ادبفنون

مراحل التعبير الفني عند الأطفال والعوامل المؤثرة فيه

مراحل التعبير الفني عند الأطفال

يعتبر فهم التعبير الفني ومراحله عند الأطفال أمرا مهما جدا، فالتعبير الفني يخضع للتطور كما في سائر المهارات الأخرى كالتحدث والمشي وغيرها، ونجد أن مراحل تطور رسوم الأطفال تكون بأعمار محددة ومختلفة، فقام الدكتور فيكتور لوينفيلد في عام 1947م بإصدار كتاب “النمو الإبداعي والعقلي”، والذي أوضح فيه مراحل تطور التعبير الفني عند الأطفال، وتتجلى هذه المراحل في:

المرحلة الأولى- مرحلة الخربشة 

في فترة سن الطفل من سنة حتى ثلاث سنوات، يتم مشاركته في النشاط البدني، ولا يوجد ارتباط محدد بين العلامات والتمثيل في هذه المرحلة، ويمكن إظهار بعض أسماء العلامات في نهاية المرحلة.

المرحلة الثانية- مرحلة ماقبل الكيمياء

تتميز المرحلة عند الأطفال من عمر ثلاث إلى أربع سنوات بالروابط بين الأشكال التي يرسمها الأطفال والعالم المادي المحيط بهم، حيث تعبر الدوائر التي يرسمها الأطفال عن أشخاص موجودين جسديا في محيط الطفل، ويحاول الطفل التواصل مع البيئة المحيطة به من خلال رسوماته.

تتراوح هذه المرحلة من العمر بين خمس إلى ست سنوات، حيث يحدد الطفل أشكالا للأشياء التي يحاول التعبير عنها وإيصالها، وتتميز هذه المرحلة بانفصال واضح بين السماء والأرض، إذ يتعبر الطفل عن السماء غالبا برسم خط زرقاء في الجزء العلوي من الورقة، بينما يتعبر عن الأرض بخط أخضر في الجزء السفلي من الورقة، كما يتم وضع الأشياء المرسومة على الأرض بشكل منظم بعد أن كان يرسمها في مراحل سابقة في الفضاء بشكل غير منتظم.

المرحلة الرابعة- واقعية الفجر

وتكون هذه المرحلة من عمر السبع إلى تسع سنوات حيث فيها يُظهر الطفل أشكالًا ورسومات أكثر تنظيمًا ويصبحوا أكثر انتقادًا لأعمالهم، حيث أن الترتيب والتنظيم في الرسومات لم يعد كافيًا وإنما أصبح أكثر تعقيدًا من المراحل السابقة، فيمكن رؤية الداخل في الأشكال بالإضافة إلى المشاعر التي توضح العلاقات المكانية.

المرحلة الخامسة- المرحلة الطبيعية الزائفة

يتم هذه المرحلة في الفترة من عمر عشر سنوات إلى ثلاثة عشر سنة. في هذه المرحلة، يقوم الأطفال بتقييم نجاحهم بشكل كبير، حيث يتم تحديد هذا النجاح بناء على مستوى الواقعية في الرسم. يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى تشجيع مستمر، حيث يمكن أن يشعروا بالإحباط بشكل شائع.

المرحلة السادسة- مرحلة القرار

يكون هذا الفترة من عمر ثلاثة عشر إلى ستة عشر سنة، وفيها يقرر الأطفال ما إذا كانوا سيستمرون في الرسم أو يعتبرونه نشاطا ترفيهيا لا يستحق الاهتمام. نظرا لأن النقد الذاتي يكون متأصلا في هذه المرحلة من حياة الطفل، فإن العديد منهم يجدون أنهم ليس لديهم مهارة في الرسم. ومع ذلك، يستمرون البعض الآخر في ممارسة الرسم وتطويره. لذلك، من المهم تشجيع الطلاب على مواصلة ممارسة مهارة الرسم بغض النظر عن اختلاف مستوياتهم. فهذه المرحلة هي المرحلة الأكثر أهمية لتطوير المهارة، ويمكن للطفل أن يصبح فنانا ناجحا.

العوامل التي تؤثر في التعبير الفني

لدى الطفل القدرة على الإبداع، إذ يتميز بمهارات فنية في الرسم يرغب في تطويرها في المستقبل، وتعد رسوم الأطفال مهمة نفسيا وتربويا؛ حيث يعبر الطفل عن مشاعره وأفكاره من خلال الرسم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الرسم لتعديل سلوك الطفل والعمل على العلاج النفسي لديه. وتتأثر مهارات الطفل الفنية بعدة عوامل

  • العوامل الخارجية وتتجلى بالبيئة التي تحيط بالطفل والتي ينشأ بها، حيث أنه يكتسب مفرداته الفنية من الوسط الذي يحيط به، وإن العوامل التي تدخل ضمن العوامل الخارجية هي:
    • تنعكس الاستقرار الذي يسود بين الوالدين في الأسرة بشكل إيجابي على نفسية الطفل وأدائه الفني، ولذلك فإن نمو الطفل في أسرة مستقرة يعتبر مفيدًا لصحته النفسية.
    • يذهب الطفل إلى البيئة المجاورة منذ نشأته ويتعلم منها مفردات الوعي الفني.
    • يؤثر المستوى الاقتصادي والاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل على توازن شخصيته، إذ يلعب تلكثير من الأطفال دورًا هامًا في اتزان شخصيتهم إذا نشأوا في بيئة اقتصادية واجتماعية مرتفعة، وتوفر لهم بيئة من المتعة واللعب والتسلية.
  • عوامل داخلية وهي التي تكون مرتبطة بالطفل نفسه وتتجلى في:
    • يؤثر جنس الطفل على التعبير الفني، سواء كان الطفل ذكرًا أو أنثى.
    • عمر الطفل يؤثر على مستوى إبداعه ومرحلة تطوره الفني.
    • نمو الجسم يتجلى في النمو العضوي الذي يتصل بنمو أجزاء الجسم وحواسه.
    • يؤثر النمو العقلي علىالتفكير والوعي لدى الأطفال، ويوضح الدراسات أن النمو العقلي يؤثر على الأداء الفني.
    • يؤثر النمو الانفعالي على التعبير الفني للأطفال، حيث تنعكس حالتهم النفسية والوجدانية والمزاجية على أعمالهم الفنية.
    • النمو الإدراكي هو المسؤول عن فهم الإحساسات التي تصل إلى الدماغ عن طريق الأجهزة الحسية، ويختلف هذا النمو من طفل لآخر.

أهمية رسوم الأطفال

يُعد الرسم من الأساليب الفعالة لتحفيز خيال الأطفال وإبداعهم، فهم غالبًا ما يكونون نشطين ويتعلمون كيفية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، وتتجلى أهمية رسوم الأطفال في ذلك

  • يعد الرسم وسيلة ضرورية لمقدمي الرعاية، حيث يساهم في فهم مشاعر الطفل بشكل أفضل.
  • تسمح للطفل باكتشاف قدراته الإبداعية.
  • يساعد الرسم على تنمية المهارات الحركية الدقيقة، ويتعلم الأطفال كيفية التحكم في قبضة أصابعهم.
  • يعتبر الرسم مفيدًا للأطفال حيث يوفر لهم الحركة والمتعة، بالإضافة إلى تعليمهم اللعب المستقل.

أنواع التعبير الفني

إن التعبير الفني هو الفن الذي يستحوذ على الانفعال من منظور جون دوي، ويُصاغ في وسائط مادية عديدة كالألوان والأشكال والكلمات بالإضافة إلى الخطوط والشعر والأدب، وإن التعبير الفني هو هام جدًا للطفل حيث أنه يعتبر وسيلة للتنفيس لدى الطفل، ويساعده على التعبير عن مشاعره وتجسيد أحاسيسه، وإن للتعبير الفني نوعين أساسيين هما:

  • التعبير الحر

هو التعبير الذي يرافق الإنسان منذ ولادته، ويتزايد هذا التعبير الحر تدريجياً مع تطور خبرة الإنسان، ويتم تقديمه في إطار اجتماعي وبيئي محدد.

  • التعبير المقصود

وهو التعبير الذي يتم تقديمه من قبل أهل الفنون والآداب، ويظهر على صورة أعمال فنية لها خصائص تعبيرية خاصة بها وتتجلى فيها القيم، ويتم الارتباط ما بين العقل الفني وردود فعل الجمهور، وإن هذا التعبير يكون مقصودًا يتم خروجه بفعل خبرات المبدع بالإضافة إلى فكره، ويكون ضمن إطار فلسفي خاص بالفنان يحمل الأفكار التي يريد الفنان إيصالها للآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى