منهج اهل السنة والجماعة في العقيدة
أهل السنة هم أكبر مجموعة إسلامية في تاريخ الإسلام، ويتبعون منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين والأئمة الدينية من الصحابة والتابعين وأصحاب المذاهب الفقهية. وظهر مصطلح “أهل السنة” تدريجيا نتيجة الانشقاقات التي حدثت في المجتمع الإسلامي، وأطلق هذا اللقب على من يتبعون مجموعة الصحابة في سلوكهم. وسنوضح في الأسطر التالية منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة.
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة
الله وحده هو الموصوف بالصفات الإلهية
وهو أول مبدأ في العقيدة الإسلامية أن الله الحي الذي لا يموت هو الإله الوحيد، وهو الذي يعيد الحياة إلى كل شيء. كل ما هو حي بحاجة إلى إحياءه من قبله، ويمكنه أن يأخذ أرواح الناس كيفما شاء وفي أي وقت يشاء، فهو حي وقائم. وقد قال تعالى: “الرحمن على العرش استوى، له ما في السماوات وما في الأرض”، “أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور.” فكل ما حولنا لا يمكن فهمه بالعقل، وكل هذا يعد من إبداع الله سبحانه وتعالى.
الله هو وحده المتصف بصفات الإلهية والعلو والكمال والتقديس
إنما الله وحده هو المستحق لجميع أشكال العبادة، فلا دعاء ولا نذر ولا شرك بتعظيم الأفراد أو القبور أو الصور إلا لله وحده.
شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله
فكما الإيمان بالله فريضة، فالإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أيضا فريضة، واتباع سنته، قال تعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون” [النور: 56]، قال: “فلا وربك لا يؤمنون حتىٰ يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما” [النساء: 65].
أركان الإسلام خمس
الإيمان بأركان الإسلام الخمس، وهي الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، هي من شروط الدخول في الإسلام. ومن ترك إحدى الأركان الباقية فهو كافر باتفاق العلماء. وإخوة الدين وقيام الدولة الإسلامية على ثلاثة من هذه الأركان. وقد قال تعالى: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون” [التوبة: 11].
الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر
يتبع أتباع السنة والجماعة المذهب الذي يؤمن بوجود الملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر، ويؤمنون بالعذاب والنعيم في القبر والبعث والنشور والحساب والموازين والصحف والصراط والجنة والنار، ويؤمنون بأن القدر خيره وشره بيد الله، وأن العبد خلق بقدر الله ولكنه يمتلك الحرية في اختياره.
الإيمان بالقول والفعل
الإيمان بالقول والفعل وتطبيق كل أركان الإيمان في التصرفات ، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107] ، وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4- 5] ، وقال تعالى: ﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [المدثر].
لا يكفرون أحدا من أهل القبلة
فهم لا يكفرون أي شخص من أهل القبلة بسبب خطيئة ما لم يتحلل بها، ولا يبقى أصحاب الكبائر في النار إلى الأبد، وإنما يُعذَّبون إذا شاء الله، ويُغفَر لهم إذا شاء الله، بسبب إخلاصهم التام لوحدانية الله.
الدين أركان وفرائض
: الإسلام هو مجموعة من الأركان والفرائض والسنن والحدود والشرائع التي يجب الإيمان بها واتباعها، ولا يمكن تجاهل أي منها. وقد قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها فلم يستكمل الإيمان، وسأبينها لكم حتى تعملوا بها”، وهذا يعني أن المؤمن يجب أن يؤمن بجميع الأركان والفرائض، ولا يمكن تجاهل أي منها، ولا يمكن التخلي عن فرائض الكفاية، لأنها لها نفس الأهمية في الإسلام كفرائض العين، ولا يمكن للمسلم أن يتجاهل السنن لأنها لها أهمية مثل فرائض الدين، وكذلك المكروهات لها أهمية مثل الكبائر
الدين أكتمل قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم
أن الدين الإسلامي اكتمل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يزيد ولا ينقص، وأن كل مبتدع في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة. حسب قول عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
العلم بالكتاب والسنة
يؤكد الإسلام على ضرورة العلم بالكتاب والسنة، وعلى أنّه لا سبيلَ للنجاة بدونه، وخصوصًا العلم العيني الذي يجب على المسلمين تعلُّمه، وأنّ الدين يقف ضد الجهل وما يترتب عليه من آثارٍ سلبية.