يعود كتاب المغني لمؤلفه الإمام المجاهد الزاهد، وهو شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي، حيث وُلد في عام 541هـ وتوفي في عام 620هـ، وينتسبإلى سلالة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي.
نبذة عن الشيخ موفق الدين
درس الشيخ الموفق مع شيوخ مدينة دمشق حتى بلغ عمره عشرين عاما، ثم سافر إلى بغداد مع الحافظ عبد الغني المقدسي، ابن خاله الذي كان في نفس عمر الشيخ. وعاش الاثنان مع الشيخ عبد القادر الجيلاني في مدرسته .
كان الشيخ موفق قد حفظ مختصر الخرقي قراءة فهم وتدقيق، أثناء وجوده في دمشق فقرأه على الشيخ الجيلاني ، وتوفي الشيخ عبد القادر عام 561هـ، فقرأ على خلق كثير من أعلام بغداد وعلمائها، جلس في بغداد أربع سنين، وعاد بعد ذلك إلى دمشق فجدد عهده بها وبذويه فيها، ثم حج ورجع مع وفد العراق إلى بغداد .
عمل مع الشيخ أبي الفتح ابن المني الحنبلي (عام :583هـ)، وقال له معلمه، ابن المني: استقر هنا، فإن بغداد تحتاج إليك، وأنت تغادر بغداد ولا تترك مثيلك هناك. ومع ذلك، عاد إلى دمشق وعاش هناك وعمل في التدريس والكتابة، وتعلم الكثير من الأشخاص منه، بما في ذلك ابن أخيه شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر (ت:682هـ) الذي كتب الشرح الكبير. ومنهم أيضا شارح العمدة بهاء الدين المقدسي (ت:624هـ).
وكان مجلسه مليئًا بالمحدثين والفقهاء وأهل الخير دائمًا، ومع مرور الوقت، زاد زهدهم وفضلهم وعلمهم وحياؤهم ومكارم أخلاقهم، حتى أصبح من كبار علماء المسلمين في أمورالفقه والحديث والعبادة والتقوى وأصول الدين، وفي الفرائض والمواقيت وعلوم العربية والحساب.
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: ما رأيت مثل الموفق.
في عام ٥٨٣ هـ عندما حشد صلاح الدين الأيوبي جيوش الإسلام، كان الموفق وأخوه أبو عمر وشباب أسرتهما ونجباء تلاميذهما في المجاهدين .
الكتب التي ألفها الشيخ الموفق
كتب الشيخ موفق الدين العديد من الكتب في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، بمن فيها: الكافي، والمقنع، والعمدة وغيرها، وكتاب في أصول الفقه (روضة الناظر وجنة المناظر)، وبالإضافة إلى ذلك .
لديه كتب أخرى مثل كتاب “الاستبصار في نسب الأنصار” و”التبيين في نسب القرشيين” وهذا يتعلق بالأنساب، وكتاب “الاعتقاد” و”البرهان” و”التوابين” و”لمعة الاعتقاد” وهذا الكتاب يتعلق بالعقيدة، وكتاب “فضائل الصحابة” وكتاب “فضائل عاشوراء.
مختصرات الشيخ موفق الدين
يُذكر كتابان مختصران في العلل والهداية، ويُشار أيضاً إلى بعض المسائل التي يتناولها المؤلف في كتابه، مثل “مسألة العلو” و “مسألة تحريم النظر إلى علم الكلام” و “فتاوى ومسائل منثورة”، ولقد ذكر الذهبي وابن رجب والصفدي أيضاً أكثر كتبه.
نبذة عن كتاب المغني لابن قدامة
كتاب المغنى هو عبارة عن شرح لمختصر أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي ، كما ذكر المؤلف ذلك بنفسه في أول كتابه يقول ابن قدامة: كتاب المغني ثم رتبت ذلك على شرح مختصر أبي القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي ، لكونه كتاباً مباركاً نافعاً ومختصراً موجزاً جامعاً، ومؤلفه إمام ٌ كبير صالحٌ ذو دين .
وصف كتاب المغني لابن قدامة
يأتي كتاب المغني في خمس عشرة مجلدًا مع فهارس، وتم طباعة اثني عشر نسخة منه في مكتبة الظاهرية بدمشق ونسخ أخرى من دار الكتب المصرية، وقد شارك في تحقيقه وإخراجه عدد من الباحثين والمحققين ،
تم تحقيقه من قبل الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، وقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية بتوزيعه .
يُعَد كتاب المغني أشهر شروح الخرقي في الاتفاق، وأغناها على الإطلاق، حيث يتضمن الكتاب شرحًا لمذاهب علماء الأمصار، ومآخذ الأقوال والأحكام، ومسائل الإجماع، وأدلة الخلاف والوفاق.
لا يمكن للمحدث والمتفقه والراغب في فقه السلف من الصحابة والتابعين بعدهم الاستغناء عن كتاب المغني، ومن المؤكد أنه أحد كتب الإسلام، وحرص العلماء في جميع العصور على تحصيله، ويعتبر كتاب المغني من أهم مستودعات الفقه الحنبلي وربما يكون من أكبر كتب الفقه في الإسلام .
أقوال عن كتاب المغني
قال ابن بدران في : ذكر ابن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن الموفق اشتغل على تأليف كتاب المغني، وهو أحد كتب الإسلام، وقد بذل الموفق جهدًا كبيرًا في إنهائه وجعله كتابًا بليغًا في المذهب، وقد قرأه المجتمع عليه
أثنى ابن غنيمة على مؤلفه فقال: لا يوجد أحد في زماننا يدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق
قال عز الدين بن عبد السلام: لم أجد في كتب الإسلام مثل المحلى والمجلى لابن حزم، وكتاب المغني للشيخ موفق الدين، مثلهما في الجودة والتحقيق، ونُقِل عن الشيخ موفق الدين قوله: `لم تطيب نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة من المغني`
عقب الذهبي في السير على قول العز بن عبد السلام: لم أرَ مثل المحلى والمغني، حيث يقول: «إن الشيخ عز الدين قد صدَقَ، وثالثُهما: السنن الكبرى للبيهقي، ورابعُها: التمهيد لابن عبد البر، فمَنْ حَصَلَ على هذه الدواوين وكان من أذكياء المفتين، وأدمَنَ المطالعة فيها، فهو العالم حقًّا.»
قال بكر أبو زيد : يتضمن كتاب `المغني في شرح الخرقي` العديد من الأبواب التي تتعلق بالدليل والاختلاف العالي والخلاف في المذهب وعلل الأحكام ومآخذ الخلاف وثمراته، وذلك لفتح باب الاجتهاد في الفقهيات للمتفقه .
ونُقِل عنه أنه قال: لم أتمكن من إرشاد نفسي بالفتوى حتى حصلت على نسخة من كتاب المغني، وذلك حسبما ذكره ابن مفلح.
وعقب الذهبي في السير على قول العز ابن عبد السلام: لم أر مثل المحلى والمغني، حيث يقول: `صدق الشيخ عز الدين`، وثالثها: `السنن الكبرى للبيهقي`، ورابعها: `التمهيد لابن عبد البر`. فمن يحصل على هذه الدواوين ويكون من الأذكياء من المفتين والمطالعين المحبين لها، فهو العالم الحقيقي.
قال الشيخ بكر أبو زيد: قلت: وخامسها وسادسها: مؤلفات ابن تيمية وابن القيم، وهما لدي في الكتب بمثابة السمع والبصر. وصدق الشوكاني في قوله: لو أن رجلا في الإسلام ليس لديه من الكتب إلا كتب هذين الشيخين لكفتاه. وسابعها: فتح الباري لابن حجر”. اهـ.
الشيوخ الذين اختصروا كتاب المغني
1- ابن رزين (ت:وضم هذا المختصر الذي يسمى مختصر ابن رزين في ” التهذيب “، ليوسف بن محمد السَّرَّمَرِّي الدمشقي (ت:776هـ) النظم.
2- ابن حمدان (ت:في كتاب `التقريب`، قال المرداوي في العام 695 هجري: `هو كتاب عظيم، وصل به إلى آخر كتاب الجمعة`.
3- عبد الرحمن بن عبيدان (ت:734هـ).
4- الشمس ابن رمضان المرتب (ت:740هـ).
5- قاضي الأقاليم عبد العزيز بن أبي العز المقدسي (ت:846هـ) في `الخلاصة` وضم إليه مسائل من المنتقى لابن تيمية وغيره.
وضع حواشٍ على المغني
1- الزَّرِيْرَاني عبد الله بن محمد البغدادي (ت:729 هـ) اطلع عليه 23 مرة وعلق عليها.
2- المحب أحمد بن نصر الله البغدادي التستري (ت:844هـ