معنى مقولة “من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا “
الحسن البصري هو قائل عبارة `من عرف الموت، انكسرت عليه مصائب الدنيا`، وهو أحد علماء أهل السنة والجماعة، وأحد أعلم علماء عصره (21 هـ – 110 هـ). تربى في بيت رسول الله، وصفه العلماء بالحجة والثقة، وكان عابدا زاهدا في متاع الدنيا، وحافظا لكتاب الله. تمتع بالفصاحة والشجاعة في مواجهة الحروب، ودعا له عمر بن الخطاب قائلا: `اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس`.
نشأة الحسن البصري :
هو الحسن بن أبي الحسن يسار، وكنيته أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري المولود في عام 642م الموافق 21 هـ، عاش وترعرع في بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، كانت أمه “خيرة” خادمة أم سلمة زوج رسول الله، التي أرضعته وأويته في بيتها، نشأ بين كبار الصحابة، صحابة رسول الله وهو ما دفعه لتعلم الحديث والرواية عنهم، حضر استشهاد عثمان بن عفان الصحابي الجليل وكان وقتها في الرابعة عشر من عمره، في عام 658م انتقل إلى البصرة حيث تلقى العلم على يد علماؤها، عمل لمدة عشر سنوات كاتباً في غزوة لأمير خرسان، استقر بعدها في البصرة ينهل من العلم حتى أصبح أشهر علماء عصره، شغل منصب مفتي البصرة حتى وفاته في عام 728م الموافق 110 هـ.
من عرف الموت، انكسرت عليه مصائب الدنيا :
هذه العبارة هي واحدة من أهم أقواله وحكمه الشهيرة التي تحمل معاني كبيرة وهامة. تلخص الحياة في كلمة واحدة، وهي الموت. بغض النظر عن مدة الزمن والعمر، نهايتنا حتمية وهي الموت. إنها أكبر حقيقة نواجهها في حياتنا. إذا فهم الإنسان هذه الحقيقة، فسيدرك أن الدنيا، بكل نعمها ومتعها وآلامها وهمومها ومصاعبها، هي زائلة ومؤقتة. ستبقى الآخرة دائما.
لذلك إحرص على النعيم الثابت والحياة الدائمة التي لا موت فيها، واشحن طاقتك واملئها تفاؤل واستعد وأعد العدة والزاد من طاعات وأعمال طيبة وحسنات وقراءة قرآن وصدقة، تكن أسعد الناس في الدارين الدنيا والآخرة ولا يصيبك الحزن ولا الهم، فأنت تعلم أنه فاني وزائل لا محالة فهنيئاً لمن عمل وأتقن وحسرة على من خسر وبدد.
كتابه الشهير لعمر بن عبد العزيز :
كتب الحسن البصري ذات يوم كتاباً إلى عمر بن عبد العزيز ناصحاً إياه بحفظ الأمانة ويقصد بها الرعية والملك وبلاد المسلمين فهي بمثابة الأمانة التي استأمنه عليها الله والتي سوف يسأل عنها حين يلقاه قائلاً : “فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال، وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله”.
قالوا عنه :
– قال عنه أنس بن مالك حينما سأله بعض الناس عن مسألة فقال : سلوا مولانا الحسن، قالوا : نسألك وتقول سلوا الحسن، قال : سلوا مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا.
– قال عنه قتادة وهو صحابي جليل : لم أجلس مع رجل عالم دين إلا وجدت فضل الحسن فيه.
أشهر أقواله :
– لكل أمة وثن وصنم هذه الأمة الدرهم والدينار.
– الحياة هي أحلام نوم أو كظل زائل، والشخص الحكيم لا يخدع بمثل هذهالأمور.
ما يجعل عبد ذكر يشعر بالموت هو تصغير الدنيا بالنسبة له.
-المصافحة تزيد في الود.
سيئُ الرفيقِينَ الدرهمُ والدينارُ لا ينفعانِكَ حتَّى يفارقَاكَ.
إذا تنافسك شخص في دينه، فتنافسه، وإذا تنافسك في دنياك فألقها في نحره.