تعريف الهجرة لغة واصطلاحا
الهجرة هي عملية التنقل من مكان إلى آخر للعيش فيه، وغالبا ما يكون الهدف من الهجرة هو الحصول على فرص عمل ومستوى معيشي أفضل. وبشكل عام، الهجرة ليست وضعا دائما في البلد الجديد، بل تكون مؤقتة. وتؤثر الهجرة بشكل كبير على حجم السكان، خاصة في حالة هجرة العقول المبدعة .
مفهوم الهجرة في اللغة
تعرف الهجرة لغة بأنها: الهجرة هي السفر من بلد إلى بلد آخر بهدف الحصول على الرزق والعمل، وتعني العيش فيه بشكل دائم، ولكنها تشير إلى العودة إلى وطنك في يوم من الأيام. تختلف عن السفر للترفيه، حيث قد لا تزيد فترة السفر فيها عن شهرين. وقد ذكر ابن منظور أن الهجرة في اللغة تعني الخروج من أرض إلى أرض أخرى، وتشير الهجرة في اللغة إلى الفراق والرحيل. في أقدم صورها، كانت الهجرة تعني خروج البدو من مكانهم إلى مكان آخر، حيث كانوا يعتمدون على الترحال في حياتهم.
تعريف الهجرة في الاصطلاح
تعريف الهجرة اصطلاحا: تعرف الهجرة كمصطلح وفقاً للموضع التي أتت فيه، ففي الشرع تختلف تماماً عن مفهومها في علم السكان، فهي تعني في علم الديموغرافيا تعني الحركة السكانية، وهي التي ينتقل فيها الأفراد والجماعات من مكانهم الأصلي الذي يعيشون فيه، إلى مكان آخر يعيشوا فيه ويعملوا فيه، وذلك يتم خلال فترة زمنية معينة، ولا سيما أن السبب في هذه الهجرة هو طلب الرزق أو الحصول على قيمة سياسية او امنية أو علمية، أما عن الهجرة في المصطلح الشرعي تشير إلى الموضع التي تأتي فيها فمثلاً هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وقد تأتي بمعنى هجر المحرمات التي نهانا الله عز وجل عنها، وتشمل الهجرة الباطنة والهجرة الظاهرة.
أنواع الهجرة
هناك أنواع مختلفة من الهجرة وهم تنقسم للآتي:
- الهجرة الداخلية: وهي التنقل بين أماكن مختلفة داخل حدود البلد، دون الانتقال إلى خارج البلد، بل فقط من محافظة إلى أخرى، مثل الهجرة من المدن أو الريف إلى الصحاري لتوطينها وإضفاء الحياة فيها، وتتميز الهجرة الداخلية بتكلفة منخفضة مقارنة بالهجرة الخارجية، فهي غير مكلفة مقارنة بها، وبما أن السفر يتم على مسافات قصيرة ولا توجد رسوم للسفر إلى دول أخرى، فإن الهجرة الداخلية تكون بسيطة وخالية من المشكلات، وتحدث الهجرة الداخلية لعدة أسباب، مثل زيادة السكان في مكان الإقامة، أو التغيير في الوظيفة، أو وجود اضطرابات في مكان السكن والمعيشة.
- الهجرة الخارجية: الهجرة الخارجية تشير إلى الهجرة من دولة إلى أخرى، وهي أكثر أنواع الهجرة انتشارا. تشمل هذه الهجرة الهجرة السرية والهجرة الشرعية التي تتم عبر الأوراق الرسمية وبشكل رسمي. يسافر الأفراد في هذه الهجرة بحثا عن الرزق وحياة أفضل، والابتعاد عن الظروف المالية السيئة في الدولة. يمكن أن تكون الهجرة الخارجية دائمة أو مؤقتة. تتميز الهجرة الخارجية بأن المسافة فيها طويلة وبعيدة، حيث يقطع المسافرون مسافات طويلة للوصول إلى البلدان الأخرى. قد يكون المسافة قصيرة ولا تتجاوز بضعة كيلومترات فقط، حيث لا تعتبر المسافة عائقا سواء كانت كبيرة أو صغيرة في الهجرة الخارجية. تسمى الهجرة خارجية وفقا للمنطقة التي تهاجر إليها، طالما وجود حدود دولية، حتى إذا تجاوز الفرد الحدود في دولة أخرى، فإن ذلك يعتبر سفرا وهجرة خارجية
اسباب الهجرة
وهناك العديد من أسباب الهجرة التي تتمثل في:
- تتمثل الهجرة منأجل العمل في السفر إلى الخارج للعمل، مثل هجرة العمالة من الدول الفقيرة إلى دول أوروبا لتحقيق فرص عمل جيدة، وكذلك السفر إلى دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
- يهاجر الأشخاص ذوو العرق الإفريقي إلى دول أوروبا بشكل سري، وتترتب على هذه الهجرة العواقب السيئة التي قد تؤدي إلى مصائب لا تحمد عقباها، وهي أكبر شر يمكن أن يواجهه الشباب.
- الهجرة العلمية: تتمثل هجرة الأدمغة في الهجرة العلمية التي تهدف إلىالحصول على التفتح العقلي والمعرفي والحصول على مزيد من الدراسات والمعلومات التي تفيد الأفراد، وذلك من خلال الهجرة إلى الخارج بحثًا عن فرص علمية أو دراسية أكبر مما يجده الأفراد في بلادهم.
دوافع الهجرة
هناك العديد من الأسباب التي تحرك الأفراد للسفر والهجرة، سواء كانت هذه الأسباب شرعية أو غير شرعية، وبما أن هذه الأسباب غالبا ما تكون مهمة وليست بسيطة، فإنه ليس من السهل على الإنسان ترك بلده ووطنه الذي نشأ فيه، وترك خلفه أهله وذكرياته الكاملة. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد إلى السفر والهجرة، وتشمل ذلك:
- الأسباب الدينية: تقوم تلك الأسباب الدينية على الأشخاص الذين ينتمون إلى ديانات أقلية في الدولة التي يسكنوها، فقد يجدوا من أهل المدينة أصحاب الديانة السائدة عنف أو تنمر او عدم قبول، مما يدفعهم إلى الهجرة إلى بلاد تتقبلهم أو تكون ديانتهم هي السائدة فيها، فكل الافراد يميل قلبهم إلى المكوث في المكان الذي يؤمن بهم ويحترم عقيدتهم، كما أن الفرد لا يحب أن يكون منبوذ او مكروه في المكان الذي يعيش فيه، كما أن حرية العقيدة والرأي يحب أن يكون مكفولا للجميع، حيث إنهم أبسط الأمور التي يحتاج لها الإنسان.
- الأسباب الاقتصادية: أحد أكثر الأسباب شيوعا هو سفر الكثير من الأفراد للبحث عن الرزق وتحسين ظروفهم الاقتصادية عن طريق التنقل بين الدول، حيث يفترض أن تحتاج الدولة المستضيفة لهذا الشخص وتوفر له فرصا أفضل لتحسين مستوى معيشته وحياة أسرته. تهدف الهجرة أيضا إلى توفير الاستقرار المالي والاستمتاع بالرفاهية، والحصول على فرص وامتيازات لا يمكن الوصول إليها في وطنه.
- أسباب جغرافية: المساحات الشاسعة في الدول تسمح بالهجرة إليها والحصول على فرص عمل في تلك الدول، وخاصة لأولئك الذين يعانون من ضيق المساحات ونقص الفرص الوظيفية والفقر في بلادهم، فهناك العديد من الدول التي تتمتع بمساحات واسعة ولكنها تفتقر إلى كمية السكان والعمالة، وبالتالي تفتح أبوابها أمام المهاجرين لاستغلال فرص العمل وتقديم معرفتهم وخبراتهم لهذه الدول، وتحدث ما يسمى بالمنفعة المتبادلة، حيث يحصل الدولة على اليد العاملة والأفراد يحصلون على أجور مجزية مقابل عملهم.
- أسباب حكومية: تتمثل الأسباب الحكومية في توجيه السكان للانتقال إلى مكان آخر أو إقليم آخر، سواء كان الأرض حكومية أو لأي مشروع يخدم الدولة أو لأي سبب آخر، ويعرف هذا باسم التهجير حيث يطلب من الأفراد التنقل من مكانهم إلى مكان آخر.
- أسباب سياسية: يعتمد العديد من السكان على الهجرة بناء على الأوضاع السياسية التي قد لا تتناسب معهم، وقد يتأذى بعضهم جراء ذلك، فيلجأون في تلك الأحيان إلى الغربة والهجرة ليجدوا ملاذا يمكنهم أن يرفعوا فيه أصواتهم ويتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بحرية دون قيود أو خوف أو توقعات من السلطة، وخاصة أن الاضطهاد السياسي يعتبر أحد أهم أسباب الهجرة في الفترات الأخيرة وعلى مر التاريخ في مختلف أنحاء العالم.