المجتمعمنوعات

ما هي طرق علاج مدمن الخمر ؟

غالبا ما نسمع عن أشخاص مدمنين على شرب الخمور أو الكحول بجميع أنواعها، والمعروف أن هؤلاء الأشخاص قد تعودوا على استهلاك وشرب الخمور، بل وصلوا إلى حد الإدمان عليها وعلى المواد الكحولية. إن هذه العادة السيئة قد تطورت لديهم إلى حد أنهم أصبحوا مدمنين عليها، ولم يعدوا قادرين على الإقلاع عنها، لأن الإسلام حظر شرب الخمور والمشروبات الكحولية بشكل قاطع وصريح؛ وذلك بناء على حكمة الله تعالى لمنع خطورتها وآثارها السلبية على الفرد المسلم والمجتمع بأكمله. فالشخص المدمن على الخمور والكحول هو الشخص الذي يتصرف بطريقة غير لائقة وغير صحيحة، ومن المعروف أن آثار الإدمان على الخمور والكحول تتجاوز حياة الشخص المدمن نفسه، وتؤثر أيضا على المجتمع من خلال ارتكابه لأسوأ الجرائم والمحظورات، سواء كانت ضد الدين أو العادات والتقاليد الاجتماعية. لذلك فإن الإسلام حظرها، وصل الأمر إلى لعن الشارب والمروج والمعاون والناقل والمنتج للخمور والمشروبات الكحولية، أي كل من يساعد على توفيرها، وقد ثبت علميا أيضا الضرر الكبير الناتج عنها. فقد أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية أن تناول الخمور بشكل متكرر يؤدي إلى حالة إدمان، حيث لا يستطيع المدمن تركها أو التوقف عنها، وبالتالي تؤثر سلبا على صحته الجسدية .

أهم التأثيرات السلبية الضارة التي تسببها عملية تناول الخمور والكحوليات على صحة الإنسان النفسية والجسدية هي:

أولاً :التليف الكبدي هو مرض خطير ومستعصي العلاج ومهلك لصحة الإنسان. يمكن أن يكون قاتلا في الغالب إذا وصل إلى مراحل متقدمة. تبدأ أعراض هذا المرض بأعراض بسيطة، ربما لا يلاحظها المريض أو يشعر بخطورتها. تشمل هذه الأعراض شحوبا في الوجه مع اصفرار في الجسم، وفقدان الشهية للطعام. مع مرور الوقت، يشعر الإنسان بالأعياء الشديدة والإحساس بالخمول، ومن ثم تظهر أورام في مناطق مختلفة من الجسم، وخاصة في الكبد والكلى، ويترافق ذلك مع حدوث نزيف داخلي في الأمعاء البشرية. يعني وصول المريض لهذه المرحلة من المرض ضعف نسب شفائه وحتى انعدامها، كما يؤدي هذا المرض إلى تدمير بعض أجهزة الجسم الأخرى، مثل القلب، مما يجعله يعاني من ضعف في ضرباته، ويدخل المريض في حالات من الغيبوبة وفقدان الوعي .

ثانياً :- – الإصابة بالاكتئاب والعزلة: يحدث ذلك عندما يتناول الشخص كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، والتي تسبب التوتر واضطرابات في الجهاز العصبي البشري. يتحول الشخص إلى شخص عدواني وعصبي بشكل شديد تجاه من حوله، بالإضافة إلى فقدان التركيز والقدرة على فهم الأشياء. يبدأ المدمن في الوقت المناسب في تجربة ضغط نفسي وتوتر عصبي شديد، مما يدفعه إلى الانسحاب والعزلة والابتعاد عن الآخرين. في كثير من الحالات، يمكن أن تتطور هذه الأعراض المرضية إلى اكتئاب مزمن يؤدي في النهاية إما إلى الموت أو الانتحار.

الآثار المدمرة التي تنتج عن إدمان الخمور والكحوليات على الأسرة والمجتمع هي:-

أولاً :- يحدث العديد من الجرائم والأفعال الشديدة القبح من قبل المرتكب ضد الأشخاص المحيطين به، مثل القتل أو السرقة أو الاغتصاب .

ثانياً :- يحدث التشريد لأسرة المدمن أو المصاب، حيث يتعرضون للدمار من جميع الجوانب، وفي العديد من حالات الإدمان يقوم المدمن ببيع كل ما يملك من أجل الحصول على الخمور والكحوليات، وبالتالي يفقد الأسرة كل شيء .

كيفية وطرق علاج الإدمان على الخمور :- – هناك ثلاث مراحل رئيسية لعلاج إدمان الكحول والخمور، وهي

أولاً :- – مرحلة التدخل المباشر: يقوم الشخص المسؤول عن العلاج أو الطبيب بالتدخل المباشر في هذه الطريقة العلاجية بالتحدث مع المدمن وتعريفه بأضرار الخمور وتأثيرها السيئ على صحته، وذلك لبناء أساس ورغبة لدى المريض في العلاج والتخلص من الإدمان، ويعود ذلك إلى أن العديد من المرضى ينكرون إدمانهم، ولذلك يتم زرع الاستعداد النفسي لديه كخطوة أولى في العلاج .

ثانياً :- في مرحلة تنقية الجسم من السموم، التي تأتي بعد المرحلة الأولى، يقوم المسؤول عن العلاج بإزالة وتنقية جسم المدمن من تلك المواد السامة التي احتجزت في جسده بسبب الإدمان. تبدأ عملية التنقية بإعطاء المريض بعض المواد الكيميائية المعينة عن طريق الحقن في الدم، والتي تعمل على سحب المواد السامة من جسده. وكلما زادت مدة إدمان المريض للخمور والمواد الكحولية، زادت قوة وألم الأعراض الانسحابية لتلك المواد السامة .

ثالثاً :- مرحلة العلاج والتأهيل: بعد تحسن حالة المدمن، تتابع الجهة التي قامت بعلاجه لضمان عدم عودته إلى إدمان المخدرات، كما تقدم له الدعم النفسي لمساعدته على اتباع أسلوب حياة جديد بعيدا عن الأسلوب السابق الذي أدى إلى الإدمان، وتعزز ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة المجتمع مرة أخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى