اسلامياتالتاريخ الاسلامي

معركة وادي لكة أشهر معارك الدولة الأموية

واحدة من المعارك الشهيرة هي معركة وادي لكة، التي تميزت بعدد من الأسماء، بما في ذلك معركة شذونة ومعركة سهل البرباط وغيرها، وقد وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية والتسعين بعد الهجرة النبوية. وجرت هذه المعركة بين الدولة الأموية تحت قيادة طارق بن زياد وجيش القوطيين الغربي تحت قيادة الملك رودريك. وتمكن المسلمون فيها من تحقيق نجاحات كبيرة، وأدت هذه الفتوحات إلى فتح الأندلس .

الخلفية التاريخي لمعركة وادي لكة
– في السنوات الأخيرة قبل أن تدور تلك المعركة ، تمكن والي مصر التابع للدولة الأموية ، من تحقيق إمتداد و توسع كبير ، شمل المغرب الأقصى و طنجة ، و قد تم تعيين طارق بن زياد على ولاية طنجة .

شهد الجانب الغربي في فترة قبل وقوع المعركة انقلابًا قام به الملك رودريك على ملك القوطيين واستولى على البلاد .

وقعت حادثة مذكورة في التاريخ، ويرجع بعض المؤرخين سبب تلك الحادثة إلى إشعال الحرب وكراهية بعض الناس لرودريك. وكانت تلك الحادثة عبارة عن إرسال ابنة الملك يوليان إلى رودريك، كما كان متعارفا هناك، ولكن رودريك أعجب بها واعتدى عليها جنسيا، مما أثار غضب والدها بشدة ودفعه للانتقام منه والتواطؤ مع جيوش المسلمين ضده. وفعلا، حاول مراسلة والي المسلمين هناك للاتفاق معه على إسقاط رودريك والقضاء عليه .

كانت الأوضاع هناك متوترة للغاية، وقام طارق بن زياد بإرسال فرقة لاستطلاع الأندلس، ومحاولة التوسع ونشر الإسلام فيها .

– وبعدَ أنْ اطمأنَّ على إمكانيةِ الغزوِ بالجيوشِ المسلمةِ، أعدَّ جيشًا غفيرًا، ويذكرُ أنَّ أحداثَ المعركةِ قد دارتْ على ضفَّةِ نهرِ رانكةِ .

وفقًا للمصادر التاريخية، كان تعداد جيش القوط 187 ألف جندي مقاتل، بينما لم يتجاوز تعداد جيش المسلمين 12 ألف جندي .

أحداث المعركة
جرت المعركة على ضفاف نهر رانكة، واستمرت لمدة تقارب ثمانية أيام، مما سمح للمسلمين بتحقيق النصر فيها .

لم يكن نصر المسلمين بسبب نجاحهم العسكري فحسب، وإنما كان السبب في خيانة بعض الجنود من صفوف القوط، مما أدى إلى ثغرة في صفوفهم، مما مكّن المسلمين من الفتك بهم .

بالإضافة إلى ذلك ، يقول بعض المؤرخين أن سبب هزيمة القوط في المعركة كان خيانتهم من قبل اليهود الذين كانوا يعيشون معهم في نفس المجتمع، على الرغم من أنهم كانوا يتعرضون للاضطهاد والعنصرية الشديدة .

النتائج الأولية للمعركة
كانت النتائج الأولية هي خسارة المسلمين ، حوالي 3 ألاف جندي مقاتل ، و لكن في الجهة المقابل انهيار جيش القوط نتج عنه اختفاء رودريك ، الذي كان متأكد من أنه إن وجد سوف يتم الفتك به ، فيما كانت الخسارة التي لحقت بجيش القوط فادحة للغاية ، حيث خسر عدد كبير من الرجال المشاركين في تلك الحرب ، و بعد فترة من المعركة تم العثور على فرس رودريك ، و يذكر بعض المؤرخين أن رودريك قد غرق في الوحل ، بعد هروبة من المعركة .

غنيمة جيش المسلمين في المعركة
يذكر أن هذه الغنيمة لم تكن مجرد أموال أو أراضي ، و إنما كانت أكبر من ذلك ، حيث أن هذه المعركة كانت تمهيدا ل فتح الأندلس كافة ، فيما بعد و التي تمكن فيها المسلمين من إقامة حضارة لا زالت خالدة ، حتى اليوم و في خلال فترة وجيزة ، بعد تلك المعركة امتدت امبراطورية المسلمين لتصل حتى ما وراء جبال البرانس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى