الشورى: هو نظام سياسي تبعه المسلمون في بناء الدولة الإسلامية، ويعتبر وصلة الوصل بين الحاكم والشعب، حيث يتم استشارة أهل العلم والمعرفة في شؤون الدولة. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير الصحابة الكرام في قضايا الدولة واتخاذ القرارات. وكانت الشورى هي الأساس الذي نجحت به الدولة الإسلامية في العصور القديمة، حيث قال الله تعالى: `وأمرهم شورى بينهم`.
أهمية الشورى:
يتم عرض جميع آراء أهل العلم والحكمة في المجلس الشورى، ويتم الاستماع إلى آرائهم ومناقشتها والاستفادة من خبرتهم، وذلك لاختيار أفضل الآراء وتجنب الخطأ أو تقليله، وذلك لأنه يتم اتخاذ آراء مجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة.
يشعر المواطنون بأن لهم دور في اتخاذ قرارات الدولة، ويفهمون أنه ليس الحاكم وحده من يمسك بكافة مفاتيح الحكم، بل يشاركه الحكم مجموعة كبيرة من العلماء والحكماء وأهل الدين، ويشعرون بالطمأنينة بأن الدولة تتخذ القرارات الصائبة.
يحمي مبدأ الشورى الحكام من الغرور والتعظيم الذاتي بسبب تحكمهم في شؤون البلاد، ولكن استشارة أصحاب الخبرة تمنح الأفضلية للجماعة وتحافظ على رضا الشعب بشكل عام، كما أنها تجبر الكبار في السنوأصحاب الخبرة في العلم على الانحياز إلى الرأي العام.
تساعد الشورى في تحسين المستوى الفكري والثقافي في المجتمعات، وتشجع قبول الاختلاف في الرأي، لجعل المجتمع أكثر تحضراً وتقدمًا، ويمكن لطرح المزيد من الأفكار أن يمنح الأفراد القدرة على النقاش والتواصل مع الحكام.
الديمقراطية: هي إحدى الأنظمة السياسية التي يقوم فيها الشعب بحكم نفسه بنفسه، أي يتمكن الشعب من اختيار سلطته المنتخبة لتحكمه، ويصبح الشعب مصدر السلطة في البلاد، ويتمكن من اختيار الحكومة وطريقة الحكم ونظام الدولة والقوانين، ويصبح الشعب أساس الحكم في البلاد، وقد نشأ هذا النظام في العالم الغربي في الفترة ما بين العصور الوسطى وعصر النهضة، حيث كانوا يطالبون بالحرية بعد استبداد وظلم الحكام.
أنواع الديمقراطية:
– الديمقراطية المباشرة: يتم في هذه النظام الحكم الشعبي، حيث يشارك الشعب في صناعة القرارات ووضع القوانين، ويتم التصويت على أي قرارات تتخذها الحكومة بصورة مباشرة دون أن ينوب عنهم أحد، ويتم تطبيق هذا النظام في أثينا.
– الديمقراطية النيابية: يقوم الشعب باختيار نواب يختارون الحكومة ويصوتون على القوانين. ولا يقوم الشعب باتخاذ أي قرار مباشرة، بل يتم ذلك عن طريق مجموعة النواب الذين تم اختيارهم. ويعتبر هذا النوع من الديمقراطية الأكثر انتشارا في العالم، ويعرف هذا النظام أيضا باسم النظام الجمهوري.
– الديمقراطية الشبه مباشرة: في هذا النظام، يشارك الشعب في اتخاذ القرارات بشكل شبه مباشر من خلال انتخاب نواب، ومع ذلك، لا يزال هناك صلة بين الشعب والنواب، حيث يحق لهم إقالة النائب وانتخاب نائب آخر، وتم تطبيق هذا النوع من النظام في سويسرا.
الفرق بين الشورى والديمقراطية:
– هناك الكثير من الفروق بين الشورى و الديمقراطية، ويظهر أول فرق بين النظامين، فالأول هو نظام رباني أمر الله تعالى به النبي عليه السلام حيث قال تعالى (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمرِ)، بينما الديمقراطية مبدأ قام البشر بوضعه مطالبين بالحرية والعدل والثورة على استبداد الحكام.
– ويقوم مبدأ الشورى على أخذ رأى المختصين والخبراء لأنهم أعلم الناس في الأمر المراد اتخاذه ، ويتم مناقشة الآراء ومن ثم اتخاذ الرأي الأكثر صوابا بين كل الآراء المطروحة، أما الديمقراطية فيتم من خلالها أخذ جميع الآراء دون الاهتمام بالمعرفة أو الخبرة، ويتم أخذ القرار على حسب رأي الأغلبية بغض النظر عن إذا كان الرأي صواب أم خطأ.
– مبدأ الشورى يتخذ أحكامه من الشرعية الإسلامية ولا يمكن أن يحيد عنها أو يغيرها لأنه يتبع الشرعية الإسلامية والقرآن والسنة، أما الديمقراطية فتأخذ أحكامها من رأي الأغلبية وهي ليست مرتبطة بعقيدة ولا شرعية ولا دين، وقد يتحكم في هذا الرأي جاهل أو حاكم فاسم مما يؤدي إلى فساد البلاد.