المجتمعمنوعات

ما هي الهجرة الطوعية

تعريف الهجرة الطوعية

الهجرة الطوعية هي القائمة على الإرادة الحرة للفرد، وتتم ببادرة منه، حيث يتنقل الناس من بلدانهم الأصلية برغبتهم لدول أخرى، وذلك بناءًا على تقيمهم لعدة خيارات، حيث يقوم الأفراد المهتمون بالانتقال من أماكن بتقييم وتحليل عوامل الدفع والجذب بين موقعين(موقعهم الأصلي والموقع الذي يرغبون في النزوج إليه) قبل اتخاذ قرارهم.

تعد الرغبة في العيش في منزل أفضل والحصول على فرصة عمل أفضل من بين أقوى العوامل التي تدفع الناس للانتقال الطوعي، كما تتضمن العوامل الأخرى التي تدفع للهجرة الطوعية:

  • تشمل الرغبة في تغيير مسار الحياة الزواج أو الاستقالة الهادئة من العمل.
  • تشمل القوانين تحديدًا الانتقال إلى دولة تسمح بالزواج المدني
  • تتضمن الأسباب الشخصية الفردية رغبة الفرد في الانتقال من الحياة الريفية إلى الحياة في المدينة.

منذ أن عاش الإنسان على الأرض وهو يتنقل ويهاجر من مكان لأخر بحثًا عن مكان أفضل ليعيش فيه، وفي نهاية الأمر استقرت كل مجموعة من البشر في عدة الأماكن وأنشأ فيها دول وحكومات أصبحت راسخة على مدار السنين، وتم تحديد حدود دولية بين كل دولة وأخرى، وأصبح السفر من مكان لأخر يستلزم العديد من التصريحات والأوراق، وتم سن قوانين محلية ودولية لتنظيم هجرة البشر بين الدول.

تعريف الهجرة

تعريف الهجرة هو نقل الأفراد من مكان لآخر بشكل دائم أو شبه دائم، ويمكن أن تحدث هذه الحركة محليا أو دوليا وقد تؤثر على الهياكل الاقتصادية والثقافية والسياسية والكثافة السكانية، ويمكن إجبار الناس على الانتقال ويعرف ذلك بالهجرة القسرية، أو يمكن أن يتم تشجيعهم على الهجرة ويعرف ذلك بالهجرة المترددة، وأخيرا يمكن للأفراد أن يختاروا الهجرة ويعرف ذلك بالهجرة الطوعية.

الهجرة القسرية

الهجرة القسرية هي شكل سلبي من أشكال الهجرة، وتحدث غالبا نتيجة للاضطهاد أو التنمية أو الاستغلال. وكانت أكبر عملية هجرة قسرية وأكثرها تدميرا في التاريخ هي ترحيل البشر الأفارقة من ديارهم بقوة السلاح وتحت غطاء القانون، للاستغلال كرقيق. تم نقل ما بين 12 و 30 مليون أفريقي إلى مناطق مختلفة في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وتم نقل هؤلاء الأشخاص بالقوة وأجبروا على العمل.

من أمثلة الهجرة القسرية الأخرى، درب الدموع، حيث بعد صدور قانون الترحيل الهندي عام 1830م، تم اضطرار عشرات الآلاف من السكان الأصليين الأمريكيين الذين عاشوا في جنوب شرق قارة أمريكا الشمالية للهجرة إلى مناطق حتى ولاية أوكلاهوما الحديثة، وقد قطعوا مسافة تعادل تسع ولايات أمريكية حالية سيرا على الأقدام، وتوفي معظمهم في الطريق.

والهجرة القسرية ليست عنيفة في كل الأحوال، فقد كانت إحدى أكبر الهجرات الطوعية عبر التاريخ بهدف التنمية، فقد أدى بناء سد الخوانق الثلاثة في الصين إلى تشريد ما يقرب من 1.5 مليون شخص من مدنهم وقراهم، حيث تم غمر 13 مدينة و140 بلدة و1350 قرية بالماء، لكن على الرغم من توفير مساكن بديلة لأولئك الأشخاص الذين تم ترحليهم، لكن لم يتم تعويضهم بشكل عادل عما فقدوهم بسبر الانتقال، فقد كانت مناطق الترحيل أقل مثالية جغرافيًا من مناطقهم الأصلية، وأيضًا كانت غير آمنة بشكل كافي وتفتقر إلى التربة الزراعية المنتجة.

الهجرة المترددة

الهجرة المترددة هي شكل من أشكال الهجرة التي لا تتضمن الانتقال من المدن، ولكن يهاجرون بسبب الوضع غير المواتي في بلدانهم الحالية، وتعد موجة الهجرة الكبيرة التي قام بها الكوبيين بشكل قانوني وغير قانوني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الثورة الكوبية عام 1959 شكلا من أشكال الهجرة المترددة، حيث خافوا من الحكومة الشيوعية الجديدة بقيادة الزعيم فيدل كاسترو، وباستثناء الخصوم السياسيين لكاسترو، لم يجبر معظم الكوبيين المغادرين على الهجرة، ولكنهم قرروا الانتقال، ووفقا لتعداد عام 2010، يوجد أكثر من 1.7 مليون كوبي يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقع معظمهم في فلوريدا ونيوجيرسي.

يوجد نوع آخر من الهجرة المترددة وهو الترحيل الداخلي للعديد من سكان ولاية لويزيانا بعد إعصار كاترينا، حيث قرر الكثيرون بعدالكارثة التي خلفها الإعصار التحرك بعيدًا عن الساحل والخروج من الحالة الناجمة عن تدمير منازلهم واستمرار ارتفاع مستوى البحر.

على المستوى المحلي، يمكن أن يؤدي التغيير في الظروف العرقية أو الاقتصادية أو الاجتماعية (عادةً بسبب الغزو أو تغيّر الطبيعة العرقية للسكان في منطقة ما) إلى انتقال الأفراد من أماكنهم على مضض.

هجرة العقول

هجرة العقول تسمى أيضا هجرة رأس المال البشري، وهي عبارة تستخدم للإشارة إلى هجرة الأشخاص الذين حصلوا على تعليم أو تأهيل عال في بلدانهم. تم ابتكار هذا المصطلح من قبل الجمعية الملكية لوصف هجرة العلماء والتكنولوجيين من أوروبا إلى أمريكا الشمالية بعد الحرب. وفي مصادر أخرى، استخدم هذا المصطلح لأول مرة في المملكة المتحدة لوصف هجرة مجموعة كبيرة من العلماء والمهندسين الهنود إلى المملكة المتحدة. ومن ثم تم توسيع الوصف ليشمل جميع أشكال هجرة المتعلمين والمهنيين، سواء من بلد إلى آخر أو من قطاع اقتصادي إلى آخر. وعادة، يتم ذلك من أجل تحقيق أجور أعلى أو ظروف معيشية أفضل.

أثار هجرة العقول على الاقتصاد

يشار أحيانا إلى الأثر الإيجابي لهجرة العقول بمصطلح `اكتساب العقول`، وفيما يتعلق بالدول التي تشهد هجرة رأس المال البشري منها، فإن العديد من التأثيرات تكون سلبية بالنسبة لها، ولذلك يطلق عليها `هجرة العقول`. وبالنسبة للأكاديميين، فإن تأثير هجرة العقول على الوطن ليس واضحا بشكل كاف، فعلى الرغم من أن الثروة البشرية تعتبر عاملا أساسيا في أي اقتصاد، إلا أن هجرة العمال الماهرين قد تحمل آثارا إيجابية على بلدانهم الأصلية أيضا.

ووفقًا للخبير الاقتصادي مايكل كليمنس، فإنه لم يتم إثبات أن فرض قيود على هجرة العقول أو أصحاب المهارات العالية قد ساهم في تقليل نقص المهارات الذي يعاني منه بلد المنشأ.

وفقًا لخبير الاقتصاد فريدريك دوكوير في جامعة لوفان، كان لهروب رأس المال البشري تأثير سلبي على معظم الدول النامية.

على الرغم من أن لهجرة العقول تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا على الدول المنشأ أو الدول المستقبلة للعقول، فإن هذا التأثير يعتمد في النهاية على عوامل مختلفة، مثل مستوى التنمية والجوانب الديموغرافية مثل حجم السكان واللغة والموقع الجغرافي.

يشير بعض البحث إلى أن هجرة العمال ذوي المهارات العالية والمنخفضة يمكن أن تكون مفيدة اقتصاديا لكلا البلدين المصدر والمستقبل، ويزيد من حجم التحويلات الخارجة إلى الأسر في الدول النامية. فقد وجدت الدراسات أن دخل العامل في الدولة المتقدمة في بعض الأحيان يمكن أن يعادل ما يحصل عليه في بلده لمدة عام كامل. ووفقا لدراسة أجريت في عام 2017م، زاد دخل المهاجرين المكسيكيين في الولايات المتحدة بمعدل أكثر من خمسة أضعاف بمجرد هجرتهم، وهذا يساعد على زيادة معدلات التنمية في بلدهم الأصلي، مما يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي في العديد من الدول النامية.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد هجرة الأشخاص من الدول النامية إلى الدول المتقدمة في اكتساب خبرات ومهارات جديدة يمكنهم الاستفادة منها عند عودتهم إلى بلدانهم.

سلبيات هجرة العقول على بلد المنشأ

بالإضافة إلى ذلك، هجرة العقول من الدول النامية لها تأثيرات سلبية أخرى على تلك الدول، ومن بين سلبيات هجرة العقول:

  • فقدان الوطن للأفكار المبتكرة.
  • فقدان العديد من الخدمات الصحية والتعليمية الهامة التي يمكن أن يقدمها هؤلاء المهاجرون لبلدانهم.
  • تنقص العمالة الماهرة في بعض القطاعات الحيوية.
  • فقدان رواد الأعمال المحتملين في المستقبل.

– يمكن أن يؤدي النزوح الجماعي لأصحاب المهارات من دولة ما إلى فقدان الثقة في اقتصادها، مما يؤدي إلى رغبة المزيد من الأشخاص في المغادرة بدلاً من البقاء، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى عدم حصول تلك الدول على استثمارات خارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى