اسلامياتالتاريخ الاسلامي

ما هي العقيدة الواسطية

العقيدة الوسطية هي عقيدة أهل السنة والجماعة أو الأقرب إليها، وقد كتب الإمام ابن تيمية رسالة أطلق عليها اسم العقيدة الوسطية في عام 698 هـ، وأهم ما تم شرحه في هذا الكتاب العظيم هي المسائل التي يتفق عليها أهل السنة والجماعة، وذكر المعتقدات الراسخة لديهم، والمنهج الذي يتبعونه في حياتهم. ولا يخفى على أحد فضل ابن تيمية ومكانته في الدين الإسلامي، وأنه يحرص بشدة على الدقة في تقديمه للمسلمين ونقله إليهم، وخاصة في أمور العقيدة الإسلامية.

معلومات عن كتاب العقيدة الواسطية

  1. العقيدة الواسطية هي كتاب كتبه أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، والملقب بشيخ الإسلام ابن تيمية. والقلب الذي ليس مشهورا هو تقي الدين، ويعد من أهم أئمة أهل السنة والجماعة، وله دور كبير في نقل العقيدة الإسلامية الوسطية إلى جيلنا بدون تحريف أو تغيير
  2. كتاب العقيدة الواسطية يعتبر أحد الكتب الهامة التي تشرح عقيدة أهل السنة والجماعة بأسلوب بسيط ورائع، ويتيح لكل من يقرأه فهما واضحا لهذه العقيدة الجميلة التي تصف الإسلام الوسطي بطريقة بسيطة. يتعرض الكتاب للمسائل العقائدية بأسلوب غير معقد، وتكون العبارات واضحة. يقدم الإمام في الكتاب أدلة لا تقبل الشك على المسائل العقائدية، وتكون عبارات الإمام ابن تيمية موجزة لتسهيل فهم القارئ للكتاب. ولهذا السبب يعتبر الكتاب وصفا له بأنه “أجمع وأخصر متن في العقيدة على منهج أهل السنة والجماعة .
  3. رغم وجود العديد من الكتب التي تشرح هذا الكتاب أو تلخصه، إلا أن المتن الأصلي للكتاب بسيط وغير معقد ولا يحتاج إلى اختصار أو تلخيص، ولكن هذه الجهود من العلماء محمودة ويثابون عليها من الله .
  4. يوجد عشر نسخ مخطوطة من كتاب ابن تيمية، ولا يمكننا أن نؤكد بأن السر في وجوده قد كتب على العديد من المخطوطات، وإنما تمت قراءة واحدة من هذه النسخ العشر واجهة لوجه مع الإمام ووافق عليها، ولم يتم ذكر وجود أي أخطاء فيها، وهي النسخة الأكثر موثوقية بين جميع النسخ. هذا ما ذكره العديد من العلماء الذين شرحوا الكتاب، حيث لفتوا الانتباه في البداية إلى وجود نسخة واحدة تعتبر الأصل بين كل النسخ .
  5. ويتميز هذا الإصدار من العقيدة الواسطية بأنه الأكثر موثوقية والأكثر رجوعًا له من قِبَل المؤلفين عند كتابة المسائل العقائدية والتحكيم في آراء أئمة الأصول والعقيدة.

تسمية العقيدة الواسطية بهذا الاسم

  1. سميت العقيدة الواسطية بهذا الاسم حيث أن الإمام بن تيمية كتبها لأهل مدينة واسط في العراق ، لهذا يطلق عليها العقيدة الواسطية ، كما أن رسالة الحموية تسمى بهذا الاسم لأنه كتبها إلى أهل حماة في الشام ، وله رسالة أخرى ثالثة موضوعها عن الصفات  تسمى التمرية وهذا لأنه  كتبها إلى أهل تدمر في بلاد الشام .
  2. عندما كان ابن تيمية في العراق، زاره شيخ يدعى الشيخ رضي الدين الواسطي من مدينة واسط، وكان حاجا وصديقا للإمام الشافعي. ذكر ابن تيمية أن الناس في بلاده كانوا ظالمين ومتكبرين وأنهم ارتكبوا الفواحش في بلدهم. فبعث هذه الرسالة معه لأهل واسط، وصرح قائلا: `أنا أتبع هذه العقيدة وفقا للكتاب والسنة`، وقال أيضا: `كلمة تذكرتها تذكرني بآية أو حديث أو اجتماع سلفي`

مؤلف كتاب العقيدة الواسطية

  1. ولد شيخ الإسلام ابن تيمية في مدينة حران وعاش بها حتى بلغ سن السابعة، ثم ذهب مع أبيه وأخوته إلى مدينة دمشق.
  2. كانت أسرته هي الدافع الأول له نحو دراسة العلوم الشرعية والتمسك بأسس الدين، وقد حفظ القرآن الكريم وهو في سن صغير جدًا، وتوجه فيما بعد إلى دراسة العلوم الشرعية وتعلم النحو والتفسير وأصول الفقه، وكان عمره لا يتجاوز العاشرة .
  3. كان من أهم صفاته أنه كان شجاعًا ولا يخشى القول في الحق أو النقد، وكان معروفًا بذكائه وقدرته الفائقة على الحفظ، وكان صادقًا في القول والفعل .
  4. بسبب تأهله وإتقانه العلوم الشرعية خاصة الفقه والتفسير، تمكن من تدريسها في سن السابعة عشر .
  5. كان أول كتاب حفظه في الحديث كتاب الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي، ثم بعد ذلك اهتم بدراسة العلوم الشرعية وخاصةً الحديث .

أهمية كتاب العقيدة الواسطية

كما ذُكر، فإن هذا الكتاب يعد من أهم الكتب التي تناولت وصف منهج أهل السنة والجماعة، وتتمثل أهميته في:

  1. أن المصادر التي اعتمد عليها الإمام بن تيمية في كتابه هي : اعتقاد الفرقة الناجية ، اعتقاد السلف الصالح المستمد من أصوله ، من كلام ربنا القرآن ، ومن صحيح حديث نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الأسانيد ، كما أنها استمد من  إجماع السلف الصالح ، وهذه  هي أهم مصادر العقيدة الصحيحة التي يجب أن يرجع لها المسلمون .
  2. تُعد هذه الرسالة من بين أوثق الرسائل، ولذلك فإن العديد من علماء أهل السنة والجماعة اتفقوا على أنها تعد مصدرًا موثوقًا للعقيدة، حيث تتفق مع مبادئ النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام والتابعين وتلاميذهم بإحسان حتى يوم الدين.
  3. عندما ألف الشيخ ابن تيمية هذه الرسالة، وعرضها في مجالس المناظرة والامتحان، أعطى خصومه مدة ثلاث سنوات ليتقدموا بحجة واحدة تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، وبعد مرور الثلاث سنوات لم يتمكنوا من تقديم أي حجة تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، وحتى الآن لم يتمكن أحد من تقديم مثل هذه الحجة، وهذا يؤكد أن هذه الرسالة مصدر موثوق للثقة .
  4. أن هذه الرسالة لم تأتي حتى تبين الأسماء ، والصفات التي تدل على عقيدة أهل السنة والجماعة ، وإنما جاءت بالمسائل الأصولية التي يؤمن بها أهل السنة ، والجماعة مثل : القدر ، ووسطية أهل السنة والجماعة ، واعتدالهم ، كما أنها تحدثت عن الأخرة ، والحساب ، والعقاب ، ومسائل الصحابة، ومسائل الإيمان ، والوعد والوعيد .

الفرق بين العقيدة الواسطية والطحاوية

من المعروف أن العقيدة الصحيحة هي التي عليها أهل السنة والجماعة ، وهي التي أخذ منها الإمام بن تيمية رسالة العقيدة الواسطية ، ومصادرها هي القرآن الكريم  ، والسنة النبوية المطهرة ، وقد جمعها الإمام في كتاب ليسهل فهمها وحفظها ، ودراستها ، وتدريسها للطلاب ، والمسلمين أجمعين ، أما العقدية الطحاوية فهي من منسوبة إلى  الإمام الطحاوي، وهي متوافقة مع عقيدة أهل السنة والجماعة ولكن الفرق في سبب التسمية لا أكثر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى