ما هي شروط سقوط حضانة الام
تعريف الحضانة
تعني الحضانة باللغة المصدر الذي يقوم به الحاضن والحاضنة بتربية الطفل ورعايته، وهما المسؤولان عن رعاية الطفل.
تعني الحضانة بشكل عام الاهتمام بحفظ وتربية وحماية من لا يستطيع الاهتمام بأمره، ويتم ذلك بتقديم الرعاية والتعليم اللازمين له.
الفرق بين الحضانة و الولاية و الكفالة
كما ذكرنا، فإن الحضانة هي القيام بحفظ الأشخاص الذين لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم وتربيتهم وتوجيههم نحو ما هو جيد لهم، وحمايتهم من المؤذيات.
أما المبدأ القانوني فهو القدرة على التصرف وتنفيذ الأوامر على الآخرين، ويأتي مصدرها من الشريعة مثل ولاية الأب أو الجد، وإذا كانت المصدر من التفويض مثل ولاية الوصاية ونظارة الوقف، توجد أنواع متعددة من المبادئ، مثل المبدأ في الزواج والمبدأ في المال، والمبدأ في الحضانة، ويمكن أن تكون للرجال فقط أو للرجال والنساء.
أما الكفالة، فهي تعني ضم ذمة الكفيل لذمة الأصيل في المطالبة بشيء ما، سواء كان بالمال أو الدين أو العين، والكفيل هو الشخص الذي يعول الصغير ويتحمل مسؤوليته، وبالتالي، يشترك مصطلح الكفالة بين ضم الذمة والبدن المقصود به الحضانة.
ترتيب الأحق بالحضانة
- اتفق جميع الفقهاء على حق الأم في حضانة الطفل.
- اتفق الأحناف والحنابلة والمالكية ، عن أحقية أم الأم بالحضانة عند سقوطها عن الأم، وذلك لما رواه عبدالرحمن بن أبي الزناد أن أبو بكر الصديق قد قضي علي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ان تذهب حضانة أبنه عاصم لجدته حتى يبلغ وقد كانت ام عاصم على قيد الحياة ولكن سقطت الحضانة عنها بزواجها ، أما الشافعية فيرون أن أخت المحضون أولى ، والأصح رأي الإجماع.
- بعد سقوط الحضانة عن أم الأم، يكون الأب هو الأولوية في حضانة الطفل وهذا رأي الحنابلة، أما الأحناف فيرون أن أم الأب هي الأحق من الأب في الحضانة بعد سقوط الحضانة عن أم الأم، ورأي الأحناف هو الرأي الأكثر صوابًا بسبب قدرة أم الأب على العناية بالطفل بشكل أفضل من الأب نفسه.
- قدم المالكية والأحناف حضانة الخالة قبل حضانة الأب مستدلين برواية البراء بن عازب ان الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من مكة ، فتبعتهم ابنة حمزة، تنادي: يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك،فاحتملتها. فاختصم فيها علي وجعفر وزيد فقال علي: أنا أحق بها، وهي ابنة عمي
وقال جعفر هي ابنة عمي، وخالتها تحتي وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: `الخالة بمنزلة الأم`. وقال لعلي: `أنت مني، وأنا منك` وقال لجعفر: `أشبهت خلقي وخلقي` وقال لزيد: `أنت أخونا ومولانا`.
شروط المستحق للحضانة
- يعتبر الإسلام شرطًا لكون الحاضن مسلمًا، ففي حال كان المحضون مسلمًا، فلا ولاية للكافر عليه، وذلك حرصًا على سلامة المحضون وحمايته من الفتن في دينه.
- فيما يتعلق بالبلوغ والعقل، فإن الأطفال والمجانين لا يمكنهم رعاية أنفسهم، لذلك لا يمكن لهم الاعتناء بالحضانة.
- يتمثل العدل في عدم إثبات الحضانة للفاسق، لأنه لا يمكن الاعتماد عليه في رعاية الطفل المحضون، والفسق المذكور هنا يشير إلى الفسق الظاهر مثل شرب الخمر والزنا والسرقة، أما إذا كان الفسق غير ظاهر فيتم إثبات الحضانة له.
- الحكمة هي عدم وضع مجنون مبذر في الحضانة لئلا يضيع مال المحضون.
- الحضانة لا تثبت لعاجز بسبب الكبر أو المرض أو العاهة، حيث لا يمكنه القيام بأمور نفسه وبالتالي لا يستطيع إدارة شؤون المحضون.
- الأمان في المكان يجعل الأفراد يشعرون بالطمأنينة، حيث يخشون على أموالهم وسلامتهم في المكان الذي ليس آمنًا.
- عندما يكون الحاضن مصابًا بمرض معدٍ، تنتقل الضرر إلى المحضون، مثل الجذام والبرص والإيدز أو أي مرضٍ مُعدٍ آخر ينتقل الضرر من الحاضن إلىالمحضون.
مكان الحضانة
مكان الرعاية النهارية هو المكان الذي يتم فيه رعاية الطفل، ويجب أن يكون في نفس البلد الذي يقيم فيه والد الطفل الذي يتم رعايته، لتسهيل رؤية الوالد لابنه.
مسقطات الحضانة
تسقط الحضانة إذا وجد مانع منها ، أو عند فقد شرط من شروط استحقاقها ، مثل زواج الأم التي هي أحق بالحضانة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ” أن إمرأه قالت يارسول الله أن ابني هذا كان في بطني له وعاء ، وحجري له حواء ، وثديي له سقاء ، وزعم ابوه ان يمنعه مني ، فقال انت أحق به ما لم تنكحي”.
يمكن أن يتعرض الحاضن لحالات مختلفة مثل الجنون والعته والأمراض التي تؤثر على المحضون، أو قد يحدث شيء يمنع المحضون من العناية اللازمة وفي هذه الحالات يتم إعادة الحضانة لصاحبها عندما يزول العائق، مثل عقل المجنون وشفاء المريض وتوبة الفاسق.
وربما تسقط حضانة الأطفال عندما يتم إسقاط الحاضن الأساسي لهم بسبب قراره، ولكن في هذه الحالة، إذا عاد الشخص ليطلب حضانة الأطفال مرة أخرى، فسيتم منحها له لأن الحضانة هي حق يتجدد بتجدد الزمن، مثل النفقة.
شروط سقوط الحضانة عن الأم في السعودية
يمكن أن يتساءل البعض عن موعد سقوط حق الأم في الحضانة، وبخصوص حق الحاضنات من النساء، فقد حدد العلماء شروطا معينة لمراعاة حق المحضون، وإذا لم تتوفر هذه الشروط، فإن حق الأم في الحضانة يسقط
- لكي تكون الأم متزوجة من رجل أجنبي عند الحديث عن الحضانة، وذلك لعدم تشتيت انتباه الزوج عن الطفل المرحوم، وهذا يستند إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص، حيث قالت امرأة للنبي: `إن ابني كان في بطني وله وعاء، وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزوجه يريد أن يمنعني منه`. فقال النبي: `أنت أحق به ما لم تنكحي`. وبناء على ذلك، يتم إلغاء حق الحضانة بمجرد إبرام العقد الزواجي لدى الأحناف والشافعية والحنابلة. أما في المذهب المالكي، فإن الحضانة تسقط تلقائيا عند دخول الزوج إلى زوجته.
- يمكن للحاضنة أن تمتنع عن إرضاع الطفل إذا كان في حاجة للرضاعة وكانت الحاضنة في حالة لا تسمح لها بالرضاعة.
- عندما تتعرض الحاضنة لآفة مثل الجنون والعته، أو مرض يؤثر على المحضون، أو بسبب يمنع الاهتمام بالمحضون وعندما يزول السبب المانع، مثل شفاء المريض، وتوبة الفاسق، فإن الحاضنة تعود للأم، وبالتالي نتعرف على متى يلغى الحضانة عن الأم في السعودية.
انتهاء مدة الحضانة
وافق الفقهاء على وجوب حضانة الطفل ورعايته، بما يتوافق مع حقوقه، لأن ترك رعاية الطفل يمكن أن يؤدي إلى هلاكه. ولكن اختلف الفقهاء حول مدة فترة الحضانة وما إذا كانت تستمر بعد سن التمييز. والرأي الصحيح من بين آراء العلماء في هذا الأمر هو:
- إذا كان الغلام صبي فتكون حضانته حتى يستطيع أن يستغنى على رعاية حاضنته من النساء ، مثل أن يعتمد على نفسه في اللبس والأكل والشرب والاستنجاء وقدر هذا بعمر السبع سنين واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ” مروا أولادكم بالصلاة لسبع” والأمر بالصلاة لا يكون إلا بعد الاستطاعة وقيل تسع سنوات.
- الفتاة تحتاج إلى والدتها حتى تبلغ سن الرشد، لأنها تحتاج إلى امرأة تعلّمها آداب المرأة. وبعد بلوغها، تحتاج إلى والد يحميها، والأب هو الأكثر كفاءة في ذلك.