مبادئ الرأسمالية وأشكالها وسلبياتها
على مدار التاريخ وبعد ظهور العملات وانتشار التعامل التجاري والتملك وعمليات الشراء والبيع وعمل صفقات وما إلى ذلك من أساليب التداول المالي والتجاري، ظهرت بعض المبادئ والأنظمة الإقتصادية التي تتصف برؤى معينة خاصة بها للتعامل الاقتصادي، وتلك الرؤى بدات تنتشر حتى سيطرت على الدول بالكامل، وأصبح لكل دولة نظامها الاقتصادي الذي يديرها، ومن تلك الأنظمة ما يسمى بالرأسمالية.
تعريف الرأسمالية
يشير مصطلح الرأسمالية إلى النظام الاقتصادي الذي يعتمد على فلسفة اجتماعية وسياسية تقوم على أساس تنمية الملكية الفردية والحفاظ عليها، ويستند إلى مبدأ الحرية، حيث يحق لكل شخص داخل الدولة الحرية المطلقة في شراء وتملك وبيع وشراء المنتجات والكيانات التي لا تخالف القانون، ويزيد أهمية هذا النظام في فتح السوق المنافسة المصرفية بين الأفراد لاستغلالها بكفاءة، وبما أن الرأسمالية تدعم الملكية الفردية، فإنها تقلص الملكية العامة، وتعتبر دور الحكومة رقابيا فقط.
مبادئ الرأسمالية
كما أشرنا في تعريف الرأسمالية بحرية ملكية الفرد ودور الحكومة الرقابي، فإن مبادئ هذا النظام تدعم فكرة هذا التعريف كما يلي:
يوفر هذا النظام حرية البحث عن الربح بأي طريقة مشروعة، ويمكن فقط منع الفرد من ذلك في حالة عرقلته الدولة لحماية المصلحة العامة، مثل حظر المخدرات على سبيل المثال.
2- النظام الرأسمالي يقوم على تقديس الملكية الفردية؛ ونجد ذلك في إتاحته الفرصة وفتحه الطريق أمام المواطن لأن يستغل قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها، كما أن النظام ذلك يضمن توافر القوانين اللازمة لنموها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية للفرد، إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.
يسمح هذا النظام بتحقيق التنافس والمنافسة في الأسواق، ويحرص كل مصنع أو شركة على تقديم منتجه بأفضل الطرق والمواصفات والجودة الممكنة، مع الالتزام بالقوانين والضوابط المحددة.
4- يتيح نظام الرأسمالية حرية تداول الأسعار ارتفاعا وانخفاضا وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، ويتاح لكل مؤسسة أن تعتمد على قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها، ولكن الدول في سبيل ذلك وضعت مراكز خاصة بالرقابة على الأسعار حتى لا يستغل التجار تلك الحرية ويتفقون فيما بينهم على رفع أسعار المنتجات بشكل مبالغ فيه.
أشكال الرأسمالية
1- الرأسمالية التجارية: – فالحرية التي تتيحها للمواطن هي حرية التنقل والتجارة بالسلع والمنتجات التي لا تخالف القانون، مثل نقل التجار المنتجات من مكان إلى آخر وفقا لطلب السوق.
2- الرأسمالية الصناعية: تمثل الثورة الصناعية والتقدم في التصنيع أهم العوامل التي أدت إلى ظهور هذا النمط من الرأسمالية، والرأسمالية الصناعية تعتمد على فصل رأس المال عن العامل، أي فصل الإنسان عن الآلة.
3- نظام الكارتل: النظام الخبيث هو أحد أشكال الرأسمالية، حيث تلجأ الشركات الكبيرة إلى الاتفاق بينها على تقسيم السوق العالمي، مما يتيح لها فرصة الاحتكار وابتزاز العملاء بحرية تامة.
4- نظام الترست: يعني هذا النظام أن الشركات المنافسة تتفق على تشكيل شراكة قوية تجمعهم لزيادة إنتاجهم والتحكم في السوق والأسعار حسب رغبتهم.
سلبيات الرأسمالية
على الرغم من أن النظام الرأسمالي كان له العديد من المزايا التي منحت حرية شبه كاملة للتجار والمواطنين في البيع والشراء ونقل الملكية، فإنه كان يعاني من عدة عيوب، ومن بين هذه العيوب:
1- انتشار ظاهرة الاحتكار: أدى تطبيق النظام الرأسمالي إلى انتشار ثقافة الاحتكار، حيث بدأ التجار يسعون للسيطرة على السوق وتقديم أسعار مرتفعة بالاتفاق بينهم.
2- سوء توزيع الثروات: انتشار هذا النظام أدى إلى وجود فجوات كبيرة بين المواطنين وأصبح قليل منهم يسيطرون على نسب كبيرة من الدخول والثروات، والعكس صحيح لأغلبية الشعب.
3- تزايد البطالة والأزمات الاقتصادية: تنتشر معظم المشكلات الاقتصادية والبطالة بسبب سيطرة فئة معينة من الشعب على جميع الأعمال والوظائف بشكل كبير.