مدينة زايو، التي يُطلق عليها لقب `المدينة اليتيمة`، هي إحدى المدن الهادئة في المغرب وتقع في منطقة الريف بالقرب من مدينة الناظور، ومع ذلك، فإن مدينة زايو لا تزال غير معروفة بالنسبة لبعض المغاربة ومجهولة لدى الكثيرين، لذلك سنتعرف عليها بشكل أفضل من خلال هذا المقال.
موقع مدينة زايو و أصل سكانها
مدينة زايو أو ثايوث بالأمازيغية أو كما يطلق عليها الكثيرون المدينة اليتيمة، هي مدينة تقع بإقليم الناظور في منطقة الريف، في المنطقة الإدارية الشرقية، في شمال شرق المغرب، وهي تبعد عن مدينة الناظور ب 40 كيلومتر، على الطريق المؤدية إلى مدينة بركان، تحد شرقاً مع جماعة أولاد داوود الزخانين وجنوباً وشمالاً وغرباً مع جماعة أولاد ستوت، وتمتد على مساحة 52 كلم2، كما تقع على بعد 58 كم من الجزائر، و يعتبر أغلب سكان المدينة من قبائل كبدانة والنازحين من الريف وقبائل آيت يزناسن وأولاد ستوت، ونظراً لموقعها الجغرافي فإن مدينة زايو تحضى بأهمية إستراتيجية من الناحية الاقتصادية، حيث تعتبر محوراً لمرور البضائع و المنتوجات الفلاحية باعتبار موقعها على الطريق الوطنية رقم 2 ‘ وجدة – بركان – الناظور’ والإقليمية 6204 ‘ تاوريرت – رأس الماء’.
الكثافة السكانية و المناخ
يبلغ عدد سكان مدينة زايو 38،806 نسمة و 8282 أسرة وفقا للإحصاء الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط في المغرب في عام 2014، ويتميز المناخ في المدينة بالمتوسطية الشبه جافة حيث تكون التساقطات غير منتظمة ومتفاوتة من سنة لأخرى، وتتركز بشكل رئيسي بين شهري ديسمبر وأبريل بمعدلات سنوية تتراوح بين 200 و 300 ملم، وتشهد مدينة زايو في فصل الصيف ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة بسبب جغرافيتها الواقعة تحت سفح جبل سيدي عثمان، مما يمنع وصول رياح البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما جعلها تشتهر بلقبة “الحارة” بين سكان المنطقة
التعليم و الصحة في مدينة زايو
فيما يتعلق بالتعليم في المدينة، تتواجد مدارس ثانوية ومدارس إعدادية ومركز للتكوين المهني، والعديد من المدارس الابتدائية حيث يتلقى غالبية الأطفال التعليم الأولي، سواء كانت تلك المدارس تقليدية أم عصرية، حيث تم توفير تغطية لـ80% من الاحتياجات التعليمية، وهناك 9 مؤسسات تعليمية ابتدائية في المدينة تستوعب 3636 تلميذا، بنسبة 47.74% إناثا و52.25% ذكورا، وتحتوي على 108 فصول، أي معدل 34 تلميذا في كل فصل.
زيد بن ثابت هو شخص مهم في التعليم الديني، ويقوم بأدوار مهمة في اكتساب المعرفة، بما في ذلك حفظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الشرعية. يأتي إليه العديد من الطلاب سنويا، وتتولى جمعية زيد بن ثابت تعليم القرآن والعلوم الشرعية للطلاب وتقديم المساعدة لهم من خلال توفير الإقامة وتوفير الطعام، وذلك بفضل التبرعات والهبات والمساعدات التي تتلقاها المؤسسة من الأشخاص الكرام، وخاصة من المغتربين المغاربة. وهناك ثلاثة مراكز في المدينة مخصصة لمحو الأمية وتعليم النساء.
يوجد في الجماعة منزل للشباب وخزانة جماعية بالتعاون مع وزارة الثقافة وقاعة رياضية مغطاة وملعب جماعي ومركز اجتماعي وتربوي ومركز لتأهيل ودمج المرأة ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز للتعليم والتدريب، كما يوجد مركزين صحيين في مدينة زايو مع وجود عدد قليل من الأطباء والممرضين، ويوجد أيضا قاعة للولادة، وتم بناء مستشفى محلي لا يزال قيد الإنشاء، وقد قام سكان المدينة بالاحتجاج مؤخرا للمطالبة بفتح المستشفى على وجه السرعة خاصة في ظل انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء المغرب.
الوضع الاقتصادي في مدينة زايو
بسبب نقص فرص العمل وضعف البنية التحتية وعدم وجود مراكز صحية تلبي احتياجات المواطنين في المدينة، يضطر العديد من السكان للهجرة إلى مدن أخرى بحثا عن عمل، بدلا من قضاء وقتهم في المقاهي والحدائق ومشاهدة التلفزيون. ووفقا للبيانات الرسمية، أعلنت المندوبية العامة للتخطيط في المغرب عن أرقام وبيانات سلبية حول معدل البطالة في مدينة زايو خلال العام الماضي، حيث بلغت نسبة العاطلين 27.8٪ من إجمالي السكان النشطين، وتزايد معدل البطالة بين الإناث لتصل إلى 56.5٪، بينما بلغت نسبة العاطلين 21.9٪ من الذكور.
تواجه المدينة منذ فترة مشاكل اقتصادية، حيث تم إغلاق بنك وسوق ممتاز وعدة محلات كبيرة في المدينة، على الرغم من موقعها الاستراتيجي الجيد، مما يشير إلى أن الأزمة تفوقت على التوقعات. وأكد عدد من أصحاب الأسواق الممتازة في مدينة زايو أنهم قريبون جدا من الإغلاق، حيث لم يعدوا يحققون أرباحا ويتجهون نحو المزيد من الخسائر بسبب الأزمة. وأضافوا أن وباء كورونا أضاف المزيد من المشاكل للمواطنين، بالإضافة إلى الديون وإصدار الشيكات بدون رصيد بين الأشخاص العاديين. وبسبب تضييق التجارة غير الشرعية، اضطر الكثيرون إلى التحول من الطبقة المتوسطة إلى الفقراء. ويزيد من الأزمة تفشي معدلات البطالة العالية بين الشباب الذين يحملون مؤهلات عالية، إلى جانب ارتفاع الأسعار والحصار الاقتصادي. هذه بعض المشاكل التي تعانيها زايو، وهي أزمة اقتصادية تتطلب عمل الجميع من أجل إيجاد بدائل اقتصادية وتوفير فرص العمل للعاطلين في المدينة.
في المدينة يوجد سوق أسبوعي يقام كل يوم خميس حيث يجتمع الناس فيه. وتشتهر مدينة زايو بمعمل السكر الذي ينتج السكر ويوفر فرص عمل لسكان المدينة. ومع ذلك، يتعرض المدينة للخطر الصحي والبيئي بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من مداخن المعمل خلال فصل الصيف، وقد أكد العديد من المواطنين ذلك في وقت سابق. وما زال هناك جدل واسع بين إدارة المعمل والمواطنين لحل هذه المشكلة ووضع حد لها. وزادت حدة هذه الاحتجاجات بسبب عدم مساهمة المعمل في التنمية الاقتصادية التي تشهدها المدينة، حيث يستخدمون عمال موسميين من خارج زايو، وفقا لشهادة بعض المواطنين.
تتميز مدينة زايو الجميلة بتوفر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمنتجات المطلوبة محليًا وعالميًا مثل البرتقال على سبيل المثال، كما يعد سهل “صبرا” في المنطقة مصدر رزق لعدد كبير من الأسر.
الطرق و البنية التحية في زايو
تبعد الجماعة 41 كيلومترًا عن مطار العروي و 80 كيلومترًا عن مطار وجدة أنكاد، وتتوفر فيها شبكة طرقية متواضعة وتوزع كالتالي:
- كلم هي إحدى الطرق المعبدة والموجودة فيأحياء المركز والمحاور المصنفة.
- تشمل المسالك غير المعبدة الموجودة بشكل خاص في المناطق السكنية، وجميع هذه المسالك صالحة لعبور السيارات ولا يوجد في الجماعة أي قرى معزولة عن النقل.
- تتوفر لدى الجماعة أسطول كبير من سيارات الأجرة الكبيرة في اتجاه زايو – الناظور وزايو – بركان، وسيارات أجرة صغيرة داخل المدينة، وعدة سيارات مخصصة للنقل المزدوج تربط مدينة زايو بجماعة حاسي بركان وجماعة أولاد داود الزخانين.
منذ سنوات طويلة، يدير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مرفق الماء في مدينة زايو، ويبلغ عدد المشتركين في المدينة حسب الإحصاءات 15432. تبلغ نسبة التزود بالماء الصالح للشرب 63.21%. تشتكي بعض سكان المدينة منذ فترة من رداءة جودة مياه الشرب في صنابير منازلهم بسبب تغير لون ورائحة الماء الصالح للشرب. أما بالنسبة للكهرباء، فيوجد تغطية شاملة للجماعة، ويوجد أكثر من 23 محولا كهربائيا. ومن الملاحظ أن بعض المنازل لا تزال غير موصولة بالكهرباء.
فيما يتعلق بالأماكن الترفيهية والمنتزهات في المدينة، لا توجد أماكن مميزة في غياب الشوارع الواسعة والأسواق المصنفة والمكتبات ودور السينما والمسارح في هذه المدينة الجميلة. وتتوفر فقط حديقة الإيكولوجية وبعض حدائق شارع النصر التي يزورها الكثيرون للتحدث والتنفس الهواء النقي، كما أن معظم الشباب في المنطقة لا يملكون إلا شاطئ رأس الماء “قابوياوا” أو يتوجهون إلى شاطئ “قرية أركمان.