سبب نزول سورة الحشر وسبب تسميتها بهذا الاسم
سورة الحشر : هذه السورة هي إحدى السور المدنية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ونزلت في السنة الرابعة للهجرة، وهي السورة التاسعة والخمسون ونزلت بعد سورة البينة، ويبلغ عدد آياتها 24 آية، وعدد كلماتها 445 كلمة، وعدد حروفها 1,973 حرفا.
سبب تسمية سورة الحشر بهذا الاسم :
سميت سورة الحشر بهذا الاسم لأن الله تعالى ذُكر فيها كلمة الحشر، حيث قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)، وقد أطلق عليها الرسول اسم الحشر لأنها تحدثت عن حشر يهود بنى النضير والحشر هو أحد أسماء يوم القيامة ويعني الخروج والجلاء.
تعرف السورة أيضًا باسم سورة بني النضير، حيث قال سعيد بن جبير: (قلت لابن عباس سورة الحشر قال: قل سورة النضير)، وبالنسبة لـ “النضير”، فإنه يشير إلى بني النضير، حيث تم ذكر قصتهم في السورة الكريمة.
فضل سورة الحشر :
تعتبر سورة الحشر من السور ذات الفضل العظيم وخاصة آخر آيات السورة، وقد ورد حديث شريف حيث روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكّل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة)، ولكنها من الأحاديث ذات الاسناد الضعيف.
سبب نزول سورة الحشر :
– نزلت سورة الحشر في يهود بني النضير الذين عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر هو والمسلمين إلى المدينة المنورة ألا يقاتلوه ولا يقاتلوا معهم، ثم نقضوا عهدهم بعد هزيمة المسلمين في معركة احد، وأظهروا العداوة والبغيضة للرسول وللمسلمين، وكانوا يخططوا لقتل الرسول فحاصرهم الرسول وأمرهم بالخروج من المدينة.
– قيل عن ابن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي، أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون، وأنكم لتقاتلون صاحبنا أو لنفعلن كذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم وبين الخلاخل شيء، فلما بلغ كتابهم اليهود، اتفق بنو النضير على الغدر، وأرسلوا إلى النبي أن يخرج إليهم ثلاثون من أصحابه، ومعهم ثلاثون حبرا، حتى يلتقوا في مكان يقع في النصف بينهم وبين النبي، ليسمعوا منه، فإذا صدقوه وآمنوا به، آمنوا به جميعا. فخرج النبي مع ثلاثين من أصحابه، وخرج إليه ثلاثون حبرا من اليهود، حتى عندما وصلوا إلى الموقع، قال بعض اليهود لبعضهم: كيف يتخلصون من النبي وثلاثين رجلا من أصحابه الذين يفضلون الموت قبله
فأرسلوا كيف نتفق ونحن ستون رجلا اخرج في ثلاثة من أصحابك وتخرج إليك ثلاثة من علمائنا أن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك ، فخرج النبي في ثلاثة من أصحابه ، وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر ، وأرادوا الفتك برسول الله فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها وهو مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول الله وأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي فساره بخبرهم فرجع النبي فلما كان من الغد عدا عليهم بالكتائب ، فحاصرهم ، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء ، على أن لهم ما أقلت إبل إلا الحلقة وهى السلاح ، وكانوا يخربون بيوتهم فيأخذون ما وافقهم من خشبها فأنزل الله تعالى “لله ما في السموات وما في الأرض حتى بلغ والله على كل شيء قدير”) .
وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حرق وقطع نخل بني النضير، بعد ذلك أنزل الله تعالى “ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين” على الناس
وقال ابن عباس : جاء يهودي إلى النبي وقال: أنا أقوم فأصلي، فقال النبي: قدر الله لك ذلك أن تصلي. قال: أنا أقعد، فقال النبي: قدر الله لك أن تقعد. قال: أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها، فقال النبي: قدر الله لك أن تقطعها. فجاء جبريل وقال: يا محمد، لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم على قومه، وأنزل الله تعالى “ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين”، أي اليهود .