الام والطفلصحة الاطفال

متى يكتمل جهاز المناعة عند الأطفال ؟ ..في أي عمر

مناعة الرضيع

من المعروف أن الأيام الأولى من حياة الطفل بعد الولادة هي الفترة الأضعف التي يمر بها الطفل منذ الولادة، وذلك بسبب عدم استكمال نمو الأجهزة الداخلية للجسم، مما يجعلها غير قادرة على أداء وظائفها بشكل كامل، وخاصة ضعف جهاز المناعة عند الأطفال، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة في حالة ولادة الطفل في موعد مبكر قبل موعد الولادة الطبيعي.

أظهرت إحدى الدراسات الحديثة عكس ما كان يعتقد سابقا بأن الأطفال الرضع لديهم مناعة أضعف، إذ أثبتت الدراسة أن الرضع يمتلكون مناعة قوية تمكنهم من مقاومة العديد من الجراثيم والميكروبات التي يمكن أن يتعرضوا لها، وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة “نتشر – الطب” إلى أن الطفل الرضيع قادر على حماية نفسه من العدوى والأمراض بالرغم من عدم اكتمال جهازه المناعي.

وتعد هذه الدراسة من أقوى الدراسات الحديثة، وبل هي أحد أهم الاكتشافات العلمية، لأن خطر تعرض الأطفال الرضع للعدوى في هذا السن يمكن أن يتسبب في وفاتهم، ولذلك يحتاج الأمر في هذه الحالة إلى خضوع الأطفال لتلقي مجموعة من المضادات الحيوية، ومن هنا يتجلى قوة جهاز المناعة للأطفال في هذا العمر حيث يعمل على مقاومة كل أشكال العدوى التي تهدد حياة الأطفال الرضع.

أكدت دراسة أجراها باحثون إنجليز أن جهاز المناعي الخاص بالأطفال الرضع قادر على محاربة العديد من أنواع العدوى التي يمكن أن يتعرض لها الرضع في هذه المرحلة العمرية بالرغم من أن وظائف الجهاز المناعي للرضع تعمل بشكل صعب.

يتكون الجهاز المناعي من عدد كبير من الخلايا التي تعمل كخط دفاع للجسم ضد الميكروبات التي تدخله، ويزداد عدد كرات الدم البيضاء في جسم الرضيع عندما يتعرض لأي نوع من العدوى لتحاربه.

كفاءة الخلايا المناعية

يتم تجزئة خلايا الجسم إلى العديد من الخلايا التي تقوم بأداء العديد من الوظائف وتحمي الجسم من العدوى، ومن بين هذه الخلايا توجد خلايا ليمفاوية أو ليمفوسايتات (Lymphocytes) تنقسم إلى نوعين ممثلين بالحروف T- B.

تقوم الخلايا اللمفاوية B بإنتاج الأجسام المضادة (الأجسام المناعية) في الجسم لمقاومة الميكروبات والفيروسات التي تحاول دخول الجسم، بينما تعمل الخلايا T على التخلص من الخلايا المصابة بالميكروبات والفيروسات في الجسم والقضاء عليها، ولذلك يطلق عليها المناعة الخلوية.

وكان الاعتقادات السائدة حتى الآن الجهاز المناعي لجسم الرضيع لا يملك القدرة على على مواجه الميكروبات والجراثيم التي تدخل جسم الرضيع حيث يقوم الجسم تثبيط الخلايا T لكى لا تقدر على مهاجم الجراثيم داخل خلايا جسم الرضيع مما يعرضه للإصابة بالالتهابات كما تؤثر على الخلايا نفسها خاصتًا أنّ هذه الخلايا لم يكتمل نضجها في الأيام الأولي من بعد الولادة.

ولكن بحسب الدراسات الحديثة التي أجريت على نحو 28 عينة تقريبا من دم الأطفال الرضع الذين ولدوا مبكرا، تبين ضعف جهازهم المناعي أكثر من الأطفال الذين ولدوا في الموعد المحدد، وخاصة فيما يتعلق بالخلايا الليمفاوية T، وهذا يهدف إلى تقييم كفاءة الخلايا في معالجة الخلايا المصابة بالعدوى، وأظهرت الدراسات أن الفروق في تركيب الخلايا الليمفاوية T بين البالغين والأطفال الرضع لا تعني ضعف كفاءة الخلايا أو تثبيط وظائف الجسم.

كما أكدت الدراسة أن الخلايا الجديدة في جسم الرضيع تقوم بمكافحة والدفاع عن الجسم من تعرضه للميكروبات والفيروسات المعدية والتي تُعرف باسم IL8 حيثُ يقوم هذا النوع من الخلايا بتحفيز إنتاج الجسم لخلايا تُعرف بالخلايا النيتروفيل (neutrophils) التي تقوم بدورها بحماية الجسم من العدوى بالعديد من أنواع الميكروبات والفيروسات،

وصل العلماء، بالرغم من أن خلايا الأطفال الرضع تعمل بآلية مختلفة عن الكبار، إلى أن ذلك لا يعني عدم قدرتها على أداء وظائفها بكفاءة في محاربة العدوى. وكان دليل الباحثين على ذلك هو أن الطفل، وهو جنين في بطن الأم، يقاوم العديد من أنواع العدوى التي يتعرض لها جسم الأم خلال فترة الحمل. وبالتالي، لم يتوصل العلماء إلى آلية عمل الجهاز المناعي في جسم الأطفال الرضع، ولكن هناك العديد من الأبحاث التي تجرى للوصول إلى هذه الآلية من أجل استخدامها بشكل مفيد.

متى يتطور الجهاز المناعي لحديثي الولادة

تتم عملية نقل الأجسام المضادة من جسم الأم إلى جسم الجنين في المرحلة النهائية من الحمل عبر المشيمة، وذلك استعداداً لعملية الولادة، حتى تحمي الجنين خلال هذه العملية، وتختلف نوعية وكمية الأجسام المضادة التي يتم نقلها إلى جسم الجنين وفقًا لكمية الأجسام المضادة الموجودة في جسم الأم.

أثناء الولادة، تمتلئ معدة الطفل بكمية كبيرة من البكتيريا من خلال المهبل الذي يعمل على حماية الطفل من العدوى وتعزيز جهازه المناعي، وتؤثر الرضاعة الطبيعية على تكوين وتقوية مناعة الطفل بشكل كبير، إذ يحتوي لبن الأم على كمية كبيرة من الأجسام المضادة القوية التي تقاوم العديد من أنواع العدوى التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في هذه المرحلة.

كيفية زيادة المناعة عند الأطفال الرضع

يجب علمك أنه في كل مرة يتعرض فيها الطفل الرضيع للعدوى، يقوم الجسم في هذه الفترة بإنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من العدوى في المستقبل. وفي هذه المرحلة، هناك العديد من الطرق والنصائح التي تعزز مناعة الأطفال الرضع، ومن بينها ما يلي:

الرضاعة الطبيعية 

لبن الأم الذي يتكون من العديد من المواد الصحية يقوي جهاز المناعة للأطفال الرضع، حيث يحتوي على البروتينات والسكريات والدهون والبروبيوتيك وكمية كبيرة من الأجسام المضادة. يدعم الجهاز المناعي ويقويه بطريقة ديناميكية، ويحمي الرضيع من العديد من العدوى والأمراض مثل التهاب الأذن الوسطى والإسهال والسحايا. لذلك، يجب الحرص على استخدام الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع.

التطعيم 

يجب إعطاء التطعيمات اللازمة للرضع في هذه المرحلة لتعزيز جهاز المناعة وتقويته وتكوين الأجسام المضادة داخل الجسم لحمايته من العديد من العدوى المستقبلية.

ضمان التغذية السليمة 

تعمل التغذية السليمة والصحية على تعزيز جهاز المناعة للأطفال الرضع من خلال استهلاك الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات الأساسية التي تدعم جهاز المناعة للأطفال الرضع. وتساعد بعض أنواع الفواكه التي تحتوي على فيتامين ج ومضادات الأكسدة في حماية الطفل من الأمراض المختلفة وتقوية جهاز المناعة. يعد الجوافة والجريب فرو أمثلة على هذه الفواكه.

تأكدي من أن طفلك يحصل على قسط كاف من النوم

أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين لا يحصلون على قدر كافٍ من النوم يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض وضعف الجهاز المناعي، لذلك يجب على الأم توفير الجو المناسب الذي يساعد الطفل على الحصول على قسط كافٍ من النوم.

أغذية تعزيز المناعة للأطفال الرضع

هناك العديد من الأطعمة التي تزيد من مناعة جسم الأطفال الرضع، وتشمل ما يلي:

  • البروكلي.
  • اللوز.
  • الثوم.
  • بذور الكتان.
  • الكركم.
  • القرع.
  • البابايا.
  • الخضروات الورقية.
  • الجوافة.
  • الليمون.
  • الجزر.
  • القرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى