الخليج العربيعمان

معلومات عن الرؤية العسكرية العمانية

نبذة عن الجيش العماني حديثاً :- يعد الجيش العماني قوة برية حديثة متطورة ومتكاملة من ناحية التسليح والبناء والقواعد التنظيمية، ويضم في صفوفه أسلحة المشاة والمدرعات بالعلاوة إلى المدفعية ومنظومة الدفاع الجوي وسلاح الإشارة، وهذا بالإضافة إلى مجموعة الأسلحة الإدارية الأخرى .

تأسس الجيش العماني في عام 1907م، وكان يتكون في ذلك الوقت من قوة مشاة صغيرة تسمى حامية مسقط وكانت مهمته الرئيسية هي حماية منطقة مسقط العمانية. ثم تم توسيع مهام الجيش وتطويره في عام 1921م، وأصبح يسمى مشاة مسقط، وظلت هذه القوات العسكرية هي القوات العسكرية الوحيدة في عمان .

إلى أن أدت التطورات التي حدثت في أوائل الخمسينيات إلى القيام بتشكيل عدداً من الوحدات العسكرية الأخرى ثم استمرت عملية التطوير له بشكل تدريجي من حيث التنظيم ، و التسليح إلى أن أتت الفترة الزمنية الخاصة بعام 1976م ، و التي قد أعيد فيها تنظيم القوات المسلحة العمانية ، و بصفة عامة فأصبح سلاحاً مستقلاً أطلق عليه مسمى قوات سلطان عمان البرية ، و ذلك كان عام 1990م ، و إلى أن صدرات الأوامر السامية بتسمية الجيش السلطاني العماني .

أبرز مهام القوات المسلحة العمانية :- بعد عام 1970م، أصبح الجيش العماني واحدا من أكثر القوات المقاتلة تحديثا وتدريبا بين دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب أهميته العسكرية في مراقبة مضيق هرمز وبحر عمان. ولذلك، ركزت السلطنة على الحفاظ على جاهزية عالية لقواتها المسلحة، وشاركت في العديد من التدريبات مع القوات الأجنبية، مثل القوات المسلحة البريطانية، لاكتساب مزيد من الخبرات القتالية الحديثة .

تعد رؤية العسكرية العمانية، وأسباب اختلافها عن رؤية العسكرية لدول الخليج، من المشاكل الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي لأن تلك الرؤية والتصورات الاستراتيجية لسلطنة عمان تختلف بشكل كبير عن تلك الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب موقع سلطنة عمان الجغرافي .

وقد جعلها الله تعالى مواجهة لكل من بحر عمان وبحر العرب، وتقع حدود الخليج العربي بعد بضعة كيلومترات فقط من أراضيها (الساحل الغربي شبه جزيرة مسندم)، مما وضع السلطنة في موقع الأهمية الأساسية لأمن الخليج العربي بأكمله، بالإضافة إلى تقاسمها للوصاية على مضيق هرمز مع إيران .

لذلك، رأت السلطنة ضرورة التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وذلك يتجسد في إبرامها بعض التعهدات العسكرية مع بعض القوات الأجنبية. تم الاتفاق على منح الولايات المتحدة عدة تسهيلات عسكرية تحد من وصولها إلى القواعد الجوية في جزيرة مصيرة خلال عام 1990 .

على الرغم من أن بعض الحكومات العربية أبدت رفضها التام لمنح الولايات المتحدة الأمريكية تلك الامتيازات العسكرية، يسمح الاتفاق العماني الأمريكي باستخدام القواعد العسكرية العمانية من قبل القوات الأمريكية بشرط إشعار مسبق ولأغراض محددة، بالإضافة إلى التقارب الدبلوماسي والعسكري بين عمان وإيران .

مما يزيد من قلق دول الخليج حيال ذلك نظراً لما تقوم به طهران من تبني سياسات مفادها الإضرار بأمن منطقة الخليج مع العمل على زيادة نسبة تأثيرها السياسي ، و نفوذها العسكري بمنطقة الخليج العربي مما شكل تهديداً مباشراً لأمن دول الخليج هذا في وقت تؤكد فيه الرؤية السياسية العمانية على دورها الخليجي ، و العربي .

ربما كانت إحدى أهم أمثلة هذا الاتجاه من قبل السلطنة هي مشاركتها ودعمها للتحالف الدولي ضد الغزو العراقي لدولة الكويت، والذي كان يمثل خطرا كبيرا على أمن منطقة الخليج ككل، وقفت السلطنة في ذلك الوقت إلى جانب السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت.

شاركت السلطنة عسكريا في الهجوم البري الذي تم تنفيذه على ساحل الخليج، بجانب القوات العسكرية لتلك الدول، والتي اجتمعت في مدينة الكويت. بالإضافة إلى ذلك، قادت السلطنة المبادرة في تعزيز الأمن الجماعي الإقليمي من خلال مجلس التعاون الخليجي في ختام الحرب الخليجية الثانية، واقترحت ضرورة تطوير القوة الأمنية الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى