معنى الايثار و اهميتة
الإيثار هو أحد أهم صفات ومشاعر الإنسان التي يرشدنا إليها الله سبحانه وتعالى. صاحب الإيثار يتميز بالخلق الحسن وحب الخير للآخرين وتفضيلهم على نفسه. وسنوضح في هذا المقال المعنى التعريفي للإيثار وآدابه وفوائده وشروطه وضوابطه بالتفصيل .
معنى الإيثار
تم تعريف الإيثار على أنه يفضل الاهتمام بالآخرين على النفس، وذلك لأنه يجلب الفائدة والمنفعة لهم. وبذلك، يفضل الشخص المؤثر مصلحة الآخرين على مصلحته الشخصية ويسعى دائما لكسب الأجر والثواب من الله تعالى، دون أن ينتظر كلمات الشكر والثناء من الآخرين .
الإيثار هو من أعظم وأرفع صفات الكرم والسخاء، ولا يتحقق إلا لدى الأشخاص الكرام المحبين للخير والعطاء. وحثنا الإسلام وأرشدنا إلى أهمية الإيثار، متماشين مع قوله تعالى: `وٱلذين تبوءوا ٱلدار وٱلإيمـٰن من قبۡلهمۡ يحبون منۡ هاجر إليۡهمۡ ولا يجدون فى صدورهمۡ حاجة۬ ممآ أوتوا ويؤۡثرون علىٰٓ أنفسهمۡ ولوۡ كان بهمۡ خصاصة۬ۚ ومن يوق شح نفۡسهۦ فأولـٰٓٮٕك هم ٱلۡمفۡلحون` سورة الحشر الآية رقم [9] .
درجات الإيثار
هناك عدة مستويات من الإيثار، ولكل منها مفهومه وتعريفه الخاص
-أولًا : يمكن للشخص أن يفضل الآخرين على نفسه دون أن يؤثر ذلك سلبا عليه، مثل تفضيل الآخرين بتناول الطعام اللذيذ دون أن يتعرض للجوع الشديد وما إلى ذلك .
-ثانيًا : يعتبر هذا من أهم أنواع الإيثار، حيث يفضل الشخص المؤثر رضا الله تعالى على رضا الناس، حتى لو قام بفعل ما يخالف رغباتهم، وذلك بهدف إرضاء الله .
-ثالثًا : ومن أعلى درجات الإيثار هي أن يُنسب الإنسان هذا الإيثار لله جل وعلا، حيث يفضِّل الآخرين على نفسه وينسب هذا الخلق الحسن إلى توفيق اللهعز وجل له .
آداب الإيثار
الابتعاد عن الرياء والإخلاص لله عز وجل وحده عند القيام بالإيثار، لأن تفضيل الآخرين على النفس بهدف الحصول على الشكر والثناء من الناس يعد أحد أشكال الرياء، مما يوضح أهمية إخلاص النية لله عز وجل عند الإيثار .
يجب أن يكون حب الله تبارك وتعالى والرغبة في الامتثال لأوامره وتفضيل الآخرين على النفس وتلبية احتياجاتهم من أجل إرضاء الله ورسوله، هي من أهم دوافع الإيثار .
يؤكد المبدأ الإسلامي أن الأقربون أولى بالمعروف، وبالتالي يجب أن يكون الإيثار أولًا للأهل والأقارب قبل الأشخاص الغرباء على النفس .
يتوجب الإيثار عن الشخص الأكثر حاجة والأشد فقرًا وإعطائه الأولوية في أي شيء يحتاجه، حيث إن الإيثار يرفع من قدر الشخص المؤثر عند الله عز وجل .
فوائد الإيثار
يوفر الإيثار العديد من الفوائد والتأثيرات الإيجابية الهامة للأفراد والمجتمع بأكمله، مثل:
يؤدي الإيثار إلى تعزيز روح التعاون والتكافل الاجتماعي وانتشار المحبة والخير بين جميع أفراد المجتمع، وينمي شعور أفراد المجتمع بالمسؤولية والحب تجاه الآخرين .
الإيثار هو واحد من العوامل الرئيسية التي تساعد على التخلص من العديد من الصفات السيئة، مثل البخل والبغض والحسد وحب النفس. وفي المقابل، يساعد على تعزيز الرغبة الدائمة في مساعدة الآخرين وحب الغير وانتشار المودة والتراحم .
عندما ينتشر مفهوم الإيثار بين أفراد المجتمع، فإنه يؤدي إلى تعزيز التعاون والمساعدة المتبادلة بين الناس وزيادة معدل الدعم الاجتماعي والاقتصادي، مما يؤدي إلى عدم وجود فقراء أو محتاجين في المجتمع .
من الناحية الإيمانية، فإن التحلي بصفة الإيثار يعد من أهم عوامل حب الله عز وجل والحصول على أجرٍ وثوابٍ عظيمين، بالإضافة إلى كونه واحدًا من أهم صور الاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
ضوابط الإيثار
على الرغم من أن الإيثار هي واحدة من الصفات الأساسية التي يجب أن تنتشر في المجتمعات، وخاصة المجتمعات الإسلامية، إلا أن هناك ضوابط وشروط يجب مراعاتها عند الإيثار، مثل
يجب أن لا يتعارض هذا التفضيل مع قواعد ومبادئ الشريعة والإيمان؛ على سبيل المثال، عدم تقديم الخمر أو أي شيء يغضب الله عز وجل لشخص آخر .
الإيثار هي صفة تدل على الأخلاق الإنسانية الرفيعة، ومع ذلك يجب أن لا يؤدي هذا الإيثار إلى إلحاق الضرر والإيذاء بالشخص المتأثر .
يجب أن يكون الإيثار متوازنًا ومعتدلًا؛ حيث أنه خاطئ، على سبيل المثال، أن يترك الشخص عمله ومصدر دخله من أجل تقديم الخدمات للآخرين، لأن ذلك سيؤثر سلبًا عليه وعلى عائلته وأبنائه .
يجب أن لا يتبع الإيثار بالإيذاء لأن إسداء الخير للآخرين مع مراعاة حقوقهم يؤدي إلى تقليل الأجر والثواب، ويتنافى تمامًا مع المعنى الحقيقي للإيثار .