العظيم. وهذه الآية موجهة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كان الله سبحانه وتعالى يواسيه على ما يفعله الكافرون الذين يحاولون أذية الرسول عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك، لن يتمكنوا من إيذائه وهو في معية الله.
آيات قرأنية عن الصبر
– قال تعالى ” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ” صدق الله العظيم، سورة البقرة الأية 45.
يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية 153: `يا أيها الذين آمنوا، استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين`. صدق الله العظيم.
قال الله عز وجل: `بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتيكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين`، صدق الله العظيم. ذلك في سورة آل عمران آية 125.
– قال تعالى ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ” صدق الله العظيم، سورة آل عمران: 142.
– قال تعالى ” وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ” صدق الله العظيم، آل عمران: 146.