مبادئ وأساليب التربية الإيجابية
يعتبر أبناؤنا قرة أعيننا، ونحن نسعى جميعًا إلى تربيتهم بطريقة صحيحة. وما كان يقدمه آباؤنا لنا في الماضي لم يعد كافيًا لنقدمهذا الأمر لأبنائنا اليوم، فكما يقول الكثيرون “الزمن اتغير”، حيث تغيرت الأوضاع والاحتياجات الخاصة بأبنائنا، وتغيرت الأساليب والطرق المناسبة للتعامل معهم .
في رحلة تربية الأبناء، يتعين على الآباء أن يكونوا على دراية بمبادئ التربية الإيجابية، ولا يقتصر الأمر على الاعتماد فقط على الغريزة والحدس في التعامل مع الأطفال. إدراك التربية الإيجابية لا يعني مجرد معرفة النظرية، بل يشمل محاولة تطبيقها قدر الإمكان.
الأطفال مرآة آبائهم
قبل البدء فى التعرف على التربية الايجابية ومبادئها على الوالدين معرفة أنهما الأساس لما سيكون عليه ابناؤهما ، وأن سلوك أطفالهم هو مرآة لسلوكهم ، وإنعكاس لتصرفاتهم ، فالأب العصبي حتما ستؤثر عصبيته على أبنائه ، أحدهما سيصبح عصبي هو الاخر ، والثانى سيصيبه رهاب الخوف ، حتى وإن حاولت الأم تعويض أبنائها ستظل عصبية الأب نقطة مظلمة فى عقل ابنائه الصغار ، والأم التي تمارس الكذب لابد وأن يصبح أحد أبناؤها كذابا وإن لم يكن كذلك فالأقل ضرارا أنها لن تعلي قيمة الصدق لديه وترسخها بداخل عقله الصغير ، لذلك وجب علينا الإنتباه لسلوكنا لما له من تأثير على سلوك أبنائنا.
مفهوم التربية الإيجابية
وأبسط تعريف للتربية الإيجابية أنها معرفة الآباء بمراحل نمو ابناؤهم وطرق التعامل مع كل مرحلة وتفسير وتوجيه وتقويم سلوكهم بطرق سليمة دون تعريضهم للضرر النفسي الذي قد يصدر عن بعض الآباء دون معرفة منهم، وكذلك فإن التربية الإيجابية تعتمد على تنمية و تطوير مهارات الطفل اللغوية والحركية والعاطفية .
الطريق نحو علاقة صحية مع الطفل
لكي يتمكن الآباء من توجيه سلوك أطفالهم بشكل صحيح، يجب عليهم أولا بناء علاقة صحية مع الطفل مبنية على الحب والاحترام المتبادل. يجب على الأم أن تجعل الطفل يشعر بأنها الشخص الأكثر حبا له وأنها ستستجيب لكل السلوكيات التي تسعى لتعزيزها. كما يجب عليها احترام رغبات الطفل في اللعب والاستكشاف، وأن يحترم الطفل أيضا أسلوبها في توجيهه واختيار الوقت المناسب للعب .
ينبغي على الوالدين الانتباه لأبنائهما، لأن ما يسعى إليه الأطفال بشكل عام هو جذب الانتباه والحصول على الاهتمام، وعليهم أن يدركوا أن الضرب ليس الأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكلات التي تنشأ نتيجة محاولات جذب الانتباه.
لغة الحوار أساس التفاهم
يعد الحوار الذي يستند إلى المناقشة والتفاهم أفضل الطرق للتعامل مع الأطفال، حتى في سن صغيرة يعتقد الآباء فيها أن الطفل ليس واعٍ تمامًا ولا يستطيع التواصل معهم بنفس الأسلوب .
عندما يلتزم الوالدان بأسلوب الحوار في تعليم أبنائهم، يتم ترسيخ السلوك السليم في الطفل، حيث يدرك أن الحوار هو وسيلة التفاهم الأساسية وليس الصراخ أو الخصام أو العقاب التي يمارسها بعض الآباء .
تُعد الأم التي تسعى لشرح وتفسير سلوكها وما تقوم به مع أبنائها أمًا تساعد طفلها على تنمية العقل والمنطق في تصرفاته، وتساعد أيضًا على تطوير مهاراته في التعبير عن نفسه ورغباته .
يؤدي اتباع طريقة العقاب بالضرب إلى تكوين شخصية ضعيفة، يتقبل الإهانات والضرب من الآخرين ويشعر بالاستضعاف، ولا يستطيع التفاوض أو التعبير عن آرائه خوفًا من التعرض للعقاب.
تعزيز السلوك الجيد
يعتبر الانتباه للسلوكيات الجيدة التي يقوم بها الطفل أمرًا هامًا لتعزيزها وتكرارها، فعندما يقوم الطفل بسلوك جيد يمدحه والداه ويعبرون عن سعادتهم بقيامه بهذا السلوك، وهذا يدفع الطفل دائمًا لتكرار هذا السلوك .
على الآباء الذين يسعون لبناء شخصية أطفالهم وإبراز تفردهم أن يدعموهم أولا في اكتشاف أنفسهم والبيئة المحيطة بهم، وتشجيع السلوك الحسن الذي يتبعونه وتصحيح السلوك الخاطئ، وكذلك تشجيعهم على التفكير البناء وتعزيز القيم الحسنة التي يتبعونها أنفسهم. سيجدون أن أبناءهم يقتدون بهم ويسلكون نهجهم .